أزمة مرتبات الموظفين والإجراءات الإسرائيلية تفسد فرحة الفلسطينيين بالعيد
الخميس، 01 أيلول، 2011
رام الله - أ ش أ - للأعياد فرحة خاصة تعلو فوق الآلام والجراح فى كل مكان بالعالم، إلا أنها تعتبر فى فلسطين فرصة لتذكر الأحزان، حيث يتوجه الفلسطينيون بعد صلاة العيد مباشرة إلى زيارة مقابر الشهداء والموتى لتهنئتهم بطريقتهم الخاصة، وأضيف إلى هذه الأحزان هذا العام مشكلة عدم صرف رواتب الموظفين مما جعل العيد ب"نصف عيدية".
ولاتزال (إسرائيل) تمعن فى كيفية إفساد فرحة الفلسطينيين فى الضفة الغربية بالعيد، حيث تتعمد إيقافهم بالساعات على الحواجز، وخاصة حاجز قلنديا شمال رام الله وتدقق فى هويات الركاب، وتفتش السيارات بطريقة مستفزة.
وقد خلت مدينة رام الله من السكان فى أول أيام عيد الفطر، حيث توجه الجميع إلى محافظاتهم بالضفة الغربية لقضاء العيد مع ذويهم، فيما عادت الحركة إلى طبيعتها فى المساء حيث اكتظت الشوارع بالسيارات وبالمارة وخاصة فى ميدانى الساعة والدوار وسط المدينة.
وفى هذا الإطار، قال خالد الهودلى (بائع ورد)، "إننا نحن أهالى الموتى والشهداء نفضل زيارة القبور بعد صلاة العيد لنهنئهم بطريقتنا الخاصة ثم نقوم بعد ذلك بزيارة أرحامنا فى شتى مدن الضفة الغربية".
ووفقا للهودلى (وهو من سكان رام الله) فإن الفسيخ والأسماك تتصدر الأكلات التى يتناولها الفلسطينيون فى عيد الفطر، كما لا يغيب الكعك والحلويات عن البيوت فى هذه المناسبة السعيدة.
من جهته، قال فؤاد عبدالله (موظف) وهو من سكان رام الله إن أزمة الرواتب أثرت علينا فى العيد، كما أثرت على "العيدية" التى نعطيها لأخواتنا وأبنائنا، والتى وصلت بدورها إلى "نصف عيدية".
وفى القدس، خلت المدينة من المقدسيين بعد صلاة العيد مباشرة، كما فرغ المسجد الأقصى والمساجد الأخرى المحيطة به من المصلين ما عدا مسجد قبة الصخرة الذى تواجد به عدد قليل من النساء والأطفال والأجانب.
وفى ظاهرة وصفت ب"الغريبة"، أم أحد حراس المسجد الأقصى المصلين فى مسجد قبة الصخرة أثناء صلاة العصر لعدم وجود إمام -، حيث لم يتجاوز عددهم 15 مصليا وهم غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقالت أم علا حارسة بالمسجد الأقصى، إنه بعد صلاة عيد الفطر مباشرة يتوجه المقدسيون إلى ذويهم فى المحافظات الأخرى لتهنئتهم بالعيد.. ولم يتواجد فى المسجد إلا الحراس الفلسطينيون بجانب الشرطة الإسرائيلية.
من جهته، قال خليل بختان (سائق) وهو من سكان القدس إن غالبية المقدسيين - وهو من بينهم - يعملون عند الجانب الإسرائيلى الذى يمنحهم أول أيام العيد إجازة فقط، وبالتالى هم يستغلون هذا اليوم لتهنئة أهاليهم وأقاربهم فى شتى المحافظات وهو ما يفرغ القدس من أهلها.
وحول كيفية قضاء العيد فى الداخل الإسرائيلى، قال أليف صباغ من عرب 48، إن فلسطينيى 48 يقضون أول أيام العيد بزيارة الأهالى والأقارب ثم يتوجهون فى اليوم التالى إلى إيلات أو طابا أو شاطىء البحر المتوسط أو بحيرة طبرية أو البحر الميت لقضاء أيام العيد.
وأشار صباغ إلى أن جزءا كبيرا من أهالى الضفة لا يمكنهم الذهاب لهذه الأماكن بسبب الإجراءات الإسرائيلية حتى أن جيل العشرينيات لم يصل شاطىء البحر فى حياته ولم يبلل رجليه بالمياه الفلسطينية.
أما خيمة النواب المقدسيين المهددين بالإبعاد بمقر الصليب الأحمر بحى الشيخ جراح فى مدينة القدس، فقد اكتظت بالزوار للتهنئة بالعيد وتصدرهم مفتى القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، وأحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأحمد الرويضى مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشئون القدس، وحاتم عبدالقادر مسئول ملف القدس بحركة فتح، وعبدالرحمن أبوعرفة المدير العام لملتقى الفكر العربى، بالإضافة إلى عدد من المسئولين الفلسطينيين وأهالى القدس.
ويعد هذا العيد هو الثالث الذى يقضيه النواب المقدسيون (الوزير خالد أبوعرفة - أحمد عطوان - محمد طوطح) فى خيمتهم الاعتصامية بعيدا عن منازلهم منذ 427 يوما، مضحين بفرحتهم وسط ذويهم مقابل قضيتهم الأسمى والأكبر وهى نصرة القدس.
وأدى عشرات الفلسطينيين صلاة العيد مع النواب المقدسيين الذين يتخذون شعار (لا لتفريغ القدس من أهلها)، داعين الله عز وجل لهم بالثبات والصبر.
وعلى مدى 427 يوما من المعاناة اليومية، تحضر زوجات النواب وأبناؤهم إلى الخيمة الاعتصامية لمشاركتهم الصبر والثبات والتحدى فى مواجهة الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى طردهم من مدينتهم.
وفى أول أيام العيد، تصل زوجات وأبناء النواب المعتصمين فى تمام الساعة الخامسة والنصف فجرا إلى الخيمة لأداء صلاة العيد ثم ينصرفن إلى البيوت لاستقبال الأهالى المهنئين بالعيد وإعداد الطعام ثم يقدمن العصر لتناول الغداء مع أزواجهم.
المصدر: وكالات