"إسرائيل" تغتال "خبير صواريخ" في
غزة... والفصائل تعدّه خرقاً لاتفاق التهدئة وتحذّر من التداعيات
ذكرت الحياة، لندن، 1/5/2013، أن مروحية حربية إسرائيلية
اغتالت قيادياً مسلحاً فلسطينياً وأصابت شخص آخر بجروح خطيرة في قصف استهدف دراجة نارية
كانا يستقلانها غرب مدينة غزة أمس. وفي حين حملت الدولة العبرية المغدور هيثم المسحال
مسؤولية إطلاق صواريخ على مدينة إيلات، نعى «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس»
المسحال في بيان وقال إنه «قائد» بارز «دك مواقع العدو بالصواريخ».
وقال شهود إن المروحية قصفت الدراجة بصاروخين. وأشار
الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إلى أن المسحال (29 سنة) هو «أحد العاملين
في أمن مجمع الشفاء الطبي»، مشيراً إلى ان الانفجار أدى إلى بتر قدميه وإصابته بشظايا
في جميع أنحاء جسده.
وعملية الاغتيال هي الأولى منذ توصلت إسرائيل وحركة
«حماس» برعاية مصرية إلى اتفاق تهدئة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أنهى حرباً شنتها
الدولة العبرية على القطاع وامتدت ثمانية أيام.
وأصدر «مجلس شورى المجاهدين» بياناً تلقت «الحياة»
نسخة منه «يحتسب عند الله القائد المقدام هيثم المسحال... رجلاً من رجال التوحيد، وليثاً
من ليوث الجهاد». وأشار إلى أن المسحال وكنيته «أبو زياد» رحل «لم يكن يترك موطناً
من مواطن الجهاد إلا وطار إليه يبتغي القتل مظانه». وأضاف: «ستفتقدك مواقع العدو التي
ما كنت تتوانى يوماً عن دكها بالصواريخ لتقلب ليلها نهاراً ونهارها ناراً».
وقال الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم إن «التصعيد
(الإسرائيلي) خطير ومتعمد، ويهدف إلى خلق أجواء متوترة مع القطاع للتغطية على كل ما
يجري في مدينة القدس من تهويد واستيطان». وحمل الاحتلال «ما يترتب على هذا التصعيد
المتعمد من تبعات»، معتبراً إياه «انتهاكاً خطيراً لبنود التهدئة التي رعتها مصر».
وطالب مصر بإلزام اسرائيل ببنود تفاهمات التهدئة.
واعتبر الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامي» داوود
شهاب أن «ما حدث اليوم هو عدوان سافر تحاول (إسرائيل) من خلاله اتخاذ الذرائع للتحضير
لعدوان أشمل وأوسع على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة على وجه التحديد».
ونشرت الغد، عمّان، 1/5/2013، عن نادية سعد الدين
وحامد جاد، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قالت إنها تحدثت مع الجانب
المصري مؤخراً حول خروقات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لاتفاق التهدئة، وعدوانه ضد
قطاع غزة.
وقال القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار
إن حركته "تحدثت مع مصر بشأن نقض الاحتلال لاتفاق التهدئة، ولكن السلطات ألإسرائيلية
تقدم دوماً المبررات والأعذار، وتدّعي عدم مبادرتها بالخرق".
وأضاف، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن
"تهديد الاحتلال ضد قطاع غزة مستمر، فيما يعود خرقه لاتفاق "وقف إطلاق النار"،
الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي برعاية مصرية، إلى توقيت إبرامه".
وأوضح بأن "الخرق الإسرائيلي للتهدئة يطال
كل بنودها، المتعلقة بالمعابر وتأمين الاحتياجات الأساسية للقطاع وتوفير مواد البناء
وحركة المزارعين والصيادين ومنطقة الحزام الأمني الفاصلة بين القطاع وفلسطين المحتلة
العام 1948".
وأشار إلى أن "القاهرة وعدت بإبلاغ ذلك الأمر
للجانب الإسرائيلي، خاصة وأن خروقات الاحتلال للتهدئة واضحة وموثقة، بينما يعدّ عدوانه
الحالي ضد غزة أحد أشكالها".
ولفت إلى أن "رد فعل المقاومة لن يكون
"تثويرياً للمنطقة"، وإنما ضمن سياق مشروع التحرير الذي تتبناه ويختلف عن
مشروع تثوير المنطقة، ويؤسس لما يتم حالياً من بناء ما جرى تدميره وتعزيز صمود الشعب
الفلسطيني"، موضحاً بأن "التواصل بين الفصائل الفلسطينية مستمر حول ذلك".
وقال إن "العدوان الإسرائيلي على الأراضي المحتلة
مستمر ويأخذ أشكالاً عديدة، أما تطور مستواه فمرتبط بسياسة الاحتلال وبفشله في تحقيق
أهدافه من الحروب التي شنها في السنوات الأخيرة"، في إشارة منه إلى حربه ضد لبنان
عام 2006 وضد قطاع غزة في 2008-2009 وفي العام 2012، وصولاً إلى عدوانه الحالي عليه.
ورأى أن "تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة ليس مرتبطاً بمخططه تجاه إيران
أو سورية، وإنما بنتائج حربه الأخيرة ضد غزة"، التي شنها في تشرين الثاني (نوفمبر)
الماضي. وقدّر بأن "سلطات الاحتلال تسعى
إلى التعويض عن ما أنتجته حربها على غزة من تأثيرات مضادة على مشروع الأمن القومي الإسرائيلي
والإخفاق في تحقيق أهداف الحرب بفعل المقاومة الفلسطينية".
واضافت فلسطين أون لاين، 30/4/2013، عن أحمد المصري،
أن حركة فتح فاستنكرت التصعيد الإسرائيلي، والذي أدى إلى اغتيال الشاب المسحال، وإصابة
مواطنين آخرين، مشددة على أن الاحتلال لا يملك مبررا وأسبابا موجبة لهذا التصعيد.
وقال مفوض الإعلام والتعبئة بفتح يحيى رباح، إن
الاحتلال يريد من عدوانه الجديد إدخال القطاع تحت أجواء التهديد، إلى جانب إعطاء التهدئة
المتفق عليها والتي تمت بوساطة مصرية، "معنى آخر".
وأضاف :"(إسرائيل) من مصلحتها أن تقوم بنوع
من التصعيد الأمني وخاصة في ظل وجود اللجنة الوزارية العربية في واشنطن، تزامناً مع
مساعٍ من وزير خارجية الإدارة الأمريكية كيري لاستئناف المفاوضات"، محملا الاحتلال
المسؤولية عن هذا التصعيد.
من ناحيتها، حذرت حركة المقاومة الشعبية الاحتلال
من الاستمرار بتصعيده ضد شعبنا الفلسطيني، مؤكدة أن "المقاومة التي مرغت أنف العدو
وأنف جنوده الجبناء بالتراب وأجبرت نصف سكان دولتهم المزعومة على الاختباء لهي أكثر
قدرة على ضرب العمق والوصول إلى أهدافها بدقة".
ودعت الحركة في بيان وصل "فلسطين" نسخة
عنه، دولة مصر، وجهاز المخابرات العامة الراعي لاتفاق التهدئة إلى تحمل مسئولياتهم
والعمل على وقف هذا "التصعيد الهمجي من قبل العدو"، فيما دعت العالم لوقف
"الجنون الصهيوني".