القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

إصدار وثيقة «المسجد الأقصى المبارك» ردًّا على المزاعم الصهيونية

إصدار وثيقة «المسجد الأقصى المبارك» ردًّا على المزاعم الصهيونية


الخميس، 06 آب، 2015

وقّعت شخصيات إسلامية ومسيحية ووطنية وشعبية في القدس والداخل الفلسطيني على "وثيقة المسجد الأقصى المبارك"؛ ردًّا على ما يروج له الاحتلال في الآونة الأخيرة من إشاعات يطلق عليها "اتفاقات أو تفاهمات" مع الحكومة الأردنية حول السماح لليهود بدخول المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى -المصلى القبلي وقبة الصخرة.

كما يأتي التوقيع ردًّا على ما قيل إنه تشكيل إطار مشترك بين الاحتلال الصهيوني والحكومة الأردنية بالتنسيق مع سلطة الآثار الصهيونية، للتنقيب عن آثار يهودية في المسجد الأقصى المبارك.

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته امس الأربعاء الهيئة الإسلامية العليا في القدس، في فندق الكومودور في الطور بمدينة القدس المحتلة.

المسجد الأقصى قضية جامعة

وأكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري في كلمته عن "وثيقة المسجد الأقصى المبارك" أن المسجد الأقصى هو كل ما دار عليه السور بكامل مساحته ومصلياته وساحاته، سواء كانت تحت الأرض أم فوقها، هو مقدس إسلامي خالص وحصري، ولا يوجد لليهود أو لأي طرف ولو ذرة تراب منه.

وأضاف إن الوجود الصهيوني في مدينة القدس هو احتلال باطل وغير شرعي، ولا يوجد له أي سيادة على المسجد الأقصى، وأن زوال الاحتلال عن القدس والمسجد الأقصى قادم بإذن الله تعالى.

وأوضح أنه لا يوجد لليهود أي حق للدخول إلى أي بقعة من المسجد الأقصى المبارك، لا إلى مصلياته ولا إلى ساحاته، وأن مجرد الدخول يعدّ اقتحاما واغتصابا للحق الاسلامي العربي الفلسطيني، وهو اعتداء سافر على المسجد الأقصى وتدنيس له.

وأكد على حق المسلمين المكفول بكافة الشرائع السماوية والأرضية بالتصدي لأي اقتحام لليهود لأي من مصليات المسجد الأقصى أو ساحاته تحت أي ذريعة من الذرائع.

وقال إن أي اتفاق يدعيه الاحتلال الصهيوني مع أي طرف كان حول المسجد الأقصى هو ادعاء وهمي وباطل.

كما أعرب عن أمله بإصدار الحكومة الأردنية بيانًا يدحض فيه إشاعات الاحتلال بشأن المسجد الأقصى، مؤكدا أن قضية القدس والمسجد الأقصى ستبقى العنصر الموحد والجامع لمجتمعنا الفلسطيني بكل أطيافه الدينية والفصائلية، وستتصدى جميعها للاحتلال الإسرائيلي وما سماه سياساته الخبيثة.

وأضاف أنه مهما مارس الاحتلال من أساليب شريرة لقمع الفلسطينيين، إلا أنه لن يكسر إرادتنا وإن أمعن في قتلنا واعتقالنا وإبعادنا.

وأهاب الشيخ عكرمة في نهاية الوثيقة بكل شعبنا الفلسطيني وكل أمتنا المسلمة وعالمنا العربي على صعيد الحكام والشعوب والعلماء الوقوف وراء هذه الوثيقة والالتفاف صفا واحدا لنصرة القدس والمسجد الأقصى.

كما دعا وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والإسلامية الارتقاء إلى مستوى الحدث والعمل الجاد على فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لأباطيله وإشاعاته.

تحية للحراس والمرابطين

من جهته أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال الخطيب أن المؤسسة الإسرائيلية تدرك تماما أن ما يجري الآن في المسجد الأقصى له دلالاته.

ووجه تحية للحراس والمرابطين بالأقصى قائلا: "نؤكد على التحية التي لا بد أن تصل منا جميعا للحراس الأوفياء الذين كانوا بالأمس في ساحات وبوابات المسجد الأقصى يدافعون نيابة عنا جميعا مهما طالهم من اعتداء واعتقال وأذى".

وأضاف: "أن يتم إطلاق إشاعات في الإعلام الاسرائيلي عن وجود اتفاقيات وتفاهمات مع دولة عربية، باسم الأمة كلها ترعى القدس والمسجد الأقصى، حتما إنها محاولة لدقّ الأسافين، نحن بانتظار الرد الواضح الذي ينفي الإشاعة الإسرائيلية الكاذبة".

