السبت 14 سبتمبر 2024
حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين "أونروا" من أكثر من مليون شخص في قطاع غزة سوف يعيشون دون
طعام خلال شهر سبتمبر الجاري في ظل استمرار عرقلة الاحتلال دخول المساعدات
الإنسانية واستمرار إغلاق المعابر الحيوية ضمن سياسة تجويع السكان المتعمد.
وقالت وكالة "أونروا" عبر
صفحتها في منصة (إكس) اليوم السبت 14 أيلول/ سبتمبر: "نحن نقدر أن أكثر من
مليون من سكان غزة سيعيشون بدون طعام في شهر سبتمبر".
وبينت أن منتجات النظافة من الأدوية
والكلور لتنقية المياه على وشك النفاد في غزة، لافتة إلى أن المساعدات التي تصل
قليلة جدًا لدرجة أنهم (الوكالة) لا يمكنهم تلبية الاحتياجات الأساسية.
في وقت سابق كشفت تقارير أممية أن أكثر
من مليون شخص في قطاع غزة لم يتلقوا المساعدات خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، بسبب
النزوح المستمر بفعل أوامر الإخلاء القسري التي تصدرها سلطات الاحتلال بشكل شبه
أسبوعي.
وقبل أيام عدة منعت سلطات الاحتلال
قافلة أممية كانت محملة بالأدوية والوقود من دخول شمال غزة، وأوقف الاحتلال
القافلة تحت تهديد السلاح عند نقطة تفتيش وادي غزة، مهدداً باعتقال موظفي الأمم
المتحدة.
وفي السياق كشف تقرير لصحيفة
(الغارديان البريطانية) أن جماعات الإغاثة في قطاع غزة لا يمكنها القيام بعملها
بسبب منع الاحتلال دخول المساعدات الغذائية حيث ما زالت الشاحنات المحملة
بالخضروات الطازجة أو اللحوم الفاسدة تنتظر لعبور نقاط التفتيش
"الإسرائيلية"، ولا تزال هناك آلاف من حزم المساعدات الغذائية
والإمدادات الطبية وحتى فرش الأسنان والشامبو عالقون في تراكم الشاحنات غير
القادرين على الدخول من مصر.
وقال سام روز، نائب مدير وكالة الأمم
المتحدة لإغاثة الفلسطينيين "أونروا" في غزة لصحيفة (الغارديان
البريطانية : "نقدر أن أكثر من مليون من سكان غزة سيعيشون بدون طعام في
سبتمبر/أيلول"، وأضاف: "أكثر من نصف الأدوية في مراكزنا الصحية أوشكت
على النفاد، وكذلك الكلور المستخدم في تنقية المياه وغيره من الإمدادات
الأساسية".
وبين روز أن وكالة "أونروا"
لجأت إلى محاولة استيراد مواد فردية مثل الصابون، لأن الاحتلال منع دخول المجموعات
التي تحتوي على مجموعة من العناصر مثل مسحوق الغسيل إلى جانبها.
وأضاف: "نعتقد أن إحضار قطع
الصابون يخدمنا بشكل أفضل بدلاً من تجربة أي شيء أكثر تعقيدًا.. هذا يوضح مدى
اليأس الذي أصبح عليه الوضع - لقد تحولنا إلى استهداف الحد الأدنى المطلق لتحسين
ظروف النظافة، وهو وضع فظيع في وضع يتزايد فيه خطر الإصابة بالأمراض المعدية".
سوء التغذية الممتد يهدد بوفاة السكان
بعد 3 سنوات
مؤسس منظمة "إلبيدا" للإغاثة
آمد خان، علق للصحيفة البريطانية بأن مجموعته حاولت بلا جدوى إدخال إمدادات طبية
إلى المنطقة لعدة أشهر مشيراً إلى أن حجم المساعدات التي تدخل هو الحد الأدنى
لضمان بقاء الناس على قد الحياة إثر الجوع لافتاً إلى أنهم "يمكن أن يموتوا
بعد ثلاث سنوات من الآن، بسبب سوء التغذية الممتد".
وأشار خان إلى بيانات الأمم المتحدة
التي أظهرت نقصا حادا في المساعدات التي دخلت خلال الأشهر الأربعة منذ سيطرة
القوات "الإسرائيلية" على معبر رفح. وفي شهر يوليو/تموز، دخل ما معدله
100 شاحنة يوميًا، معظمها عبر معبر كرم أبو سالم الجنوبي.
وانخفض هذا العدد إلى النصف في
أغسطس/آب، في حين دخلت 147 شاحنة فقط حتى الآن في سبتمبر/أيلول، على الرغم من أن
المنظمة أضافت أنه قد تكون هناك ثغرات في التقارير؛ بسبب مخاطر الموظفين الذين
يراقبون دخول المساعدات عند نقاط العبور.
ذكرت الصحيفة أن داخل غزة يتعقد توزيع
المساعدات بسبب نقص الوقود والطرق العسكرية "الإسرائيلية" ونقاط التفتيش
مبينة أن الأمر خطير للغاية، حيث قتل الاحتلال 280 عاملاً في المجال الإنساني،
معظمهم يعملون لدى "أونروا"، في غزة خلال 11 شهرًا من الحرب على قطاع
غزة وفقًا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، "أوتشا".
وقال تقرير نشرته في أواخر أغسطس/آب
أكثر من عشرين منظمة غير حكومية، بما في ذلك (ميرسي كوربس) و(أوكسفام) و(أنيرا):
أن من بين أهم العقبات التي تواجه العمل الإنساني، هو التأخير الذي فرضته السلطات
"الإسرائيلية" في الموافقة على دخول البضائع إلى غزة.
ووصف التقرير أكواماً من المساعدات بما
في ذلك الحفاضات والملابس والطرود الغذائية مجمعة في مصر، التي لم تتمكن من دخول
غزة منذ أن استولت القوات "الإسرائيلية" على جانب غزة من معبر رفح
الحدودي في مايو/أيار.
وذكرت أن السلطات
"الإسرائيلية" سمحت فقط لثلاث قوافل مكونة من 30 شاحنة بمحاولة العبور
كل أسبوع عبر معبر يعرف باسم بوابة 96 بالقرب من مدينة غزة.
وقال التقرير: إن قدرة شاحنات
المساعدات على دخول غزة "تخضع لتقدير تعسفي للقوات "الإسرائيلية"،
مضيفًا أنه في كثير من الأحيان، يُسمح لـ 15 شاحنة على الأكثر بالوصول إلى البوابة
96 كل أسبوع.
ونتيجة لذلك، تقول منظمات مثل منظمة
أطباء بلا حدود: إن السلطات "الإسرائيلية" حظرت 4000 طرد تحتوي على مواد
مثل الصابون وفرشاة الأسنان لمدة ثلاثة أشهر.
منظمة ميرسي كوربس أكدت أيضاً أن الأمر
استغرق أربعة أشهر لتوصيل 1,000 طرد غذائي و1,000 مجموعة من منتجات النظافة إلى
شمال غزة، بعد أن فرضت السلطات "الإسرائيلية" متطلبات جمركية جديدة.