القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أهالي قطاع غزة يصٍلون الليل بالنهار لاستقبال المفرج عنهم

أهالي قطاع غزة يصٍلون الليل بالنهار لاستقبال المفرج عنهم

استيقظ أهالي قطاع غزة صباح امس على الفرحة العارمة رغم تعب الليل الذي قضوا فيه حتى ساعات الفجر الأولى لاستقبال الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ومع وصولهم إلى البوابة الفلسطينية من معبر بيت حانون، سجد المحررون الخمسة على الأرض قبل أن تحتضنهم عائلاتهم والمئات من المواطنين الذين انتظروهم طوال الليل على الرغم من البرد الشديد.

وأطلق بعض الأسرى طلقات نارية في الهواء احتفاء وابتهاجا بتحررهم بعد سنوات طويلة من الأسر، والتنقل من معتقل لآخر، وسط معاناة شديدة طوال فترات اعتقالهم التي تراوحت ما بين 20 إلى 26 عاما.

وعبرت حنان العيماوي، ابنة الأسير حلمي العيماوي، من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، عن فرحتها قائلة التي إن "هذه الفرحة لا تُوصف"، خصوصاً وأنه لم يُتاح لها زيارة والدها منذ سنوات طويلة، مشيرةً إلى أنه اعتقل حين كانت في ثالثة من عمرها، وهي الآن في سن الـ21.

وأشارت بصوت خافت ومتلعثم ودموع الفرح تنهمر من عينيها، إلى أنها كبرت وترعرعت بعيداً عن والدها الذي كانت تتأمل الافراج عنه من حين لآخر، على الرغم من الحكم المؤبد الذي أصدرته محكمة إسرائيلية بحقه قبل 21 عاما بتهمة قتل إسرائيلي.

أما عائلة الأسير المحرر عمر عيسى مسعود، الذي قضى هو الآخر (21 عاماً) في السجون الإسرائيلية بعدما اعتقل إلى جانب ثلاثة من رفاقه في "الجبهة الشعبية" بتهمة قتل إسرائيلي، فقد عاشت منذ الإعلان عن الاتفاق الإسرائيلي ـ الفلسطيني للإفراج عن الأسرى القدامى، لحظات من الفرح والسعادة الغامرة، وكانت تأمل أن يكون نجلها بين محرري الدفعة الأولى التي أطلق سراحها في آب الماضي، وعلى ذلك الأمل استعدت مسبقاً، كما استعدت أمس، لاستقبال ابنها بعد غياب طويل متنقلا بين السجون.

وفي مخيم الشاطئ الذي خرج منه مسعود أسيراً، وهو في التاسعة عشر من عمره، عاد مجددا إلى منزل عائلته المتواضع في المخيم الساحلي، ليرتمي في حضن والديه.

وتشير والدة مسعود، أم ماجد (64 عاما) التي احتضنت نجلها لوقت طويل وكلاهما يذرف الدمع، إلى أنها جهزت له منزلا خاصا به في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، وأنها ستزوجه قريبا ليعيش حياة جديدة بعيدا عن حياة السجون، موجهةً شكرها للرئيس محمود عباس، للإفراج عن نجلها الذي حكم بالسجن المؤبد ثلاث مرات.

ولفتت أم ماجد، إلى أن آخر زيارة كانت لها قبل 4 شهور، وهي الثانية التي كانت منذ إعادت "إسرائيل” العمل بنظام الزيارات لأهالي أسرى القطاع بعد توقف لسنوات، منذ أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

بدوره، أعرب الأسير عمر مسعود، عن سعادته وفرحته الغامرة بالإفراج عنه ولقاء أهله، وخصوصاً والديه، اللذين تقدم بهما العمر، وكان يخشى فقدانهما وهو داخل السجن، موجهاً الشكر لكل من ساهم بإطلاق سراحه وكل الأسرى.

وأشار مسعود إلى معاناة الأسرى الكبيرة في السجون الإسرائيلية، مطالباً السلطة الفلسطينية والمقاومة بالتحرك لفعل أي شيء للإفراج عن الأسرى المتبقيين.

وعمت الأفراح منازل قطاع غزة باسره ابتهاجا بإطلاق سراح الأسرى، على الرغم من محاولات الاحتلال التنغيص على المواطنين وذوي الأسرى، لكن المواطنين استمروا في مظاهرهم الاحتفالية في شوارع القطاع ابتهاجاً بالأسرى ونقلوهم الى منازلهم في مواكب احتفاليا وسط إطلاق نار كثيف تواصل حتى ساعة مبكرة من فجر أمس الأربعاء.

غزة ـ ميسرة شعبان