وأكد أن كافة المسجد الأقصى بساحاته ومساجده حق خالص للمسلمين، ولا حق لليهود به ولو بذرة تراب فيه، فالمسجد الأقصى لا يقبل القسمة ولا التجزئة.

وقال الخطيب: "ما حصل بالأمس يذكرنا بما نحن قادمون عليه بعد أسبوعين "ذكرى حريق المسجد الأقصى الموافق 21.8"، وما حصل من اليهودي الفرنسي أمس يعد جريمة تضاف إلى جرائم الاحتلال، هذه الجريمة التي تدافع عنها فرنسا وقنصليتها بالقدس".

سياسة ممنهجة ومخطط لها سلفا

وأكد رئيس الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي حماد أبو دعابس أن الاعتداءات المتواصلة التي يقوم بها المتطرفون لساحات المسجد الأقصى لا يمكن أن تمرّر على أنها أفعال مجانين، إنما هي سياسة ممنهجة ترعاها الحكومة الصهيونية بشكل ممهنج ومخطط له سلفا.

وأضاف إن الاعتداء الصهيوني بالأمس واقتحام اليهودي الفرنسي ليس عبثا، إنما هو جزء من مخطط ينم عن نوايا خبيثة، فالخطر يتهدد المسجد الأقصى بمحاولات صهيونية للتقسيم الزماني والمكاني.

ودعا إلى الرباط المتواصل يوميا في المسجد الأقصى من أجل صدّ المخططات الإسرائيلية الخبيثة، وثمن جهود المرابطين والمرابطات في الأقصى. ولفت إلى ضرورة الالتفاف الشعبي والجماهيري من كل فلسطيني وعربي ومسلم حول قضية المسجد الأقصى والقدس، لتكون في صدارة القضايا.

وقال: "يجب أن تبقى قضية القدس هي البوصلة للأمة كلها، وما يجري في العالم العربي هو لإلهائهم عن مدينة القدس. واستشهاد الطفل علي دوابشة لإلهاء الجميع عن الهجمة الإسرائيلية التي تحدث حيال القدس والمسجد الأقصى".

المسجد الأقصى خط أحمر

وشدد النائب في القائمة العربية المشتركة أحمد الطيبي في كلمته على أن الاقتحامات للمسجد الأقصى مرفوضة جملة وتفصيلا؛ لأنه يرادُ بها التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى.

وقال: "المسجد الأقصى خط أحمر للطفل الفلسطيني في نابلس وغزة والطيبة وأم الفحم والناصرة والنقب، فالأقصى هو درة التاج في القدس المحتلة".

كما شكر المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، على ما يقومون به من واجب وطني وديني في الدفاع عن المسجد الأقصى. ولفت إلى أهمية التلاحم الإسلامي المسيحي في مدينة القدس، لمواجهة التحديات الكبيرة فيها.

مطالبة السلطة بتحمل المسؤولية

من جانبه انتقد مسؤول ملف القدس بحركة فتح حاتم عبد القادر الدور العربي والإسلامي المتخاذل نحو مدينة القدس والمسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنه لم يعد للأقصى والقدس إلا أهل فلسطين والقدس.

وطالب الجانب الإسرائيلي أن يعيد حساباته من جديد حيال ما يقوم فيه من تجارب لفرض وقائع جديد بالمسجد الأقصى، لافتا إلى أنه تم الحديث مع الجانب الأردني حول ما تناقلته الإشاعات الاسرائيلية، ولكنه أكد أن أي محاولة لخدش المسجد الأقصى هي محاولة لخدش الشرعية الأردنية.

كما طالب السلطة الوطنية الفلسطينية بتحمل المسؤولية وتقديم احتجاج رسمي لفرنسا يلزمها بعدم التدخل بشؤون المسجد الأقصى.

"الأقصى" جوهر القضية

وأكد أمين سر الهيئة الإسلامية العليا الشيخ تيسير التميمي أن الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى تعد انتهاكًا خطيرًا واستفزازًا لمشاعر المسلمين، فالشعب الفلسطيني الذي قدم الشهداء والأسرى، لن يبخل بدماء أبنائه من أجل المسجد الأقصى.

وقال: "المسجد الأقصى هو جوهر القضية الفلسطينية، وبؤرة صراع الأمة بأسرها مع المشروع الصهيوني". وأشار إلى أن المسجد الأقصى سيتحرر كما حرر من الصليبيين، وسيبقى مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.

وفي نهاية المؤتمر جرت مداخلات لشخصيات إسلامية ومسيحية لما ورد في حيثيات وثيقة المسجد الأقصى المبارك، وتولى عرافة المؤتمر الشيخ ناجح بكيرات.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام