القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أطفال غزة صامتون في ثلاجات الموتى: خمسة بين 12 شهيداً في مجزرة عائلة الدلو

أطفال غزة صامتون في ثلاجات الموتى: خمسة بين 12 شهيداً في مجزرة عائلة الدلو
 

مع تصاعد العدوان الجوي على غزة، لا شيء يشبه صور أطفال استشهدوا تحت أنقاض منازلهم وآخرين طالتهم شظايا الصواريخ الإسرائيلية، فحال أطفال غزة اليوم مع توسع نطاق العدوان يعيد للأذهان صور المجازر التي تخلفها حروب إسرائيل دائماً.

حرب إسرائيل المتصاعدة في غزة في اليومين الأخيرين طالت منازل مدنية وآمنة، كان لعائلة الدلو المنكوبة الرقم الأصعب في معادلاتها، فحصيلتها 12 شهيداً هم أربع نساء وخمسة أطفال وثلاثة رجال.

وفي شمالي مدينة غزة كانت الغارة، والهدف منزل مدني لم يكن بين ساكنيه مقاوم، وليس مقراً أمنياً أو حكومياً، الغارة جعلت جثامين الأطفال تلقى في الشوارع، وفي ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء في مدينة غزة حيث كان الضحايا.. جلهم من الأطفال.

وجد المسعفون ورجال الدفاع المدني صعوبة بالغة في البحث تحت أنقاض المنزل المدمر، فإسرائيل سوت المبنى بالأرض، ولم يقل إعلامها ولا المتحدثون العسكريون ان الغارة خطأ أو يبرروا لأنفسهم وللعالم الصامت كيف جرت المجزرة!

بعد ساعة واحدة فقط من مجزرة عائلة الدلو، كان حي الفالوجا في غربي مخيم جباليا في شمالي القطاع مسرحاً لجريمة أخرى، راح ضحيتها الأب سهيل حمادة والابن مؤمن ذو الـ 12 ربيعاً.. ذنبهما الوحيد أنهما هبا لتزويد جيرانهما بمياه نظيفة للشرب.

ويروي محمد ابن الضحية لـ«السفير» أن والده يعمل في بيع المياه المعدنية في سيارته التي اشتراها مؤخراً، ومع اشتداد العدوان وكثرة الاتصالات عليه، قرر أن يساعد الناس في التغلب على الظروف الصعبة وانقطاع المياه.

وأضاف محمد ان والده قام بتعبئة خزانات الحي بالمياه النظيفة، وأخذ شقيقه مؤمن ليساعده ويسهل الأمر للانتهاء بسرعة.. لكن القدر كان أسرع، قصفتهما إسرائيل وحولتهما إلى أشلاء.

وباستغراب ومع بكائه الشديد قال محمد «لا أعرف ما الذي دفعهم للغارة، يملكون التكنولوجيا الحديثة وبالتأكيد شاهدوا سيارة نقل المياه التي يقودها والدي.. هذه جريمة وعندما ينتهي العدوان سنرفع الدعاوى ضدهم».

يجدر هنا القول ان توسيع دائرة العدوان إسرائيلياً جاء بعد تأكيد مسبق بأخذ الغطاء الدولي للعمليات العسكرية ضد القطاع، وبعد تأكيدات إسرائيلية برفض الشروط التي وضعتها مقاومة غزة للوصول إلى تهدئة.

وعلى الأرض يقول الغزاويون ان مانح الضوء الأخضر للعدوان هو نفس المجرم الذي يقتل، لكن الغريب في غزة أن شعبها برغم اشتداد العدوان والقصف والتهديدات «فرح بانجازات المقاومة على الأرض ومتمسك بعملها المقاوم».

وصار الغزاوي مع كل صاروخ يسمع في الأجواء يفرق بين ما إذا كان إسرائيلياً أو فلسطينياً.. باختصار فإن غزة التي تعاني وتتعرض للقتل، سعيدة بانجازات مقاومتها ويدها على قلبها بأن يحمي الله غزة وأهلها ومقاومتها واطفالها.

المصدر: السفير