القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 17 كانون الثاني 2025

إضراب الأسرى.. معاناة تكللت بالانتصار

إضراب الأسرى.. معاناة تكللت بالانتصار
 

الخميس، 17 أيار، 2012

بعد 28 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام خاضه الأسرى بأمعائهم الخاوية، ضد سياسات الاحتلال التعسفية بحقهم، وحرمانهم من أدنى حقوقهم، تمكن الأسرى من فرض إرادتهم وعزيمتهم، وإجبار الاحتلال الصهيوني على الرضوخ لتلبية مطالبهم العادلة، لتلاطم كف الأسير الفلسطيني مخرز الاحتلال وتنتصر عليه.

نصر حقيقي

حسن عبدو المحلل السياسي الفلسطيني أكد أن إضراب الأسرى تطور مهم في تاريخ الحركة الوطنية، ووضع الفلسطينيين أمام مرحلة جديدة من النضال، وتتمثل قوة الإضراب في السجون بوحدتهم وصبرهم واجتماعهم على كلمة واحدة، واستخدامهم الأمثل لسلاح الجوع الذي انتصر على جبروت ما يسمى مصلحة السجون، وانتصار لقوة الحق والإرادة على قوة الباطل.

وقال عبدو في تصريح خاص لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "إن المحرك الأساسي في هذه المعركة هم الأسرى أنفسهم، بل هم من حدد أجندة كافة القوى، وهم من حدد شروط الاتفاق ومن فاوض ومن قاد الإضراب، وهم الذين استطاعوا أن يصمدوا ويحققوا الانتصار".

وأضاف لا يمكن أيضاً أن نتجاهل جهود كثير من المتضامين، الذين حملوا على عاتقهم إبراز قضية الأسرى، وشاركوهم معاناتهم من جوع وغياب عن الأهل والبيت لمرابطتهم في خيمة التضامن، ورغم ذلك لم يكن بالشكل المطلوب وهناك الكثير من النقد على حجم التضامن مع الأسرى، والذي من شأنه أن يقصر مدة معاناة الأسرى.

وأعتبر المحلل السياسي أن صيغة الاتفاق نصر حقيقي لإرادة الأسرى، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من شأن هذا الانتصار، فلقد حقق الأسرى معظم مطالبهم من إنهاء العزل الانفرادي، والسماح لأهالي قطاع غزة بزيارة أبنائهم، وعدم التمديد للأسرى الإداريين، وتحسين ظروف الحياة داخل السجون، والدليل على ذلك شهادات الاحتلال العديدة على أن إضراب الأسرى أذل قيادة الاحتلال، وجعلها تخضع أمام الأسرى.

وأشار عبدو أن وجود الوسيط المصري في هذا الاتفاق مهم جداً، وهو يلعب دوراً ليس فقط في هذا الملف، وإنما يؤدي دوره في كافة الملفات وعلى رأسها صفقة وفاء الأحرار، وهو يسجل نجاح إضافي في إنهاء معاناة الأسرى.

تهديد المقاومة

من جهته وسام عفيفة المحلل السياسي الفلسطيني أكد أن حالة الاستنفار داخل السجون، ومحاولة استثمار صفقة وفاء الأحرار، وتلويح المقاومة باستخدام القوة، منع حالة الاستفراد بالأسرى، وتدخل البعد العربي والدولي للقضية أضاف لها إضافة نوعية.

وقال عفيفة في تصريح خاص لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "الاحتلال هو الذي خضع للاتفاق، وذلك بتحقيق معظم مطالب الأسرى وأول مره يتم الاتفاق بين مصلحة السجون وقيادة الحركة الأسيرة برعاية الوسيط المصري".

وأشار إلى أن التوحد في الإضراب، ومشاركة أعداد كبيرة، وإدارة المعركة بشكل جماعي، والنتائج التي حققها الأسرى مهم جدا، وسيكون لها آثارها على المدى البعيد، والعنصر الأساسي هو الأسرى دون إنكار لوجود موقف فصائلي وبالتحديد الجانب المقاوم.

وأوضح المحلل السياسي أن جزء من هذا الاتفاق هو تحقيق المطالب، وجزء منه رمزية هذا الاتفاق، كونه جعل الاحتلال يرضخ أمام إرادة وعزيمة الأسرى، والأسير سيبقى خلف القضبان، ولكن تحقيق معظم مطالبهم وتحسين ظروف معيشتهم هذا بحد ذاته إنجاز.

واعتبر عفيفة وجود الوسيط المصري عنصر مهم جداً، لأنه سيكون الراعي والضامن لهذا الاتفاق، وحتى لا يتم الاستفراد بالأسرى ولا يتنكر الاحتلال لهذه الاتفاقية، ووجود مهم جدا لكي تأخذ قضية الأسرى بعدها العربي والدولي.

تشويه لصورة الاحتلال

باسم أبو عطايا المختص بالشؤون الصهيونية أكد أن العنصر الأول والمهم في الإضراب هو الأسرى، لولا تمسكهم ومبادرتهم بالقيام بهذه الخطوة لم يكن هناك تحرك من خارج السجن، فالتحرك كان تابع للإضراب، وأي اتفاق يتوصل إليه الأسرى مع الاحتلال هو إنجاز لصالحهم، وكل حق يتمكن الأسرى من انتزاعه هو نصر لهم.

وقال أبو عطايا في تصريح خاص لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "تماسك الأسرى، ومواجهتهم لسياسة مصلحة السجون ينعكس على الحالة النفسية للاحتلال، التي تحاول دائماً أن تثبت أنها دولة ديمقراطية وتحافظ على سيادة القانون".

وأوضح أن إضراب الأسرى كان رسالة واضحة وصلت إلى العالم أجمع أن الاحتلال فوق القانون، فهو يقوم باحتجاز الأسرى دون توجيه تهم لهم، ويمارس أبشع الجرائم بحق الأسرى، وهذا يشوه سمعة الاحتلال الصهيوني، والأسرى استطاعوا أن يجبروا الاحتلال على التفاوض معهم، وعملية الإضراب لها تأثير كبير، لتحسين أوضاعهم وليس لتحريرهم.

وأشار إلى أن صحافة الاحتلال تحاول دائماً أن ترفع سقف التوقعات، وأن تضغط باتجاه أن الاحتلال هو من يقدم تنازلات وكان هناك هجوم كبير على الاتفاق، واتهام للاحتلال أنه رضخ لمطالب الأسرى.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام