القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"إسرائيل" تطلق سراح 26 معتقلاً فلسطينياً وتسرّع الاستيطان

عباس مستقبلاً المحرَّرين: لا اتفاق سلام وهناك أسير واحد خلف القضبان

"إسرائيل" تطلق سراح 26 معتقلاً فلسطينياً وتسرّع الاستيطان

أفرجت "إسرائيل” فجر أمس الاربعاء عن دفعة جديدة من الاسرى الفلسطينيين مؤلفة من 26 أسيراً كانوا معتقلين منذ اكثر من عشرين عاماً في اطار مفاوضات السلام الجارية مع الفلسطينيين برعاية الولايات المتحدة. إلا أن حكومة بنيامين نتنياهو قررت بالتزامن تسريع الاستيطان في القدس الشرقية.

فقد أُطلق سراح مجموعة من 21 أسيراً في الضفة الغربية، غادروا سجن عوفر، قرب القدس، على متن حافلتين صغيرتين داكنتي الزجاج فجراً، وكان في استقبالهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد ذلك الاسرى وعائلاتهم في المقاطعة، مقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية.

واكد عباس أمام آلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا في المقاطعة لهذه المناسبة انه "لن يكون هناك اتفاق وهناك اسير واحد وراء القضبان" مضيفا "لن تتم الفرحة الا باخراج الجميع من السجون".

وأضاف عباس"اليوم الفرحة الثانية وبعد شهرين الفرحة الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة حتى تبيض السجون ويعود أهلنا إلينا،الآن نتكلم عن 104 أسرى جميعهم بإذن الله سيخرجون كما خرج إخوتنا هؤلاء، لكن لن تتم الفرحة إلا بإخراج الجميع من السجون". وأضاف: "نحن تعهدنا أننا سنستمر في جهودنا لإطلاق كل الأسرى مهما كانت مدتهم أو أطيافهم أو أماكنهم، شرط أن يعودوا إلى بيوتهم وليس إلى مكان آخر".

وفي هذه الاثناء وصل خمسة معتقلين اخرين الى قطاع غزة، عند معبر بيت حانون.

وينتمي 19 من الفلسطينيين المفرج عنهم الى حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس محمود عباس واربعة الى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" (يسار) وثلاثة الى حركة "حماس".

وباستثناء معتقل واحد، فان جميع الاسرى المفرج عنهم والذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقات اوسلو عام 1993 كانوا محكومين بغالبيتهم الساحقة بالسجن مدى الحياة لمرة واحدة على الاقل لادانتهم بقتل اسرائيليين، حسب اللائحة التي نشرتها مصلحة السجون الاسرائيلية.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اعلن أول من أمس الاثنين ان "قرار الافراج عن السجناء هو احد اصعب القرارات التي اتخذتها. من غير العادل ان يتم اطلاق سراح هؤلاء الارهابيين قبل قضاء عقوبتهم. قلبي مع العائلات الثكلى".

وفور الافراج عن الاسرى، أعلنت إذاعة الجيش ان "إسرائيل” ستبني 1500 وحدة سكنية في حي رامات شلومو الاستيطاني بالقدس الشرقية.

وقالت وزارة الداخلية الإسرائيلية إن 1500 وحدة سكنية ستقام في مستوطنة "رامات شلومو" التي يغلب على سكانها اليهود المتطرفون وأقيمت بالقدس الشرقية عام 1995.

ومن جهتها، أكدت الإذاعة الاسرائيلية على موقعها الالكتروني، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الداخلية جدعون ساعر اتفقا على دفع أربعة مشاريع بناء في أحياء استيطانية بشرقي القدس المحتلة. واضافت إن هذه المشاريع ستتضمن إقامة 1500 وحدة سكنية جديدة في الحي الاستيطاني "رامات شلومو"، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على اقامة مشروعين سياحيين جديدين أحدهما قرب أسوار البلدة القديمة من القدس المحتلة والثاني في منطقة الشيخ جراح وسط المدينة.

وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا إنه سيتم الإعلان عن مشروعات سكنية هذا الأسبوع في مستوطنات تعتزم "إسرائيل” الاحتفاظ بها في أي اتفاق للسلام لإرضاء الأعضاء اليمينيين في الائتلاف الحاكم الذين أغضبهم الافراج عن 26 أسيراً فلسطينياً فجر امس.

وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان اللجنة الفرعية للبناء التابعة لما يسمى "الإدارة المدنية" في الجيش الاسرائيلي بحثت سبل تسريع مخططات بناء 582 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية.

وأورد موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" أن المخطط الاستيطاني الجديد الذي سيتم تنفيذه قريباً، يتضمن 160 وحدة استيطانية في مستوطنة "يكير" شمال غربي سلفيت و296 وحدة استيطانية أخرى في مستوطنة "بيت إيل" شرقي مدينة رام الله، كذلك 96 وحدة استيطانية في مستوطنة "ألموج" القريبة من البحر الميت.

ودانت السلطة الفلسطينية قرارات الاستيطان الجديدة وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة إن هذه السياسة الإسرائيلية "مدمرة لعملية السلام، وهي رسالة للمجتمع الدولي أن "إسرائيل” دولة لا تلتزم بالقانون الدولي وتواصل وضع العراقيل أمام عملية السلام".

وأضاف "أن هذا يدفع الجانب الفلسطيني والعربي إلى فقدان الثقة بقدرة هذه الحكومة على صنع السلام"، مؤكداً أن هذا "عمل مدان، والاستيطان كله غير شرعي، ولن تبقى مستوطنة على الأراضي الفلسطينية".

كما دانت حركة "حماس" قرار الاحتلال الإسرائيلي بناء 1500 وحدة استيطانية في مدينة القدس، معتبرة ذلك "نتيجة طبيعية لمفاوضات السلطة مع الاحتلال التي باتت توفر له غطاءً طبيعياً لهذه الممارسات والجرائم".

ودعا الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان صحافي إلى وقف هذه "المفاوضات الكارثية"، وقال: "إن تأكيد نتنياهو بأن قرار توسيع الاستيطان هو مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، هو دليل على خطورة توظيف الاحتلال ورقة الأسرى لممارسة سياسة الضغوط والابتزاز".

يذكر أن نتنياهو، وساعر، اتفقا على التسريع في تنفيذ بناء أربع خطط بناء في القدس الشرقية.

ودانت الرئاسة الفلسطينية القرار الاسرائيلي بناء 1500 وحدة سكنية استيطانية، وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة في تصريح نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ان هذه السياسة الاسرائيلية "مدمرة لعملية السلام وهي رسالة للمجتمع الدولي ان "إسرائيل” دولة لا تلتزم بالقانون الدولي وتواصل وضع العراقيل امام عملية السلام".

واضاف "هذا يدفع الجانب الفلسطيني والعربي الى فقدان الثقة بقدرة هذه الحكومة على صنع السلام"، مؤكداً ان "الاستيطان كله غير شرعي ولن تبقى مستوطنة على الاراضي الفلسطينية".

رام الله ـ أحمد رمضان