أجهزة أمن السلطة.. قمعٌ للتضامن وحمايةٌ للاحتلال
الثلاثاء، 13 آذار، 2012
"احتلال مريح في الضفة، وقلق يأتي من غزة".. هكذا وصف إعلام الاحتلال ما حصل من عدوان على غزة في الأيام الماضية، فيما تُصر قيادات السلطة وحركة فتح على التنسيق الأمني، وملاحقة المقاومة، ومنع التضامن الفعلي مع غزة، بحجة أن الالتزام بالاتفاقيات سيقود لدولة فلسطينية.
وكان لافتـًا أن تضامن الضفة مع غزة أثناء العدوان لم يرتق لمستوى الدماء، حيث اقتصر على رفع لافتات على دوار المنارة في رام الله تندد وتشجب العدوان، فيما يشير إلى أيدي خفية تمنع التحرك الفلسطيني الحقيقي بكل الوسائل.
السلطة.. دور أمني
صحافة الاحتلال اعترفت بالجميل والعرفان للسلطة في رام الله، حيث أشارت صحيفة "معاريف" الصهيونية إلى أن عدم وجود تضامن حقيقي في الضفة مع غزة، وعدم وجود عمليات للمقاومة الفلسطينية في الضفة يعود للدور الأمني الذي تقوم به السلطة وليس بفضل ما يقوم به جيش الاحتلال ومخابراته. تقول الصحيفة: " لا توجد من الضفة عمليات تقوم بها المنظمات الفلسطينية ليس بسبب المخابرات والجيش الإسرائيلي، ولا بسبب الأسوار والحواجز، بل أساسا بسبب قرار مبدئي من الفلسطينيين – السلطة الفلسطينية عبر الأجهزة الأمنية - لوقفها".
وقالت الصحيفة في عددها الصادر الأحد (11-3) إن "سلطة أبو مازن تقاتل بتصميم ضد حركة حماس". لكن في الإطار ذاته، أعلن رئيس السلطة محمود عباس في أكثر من مرة وأكثر من موقف أنه لا يحارب حركة حماس، لكنه شدد على أنه "لا عودة لانتفاضة فلسطينية ثالثة، أو للكفاح المسلح في الضفة"، كما أكد أن "تزود المقاومة بالسلاح والأموال تعتبر تهم تلاحقها السلطة".. كما يلاحقها الاحتلال أيضاً!
التضامن هاجس!
ويرى محللون أن السلطة تخشى من مسيرات التضامن وتحولها وامتدادها إلى هبة شعبية وانتفاضة جديدة بوجه الاحتلال، حيث يرجع النائب حامد البيتاوي عدم التضامن مع غزة في محنتها الأخيرة في الضفة الغربية إلى التنسيق الأمني، وخشية السلطة من امتداد المظاهرات والمسيرات.
فيما يُفسر البروفسور عبد الستار قاسم ما تقوم به السلطة في الضفة الغربية بالقول: "إن السلطة الفلسطينية ملتزمة بالشق الأمني من الاتفاقيات مع الاحتلال، وبالتالي هي الطرف الأضعف في المعادلة في الوقت الذي لا يلتزم فيه الاحتلال بالاتفاقيات".
بدورها قالت الطالبة سجى المصري من جامعة النجاح القصف على غزة يدمي قلوبنا في الضفة، وأن التضامن معهم بالقلب هو أضعف الإيمان في ظل تغول الأجهزة الأمنية التي لا تريد أن يسمع أي صوت غيرها.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام