القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

إضعاف "أبو مازن"

إضعاف "أبو مازن"

الأربعاء، 02 تشرين الثاني، 2011

ثمة خلاف بين المسؤولين الاسرائيليين على الموقف من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ظهر الى العلن بعد صفقة تبادل الاسرى مع "حماس". فهناك موقف وزراء اليمين كما يعبر عنه وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي لا يتوانى عن القول ان عباس يشكل "عقبة" حقيقية في وجه السلام مطالبا اياه بالاستقالة؛ وهناك القادة العسكريون للجيش الاسرائيلي الذي يحذرون من مغبة تعزيز قوة "حماس"على حساب رئيس السلطة ويطالبون حكومتهم بالقيام بمبادرات حسن نية حيال عباس تقوي موقعه وسط الشارع الفلسطيني.

ويجري هذا كله في ظل الاجتماعات التي يعقدها ممثلو الرباعية الدولية حاليا في القدس ورام الله مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين سعيا الى صيغة تسمح بمعاودة المفاوضات السياسية وتتيح الخروج من المأزق الذي بلغه حل الدولتين لشعبين بعد توجه ابو مازن الى الامم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.

ليست هذه المرة الاولى يحذر العسكر من مغبة التوجهات المتطرفة للزعماء السياسيين وصانعي القرارات ويبدون فيها مواقف اكثر تعقلا وحذرا. والمقترحات التي قدموها الى الحكومة الاسرائيلية هي حصيلة تجربتهم وقربهم مما يجري على الارض داخل المناطق الفلسطينية، الامر الذي يجعلهم اكثر قدرة على استباق المخاطر المترتبة على الصعود الكبير لنفوذ حركة "حماس" داخل الضفة الغربية، وامكان التعجيل في انفجار العنف من جديد هناك.

وتشبه الحملة التي يشنها اليمين في اسرائيل على محمود عباس تلك التي شنها ارييل شارون قبل سنوات على ياسر عرفات متهما اياه بأنه هو وراء الانتفاضة الثانية وهو الذي يقدم الدعم للتنظيمات الفلسطينية التي تقاتل الجيش الاسرائيلي، وانه ليس شريكا للسلام. وفي حينه حرص شارون على وضع عرفات في الاقامة الجبرية داخل مبنى المقاطعة في رام الله حتى ايامه الاخيرة.

ثمة تخوف اليوم من ان تكون حملة اليمين على "ابو مازن" هي جزء من خطة شاملة ترمي الى نزع الصدقية عنه بحجة ان يرفض السلام مع اسرائيل، ولا يمكن تاليا ان يشكل محاورا لها.

ويبدو ان الحملة التي يقودها ليبرمان وطاقمه ضد عباس ترمي الى تحقيق هدفين، الاول مباشر هو التشويش على المساعي التي تقوم بها الرباعية الدولية من اجل معاودة المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية في وقت قريب من دون شروط مسبقة واستنادا الى "خريطة الطريق" التي سبق للجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ان وافقها عليها، والثاني هدف غير مباشر هو ضرب الوحدة الداخلية الفلسطينية وتعزيز الانقسامات وجعلها في خدمة المآرب الاسرائيلية للتهرب من المفاوضات.

المصدر: رندى حيدر - جريدة النهار