القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"إسرائيل" تكثف غاراتها على غزة و«القسام» يطلق «سام 7» للمرّة الأولى

السلطة الفلسطينية تعتبر تعليمات نتنياهو بتصعيد العدوان إعلان حرب شاملة
"إسرائيل" تكثف غاراتها على غزة و«القسام» يطلق «سام 7» للمرّة الأولى

رام الله ـ أحمد رمضان ووكالات

كثفت "إسرائيل" من هجماتها على قطاع غزة موقعة عشرات الجرحى والشهداء من المدنيين بينهم عدد من الأطفال، فيما اعتبرت السلطة تعليمات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لجيش الاحتلال بتصعيد العدوان بمثابة عدوان شامل على الشعب الفلسطيني، فيما استخدمت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» صواريخ «سام 7» ضد مروحيات الاحتلال للمرة الأولى.

تصعيد ميداني

وبلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بين فجر أمس ومطلع الليل نحو مئة شهيد وجريح بينهم عدد من الأطفال، وجروح بعضهم خطيرة.

ففي مدينة خان يونس، استشهد ستة فلسطينيين بينهم طفلتان، وأصيب 20 آخرون على الأقل، حالة بعضهم حرجة، في قصف إسرائيلي استهدف منزل المواطن عودة كوارع في المدينة جنوب القطاع.

وقال شهود عيان إنه جرى نقل أربعة شهداء إلى مستشفى غزة الأوروبي، فيما نقلت جثتان إلى مستشفى ناصر في خان يونس، وتقوم الجرافات وطواقم الدفاع المدني والإسعاف بالبحث تحت أنقاض المنزل المدمر عن ناجين.

وفي السياق ذاته، استشهد أربعة مواطنين، في قصف إسرائيلي استهدف المركبة التي كانوا يستقلونها عند مفرق الشعبية وسط مدينة غزة.

كما استشهد المواطن رشاد ياسين (28 عاما)، وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت أراضي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

كما استهدفت الطائرات المروحية مئذنة مسجد عمر بن عبد العزيز شرق عبسان شرق محافظة خان يونس، ومئذنة مسجد الهدى في بلدة خزاعة شرق خان يونس.

وفي المقابل، أطلق مقاومون للمرة الاولى، صاروخ أرض ـ جو تجاه طائرة مروحية من طراز «أباتشي» إلى الشرق من محافظة خانيونس.

وأفادت مصادر أن المقاومة أطلقت الصاروخ تجاه الطائرة التي كانت تقف بشكل عمودي شرق المدينة وتطلق صواريخ تجاه منزل أحد المواطنين غرب المدينة مشيرةً إلى أن الطائرة وبعض الطائرات من حولها بدأت بإلقاء بالونات حرارية ثم غادرت أجواء المنطقة حيث يعتقد أنها أصيبت.

وأعلنت «كتائب القسام« الجناح المسلح لحركة «حماس«، مسؤوليته عن استهداف الطائرة بصاروخ «سام 7»، مؤكدةً أن الصاروخ «أصاب هدفه بدقة«.

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر إسرائيلية أن عشرات الصواريخ أطلقت من غزة وسقطت في مدن عسقلان وأسدود وغان يفنى وكريات ملاخي، فيما سقطت بعض الصواريخ في النقب الغربي ما أدى لاندلاع حريق وبعض الأضرار.

وأعلنت «سرايا القدس«، الجناح العسكري لـ»حركة الجهاد الإسلامي« بدء عملية «البنيان المرصوص» وذلك باستهداف بلدات اسرائيلية بـ60 صاروخاً.

وقالت «سرايا القدس في بيان لها، ان وحداتها الصاروخية قصفت مدن أسدود، وبئر السبع، وعسقلان، ونتيفوت، وأوفكيم بـ60 صاروخ.

وقالت اذاعة جيش الاحتلال ان 10 اسرائيليين اصيبوا بجراح طفيفة وحالات هلع بعد قصف مدينة اسدود بثلاثة صواريخ نجحت القبة الحديدية في اسقاط احداها.

... وتصعيد سياسي

وفي غضون ذلك، أصدر رئيس الوزراء الاسرائيلي تعليماته الى جيش الاحتلال بتكثيف النشاط العسكري ضد حركة حماس في قطاع غزة وتوسيع رقعة العملية العسكرية التي انطلقت فجر امس، في حين نددت الرئاسة الفلسطينية بقرار توسيع العدوان الاسرائيلي.

وزعم نتنياهو ان حركة «حماس« اختارت تصعيد الموقف ولذا فانها ستدفع الثمن باهظا وطالب الجيش بخلع «القفازات» وتوسيع رقعة العملية العسكرية ضد الحركة، موضحاً أن خيار الاجتياح البري مطروح على الطاولة.

وبحسب موقع «والاه» الاسرائيلي يستعد الجيش لاستدعاء مزيد من كتائب قوات الاحتياط، لنشرها في منطقة «المركز» الضفة الغربية، حيث سيتم تحويل قوات الجيش الاسرائيلي المنتشرة في الضفة الى جبهة قطاع غزة.

وأشار الناطق بلسان جيش الاحتلال البريغادير موتي الموز الى ان سلاح الجو سيواصل خلال الايام القليلة المقبلة مهاجمة اهداف في قطاع غزة على نطاق واسع بهدف توجيه ضربة قاسية لحركة حماس واعادة الهدوء الى جنوب البلاد.

