الجمعة، 05 تموز، 2024
أكد مكتب الشؤون الإنسانية للأمم
المتحدة "أوتشا"، أن 9 من كل 10 أشخاص في غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل
وفي بعض الحالات بلغت 10 مرات خلال حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة
على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق
الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، "أندريا دي دومينيكو":
إن المجتمع الإنساني يقدر إجمالي عدد السكان في غزة في الوقت الراهن بنحو 2.1
مليون نسمة مع الوضع في الاعتبار "مقتل" أكثر من 37 ألف شخص ومغادرة
110ألف القطاع منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي مؤتمر صحفي تحدث فيه "دي
دومينيكو" إلى الصحفيين في نيويورك عبر الفيديو من القدس، أضاف: إنهم قدروا
بقاء ما بين 300 إلى 350 ألف شخص في شمالي قطاع غزة، وهؤلاء لا يمكنهم الانتقال
إلى الجنوب، مشيراً إلى وصول عدد النازحين نتيجة أوامر الإخلاء
"الإسرائيلية" الأخيرة إلى 25 ألف نازح.
وأشار إلى إنه "وراء تلك الأرقام
يوجد بالطبع أشخاص، رجال ونساء وفتيان وفتيات وأطباء وطلاب وطهاة وفنانون وصحفيون
ومعلمون وأمهات وآباء وأشخاص لديهم مخاوف ومظالم، وكانت لديهم أحلام وآمال لكنها
أصبحت أقل اليوم مع الأسف".
ويحتاج قرابة 96% من السكان في غزة إلى
مساعدات إنسانية طارئة، أو يعانون من نقص في الأمن الغذائي أو النقص الحاد، وفقاً
لـ "دي دومينيك"و الذي وصف ذلك بغير المقبول والكارثي. ولا يتعلق هذا
بإدخال الغذاء فحسب، بل بإدخال المياه والوقود ومشاكل الصرف الصحي والقمامة
وغيرها.
ومن جهة أخرى لفت المسؤول الأممي في
تصريحاته رداً على تساؤلات الصحفيين، إلى أن الوضع في غزة فريد من نوعه، فهي
المكان الوحيد في العالم الذي لا يستطيع الناس فيه العثور على ملاذ آمن ومغادرة
خطوط أو جبهة القتال، موضحاً أنه "في أي حرب أخرى نتخذ إجراءات تسمح لنا
بالذهاب إلى جبهات القتال، لكن في غزة كل مكان هو خط قتال أمامي ولا توجد أي مساحة
آمنة فيه".
وأشار إلى أن الناس ينظرون إلى
العاملين في المجال الإنساني على أنهم مقياس لما يحدث، "فعندما يرون أننا
نغادر تلك المناطق، فيخشون أن شيئا ما سيحدث... ينظر إلينا آخرون ويرون ما إذا كنا
لا نزال هناك (في تلك المناطق) مما يعني أنهم قد يكونون آمنين بالبقاء هناك".
وعبّر المسؤول الدولي بأن العمليات
الإنسانية في قطاع غزة تحتاج إلى ضبط مستمر، حيث توصف عملية إيصال المساعدات
للنازحين بأنها "صراع يومي لذا فهو أمر يحتاج إلى تضافر الجهود الهائلة
للحفاظ على شريان الحياة الذي يضمن بقاء الناس على قيد الحياة".
وقال: إن "المساعدة الإنسانية هي
التزام يجب على جميع الأطراف احترامه، بمن فيهم الإسرائيليون والمجموعات الأخرى،
ونحن نستمر في دعوتهم جميعا لمساعدتنا في توصيل المساعدة التي يحتاجها الفلسطينيون
بشدة".
وحذر من أن نقص التمويل يزيد من
التحديات الموجودة على أرض الواقع، ما سيؤثر على مستوى تقديم المساعدات، لا سيما
أن صندوق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الذي يحتاج إلى 3.4 مليارات
دولار للعالم الحالي لتقديم المساعدات الإنسانية، لم يحصل حتى الآن إلا على 35% من
التمويل.