القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 24 كانون الأول 2024

(إسرائيل) تهدد بحل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين

(إسرائيل) تهدد بحل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين

الثلاثاء، 06 أيلول، 2011

في الوقت الذي يتوقع أن يتقدّم الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة بطلب للاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد أقلّ من ثلاثة أسابيع، تبدو العاصمة الأمريكية ساحة مواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث أبلغ الطرف الأخير الإدارة الأمريكية بأن الإعلان المسبق عن ذلك ليس من باب المناورة، مادام الباب الوحيد المفتوح الآن أمامهم هو الأمم المتحدة، وأن هدف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو تقديم إنجاز لشعبه بتحقيق حلم الدولة المستقلة. ويصر البيت الأبيض على عدم ذهاب الفلسطينيين للمنظمة الدولية، لكن محاولاتهم باءت بالفشل والسبب أن إدارة أوباما لم تقدّم للفلسطينيين حتى الآن سوى معادلة "المفاوضات هي الطريق الوحيد”. ولا يريد بعض المسؤولين الفلسطينيين الدخول في مواجهة مع أوباما، فهو اتخذ مواقف من القضية الفلسطينية كلّفته ثمناً غالياً في صفوف مؤيّدي اسرائيل، وينصحون عباس بتحاشي مواجهة مباشرة مع الرئيس الأمريكي، لكنْ هؤلاء المسؤولون مقتنعون أيضاً ان إدارة أوباما لم تقدّم شيئاً ذا أهمية للفلسطينيين بعد. وتقدم السلطة الفلسطينية مخرجاً واحداً للأمريكيين يكون بديلاً عن الأمم المتحدة وهو التزام الادارة والحكومة الاسرائيلية بلائحة شروط، منها التفاوض ضمن مهلة زمنية محددة على أساس حدود عام 1967 وتبادل أراض مع اتفاق مسبق على طبيعة الحلّ النهائي، وأن تجمّد (إسرائيل) أي نشاط استيطاني. وأبلغ الفلسطينيون واشنطن بأنهم مستعدون للتوقف في اللحظة الأخيرة لو قَبِل الأمريكيون والإسرائلييون بشروطهم للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وبحسب مراقبين، لا يريد الفلسطينيون "بيع” أمريكا أية مواقف تطوعية، مثل القبول بالذهاب إلى المفاوضات مع احتمال عدم التوصل إلى نتيجة، كما أن الفلسطينيين لم يتجاوبوا مع طلب أمريكي غير رسمي بالتوجّه إلى الجمعية العمومية من دون المرور بمجلس الامن، فالأمريكيون يريدون تحاشي استعمال حق النقض "الفيتو” في مجلس الأمن وتحاشي التسبب بتدهور اضافي في شعبية الولايات المتحدة وباراك أوباما. ويعرف الأمريكيون حق المعرفة أن صورة المندوبة الأمريكية وهي تصوّت ضد الاعتراف بدولة فلسطين ستكون على شاشات كل تلفزيونات العالم وعلى الصفحات الاولى للصحف لتعطي مزيداً من الكره والإحباط للفلسطينيين والعرب والمسلمين ضد واشنطن. ولم يستطع أي مسؤول فلسطيني أو أمريكي حتى اللحظة القول إن ادارة اوباما لديها النيّة أو خطة واضحة لتقديم بدائل لمحمود عباس، وتبدو واشنطن وكأنها سلّمت مع الحكومة الاسرائيلية بواقع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكل ما يجب فعله الآن هو مواجهة مضاعفات هذا الاعتراف. (إسرائيل) وربح معركة ما بعد الدولةويعتبر الإسرائيليون أن دولتهم لم تحظ يوماً باعتراف العرب ومع ذلك بقيت واستمرّت، والاعتراف بدولة فلسطين سيكون دورة جديدة من القتال على الساحة الدولية لكي ينهار الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولتخرج (إسرائيل) منتصرة. ويقول مؤيّدو (إسرائيل) في واشنطن إنه من المستحيل على الدولة العبرية وأمريكا كسب المعركة بـ”الأصوات” بل بـ”النقاط”، فأصوات مؤيّدي الفلسطينيين في الجمعية العمومية كبير وعلى (إسرائيل) ان تكسب المعركة في المؤسسات الدولية وعلى الساحة الأوروبية. وبالفعل، تخطط (إسرائيل) منذ الآن للقيام بخطوتين مهمتين: الأولى هي طلب حلّ وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” وطلب نقل السفارات إلى القدس. وهدف حلّ وكالة "الأونروا” هو تصفية "قضية اللاجئين”، حيث يقول الإسرائيليون إن الدولة الفلسطينية العتيدة ستكون دولة الفلسطينيين وبمجرد الإعلان عنها ستصبح دولة كل الفلسطينيين وعلى اللاجئين الفلسطينيين المجيء اليها، كما على السلطة الفلسطينية أن تمنح أي فلسطيني جواز سفر فيصبح مواطن الدولة الفلسطينية، وبكلام آخر يسعى الإسرائيليون إلى تحويل اعلان الدولة الفلسطينية من خبر جميل للفلسطينيين إلى "كابوس سيئ” لكل الذين تركوا أراضي فلسطين في عام 1948. ويرى محللون أن الأمر لن يكون بالضرورة بتلك السهولة، غير أن تل أبيب ستطلب من الدولة العتيدة استيعاب "كل الفلسطينيين” مثلما تستوعب (إسرائيل) "كل اليهود”. يُريد الإسرائيليون أيضاً من الأوروبيين أن يدفعوا ثمناً لاعترافهم بالدولة الفلسطينية، وسيكون الثمن المباشر الأول هو طلب اعتراف الأوروبيين بالقدس عاصمة للدولة الاسرائيلية ونقل السفارات من تل ابيب إلى القدس الغربية، مادامت القدس الغربية على اي حال هي من ضمن أراضي الدولة غير المتنازع عليها.

ومع اقتراب لحظة الحقيقة يبدو المشهد مثيراً للعجب، فالفلسطينيّون يشعرون أنهم تمكنوا من حشر كل الأطراف، حيث يطلب ثمناً حقيقياً لمنع القطار من الارتطام بالحائط، ويبدو الإسرائيليون مترصدون للبالون الفلسطيني ويريدون أن يحولوه إلى فقاعة تنفجر ولا يبقى منه غير الصوت، أما الأوروبيون فقد لا يجدون أنفسهم إلا في زواية الرجل الذي يرجو صديقيه لكي لا يتعاركا فيما تغرق واشنطن في صمت عميق يكاد يصمّ الآذان.

المصدر: شبكة فراس الاخبارية