واضاف انه تم نشر لواءين من القوات البرية بمحاذاة قطاع غزة وسيتم على الارجح استدعاء المزيد من جنود الاحتياط.

وقال مصدر عسكري انه يتم الاستعداد لاستدعاء وحدات احتياط اضافية، وان قيادة الجيش تأخذ بنظر الاعتبار احتمال اقدام التنظيمات الفلسطينية على اطلاق الصواريخ بعيدة المدى من القطاع .

وفي رام الله ندد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بالقرار الإسرائيلي بتوسيع العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، إن العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي التي تم تصعيدها امس، لن تنتهي في الأيام القريبة المقبلة، وأن "إسرائيل" قد توسعها. وأعلن يعلون عن «وضع خاص» في التجمعات السكنية في جنوب إسرائيل، وتشمل المدن والبلدات التي تبعد عن الحدود مع قطاع غزة مسافة 40 كيلومترا، ما يعني وقف الأنشطة التعليمية والاقتصادية في هذه المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يعلون قوله «إننا نستعد لمعركة ضد حماس، ولن تنتهي خلال أيام معدودة«.

واعتبر يعلون أن «حماس تقود المواجهة الحالية إلى مكان تتطلع إلى أن تجبي منه ثمنا من جبهتنا الداخلية، وثمة حاجة إلى نفس طويل«.

وأضاف أنه «لن نتحمل إطلاق صواريخ باتجاه بلدات إسرائيل، ونحن مستعدون لتوسيع العملية العسكرية بكافة الوسائل المتوفرة لدينا من أجل مواصلة ضرب حماس«.

وقال يعلون إنه «هاجمنا بقوة وألحقنا ضررا بعشرات المواقع التابعة لحماس خلال الساعات الأخيرة، والجيش الإسرائيلي يواصل جهوده الهجومية، بصورة تمكن من جباية ثمن غال جدا من حماس«.

وقال وزير المالية الإسرائيلي وعض المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، يائير لبيد، إن «حركة حماس تعلم أننا لن نتنازل حتى نصل إلى هدوء في الجنوب«.

واعتبر لبيد في تصريحات إذاعية أن «حماس أضعف من أي وقت مضى» وأنه «يجب بحث كافة السيناريوات المحتملة في حال سقوطها ومن سيعبئ الفراغ الذي سيحدثه تطور كهذا«.

وكان الكابينيت قد قرر خلال اجتماع عقده ليلة الاثنين تصعيد «تدريجي» في العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، من دون أن يشمل ذلك توغلا بريا في قطاع غزة. لكن الكابينيت قرر استدعاء 1500 جندي من قوات الاحتياط.

وقال لبيد إن «إسرائيل عازمة على إعادة الهدوء إلى الجنوب ولن تسمح لحماس بتحديد قواعد المواجهة«.

ورفض لبيد إعطاء تفاصيل حول طبيعة العمليات العسكرية ضد القطاع، لكنه هدد بأنه «لا أحد في قيادة حماس محصن من المساس به«.

وقال وزير الداخلية الإسرائيلي غدعون ساعر، إنه «يجب توجيه ضربات شديدة لحماس «من أجل إعادة الردع المتأكل«.

وأضاف ساعر أن «لا أحد متحمس لمواجهة عسكرية لكن كلما تريثنا سنضطر إلى الرد بقوة أكبر بكثير«.

واعتبر رئيس حزب العمل والمعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، للإذاعة العامة الإسرائيلية، أن «إطلاق عشرات الصواريخ من غزة، الليلة قبل الماضية، يشكل تصعيدا ولم يُبقِ أمام "إسرائيل" خيارا سوى إنزال ضربة على رأس حماس«. وأضاف هرتسوغ أنه «يجب إعادة الهدوء إلى جنوب "إسرائيل" وعدم التعهد لمواطني "إسرائيل" بوعود عبثية مثل احتلال غزة وانهاء حكم حماس«.

واعتبر أن «وضع "إسرائيل" في المواجهة الحالية أفضل مما كان عليه في الماضي، فقد تزودت بمنظومة القبة الحديدية وعززت التحصينات في الجنوب ووثقت التعاون بين قيادة الجبهة الداخلية والمجالس الإقليمية» في جنوب البلاد.

السلطة الفلسطينية

وقال أبو ردينة في تصريح صحافي أمس إن قرار حكومة الاحتلال توسيع عدوانها في غزة، ومواصلة سياسة القمع والتنكيل والاستيطان في الضفة بمثابة إعلان حرب شاملة على الشعب الفلسطيني ستتحمل الحكومة الإسرائيلية وحدها تبعاته وتداعياته، وما يجره من ردود فعل.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام المذبحة المفتوحة التي ترتكب بحق أطفاله ونسائه وشيوخه، قائلًا «فمن حق شعبنا التصدي للعدوان والدفاع عن نفسه من خلال جميع الوسائل والطرق المشروعة«.

وأضاف أن «قرار حكومة الاحتلال بتوسيع الحرب هو في ذات الوقت قرار بتدمير أي فرصة أمام التهدئة، وإدخال المنطقة في دوامة من العنف الدموي الذي سيحترق بنارها الجميع«.

وأشار أبو ردينة إلى أن الصمت الدولي وخاصة من الإدارة الأميركية، لم يعد مقبولًا، الأمر الذي سيدفع القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ قرارات مصيرية دفاعًا عن الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا العدوان.