القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

إخطارات الهدم.. وتيرة تتسارع مع "انتفاضة القدس"

إخطارات الهدم.. وتيرة تتسارع مع "انتفاضة القدس"

السبت، 16 كانون الثاني، 2016

يرى متابعون أنّ الاحتلال انتهز فرصة الانشغال الإعلامي المحلي والدّولي بأحداث "انتفاضة القدس" لفرض الوقائع على الأرض وتصعيد وتيرة هدمه وإخطاراته للمنشآت السكنية والزراعية والخدمية الفلسطينية، وهو أمر بات جليًّا أثناء عمليات التوثيق والمتابعات الميدانية.

وتعتبر بلدة بيت أمر شمال الخليل، إحدى نقاط التماس المشتعلة مع الاحتلال، من أكثر المناطق في الضفة الغربية التي تعرّضت لإخطارات الهدم والملاحقة، في سلوك يصفه السّكان والنّشطاء إجراءً عقابيًّا وردّ فعل على تصاعد المواجهة مع جيش الاحتلال في هذه البلدة.

يقول الناشط محمد عوض، أحد سكّان البلدة لصحيفة "فلسطين": "ما يسمّى بالتنظيم الإسرائيلي والإدارة المدنية صعّدوا خلال الأيام الماضية من إخطاراتهم للسّكان، وخاصّة للمنشآت السكنية قيد الإنشاء وأخرى تقطنها بعض العائلات، لدرجة كرّر الاحتلال خلال الأسبوع الواحد مداهمة بعض الأحياء السكنية خاصّة تلك القريبة من الشارع الالتفافي المار بجوار البلدة أكثر من مرّة، وإخطار السّكان".

ويتابع موضحاً: "الأمر لم يتوقف عند هذا الحدّ، بل كرّر الاحتلال اقتحام المباني التي تلقى أصحابها إخطارات بالهدم أو وقف العمل، وصادر معدّات وآليات ومواد بناء من هذه المباني أو الورش القائمة، وهو أمر يراه هذا النّاشط تصعيدًا غير مسبوق بحقّ السّكان والأهالي في البلدة".

ويكشف عوض عن أنّ العمق الزراعي الذي تبقّى للبلدة هي تلك الأراضي الواقعة على مقربة من مستشفى "بيت البركة" التي حوّلها الاحتلال مؤخرا إلى مستوطنة، معربًا عن قلقه الشديد إزاء مستقبل عشرات العائلات من سكّان البلدة، التي تعتمد في مصادر رزقها على ما يقرب من خمسمائة دونم زراعية في محيط هذا المكان، أعلن الاحتلال مؤخرا نيته إلحاقها بهذه البؤرة الجديدة، وإتباعها لتجمع مستوطنات "غوش عتصيون"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ الاحتلال بدأ ومنذ اندلاع أحداث انتفاضة القدس عمليات الملاحقة للأنشطة العمرانية وحتّى الزراعية في هذه الأراضي، وهو الأمر الذي يمهد حسب متابعته لمخططات الاحتلال القاضية بعزل هذه المناطق.

أمّا مدير مركز أبحاث الأراضي جمال طلب العملة، فيقول لصحيفة "فلسطين": إنّ الأحداث الأخيرة أظهرت تصاعدا حقيقيا في عمليات الإخطار والهدم في كافة أرجاء الضفة الغربية، مشيرا إلى أنّ المركز يتلقى يوميا حصيلة جديدة من الانتهاكات التي ينفذها الاحتلال وسلطاته المختلفة خاصّة على صعيد إخطار المنشآت والأراضي الفلسطينية بالهدم ووقف العمل ومحاولات التهجير والترحيل.

ويبين أنّ أكثر من مائتي إخطار هدم جرى رصدها بعد اندلاع الأحداث الأخيرة، وهو أمر يشير إلى استغلال الاحتلال الظروف الحالية والانشغال عن جانب الأهالي في الأحداث ومتابعتهم وحالة اليأس والاحباط التي تتركها اجراءات الاحتلال في المدن والقرى الفلسطينية، وعزوف كثيرين عن التّوجه لمتابعة الإجراءات القانونية، ما يفسح المجال أمام الاحتلال لممارسة مزيد من التغول على الحياة الفلسطينية.

ويرى أيضا أنّ الاحتلال ينتهز الظروف الأخيرة للعمل على كافة المستويات لفرض الوقائع على الأرض، واستغلال عامل الزمن لممارسة أكبر قدر من الأنشطة الخاصة بالاستيطان أو الملاحقة للفلسطينيين من ناحيتي الهدم والإخطارات المتواصلة.

المصدر: صحيفة فلسطين