القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

إعلاميون: الاهتمام بقضايا العودة "بروتوكول سنوي"!

إعلاميون: الاهتمام بقضايا العودة "بروتوكول سنوي"!

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام

هي ذات الملاحظة التي تؤخذ على الكثير من المناسبات الوطنية إن لم تكن كلها، فالاحتفال بها بات بروتوكولا سنويا وآنيًّا وخجولًا، وتوالي السنوات لم تشفع لتلك الذكريات الأليمة بمعظمها لكي تحظى باهتمام يليق بحجمها وأهميتها وبقدر التضحيات والدماء التي سالت وقت حدوثها.

ولا شك أن ذكرى النكبة وقضايا اللاجئين هي جزء لا ينفصل عن تلك المآسي الكثيرة التي حلت بالقضية الفلسطينية منذ عقود، حتى بات الاحتفال بها موسما لسرد القصص والمقابلات مع من عايشوا النكبة، أما باقي شهور السنة فنادرا ما يلاحظ الاهتمام الإعلامي بتلك القضايا والقصص، إلا من خلال وسائل الإعلام المختصة بحق العودة واللاجئين.

وفي حديث للإعلامي والكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أشار لوجود تقصير في تغطية بعض القضايا في غير موسمها أو ذكراها السنوية، مرجعا السبب لتزاحم الأحداث على الساحة الفلسطينية وتشتت الإعلام الفلسطيني والعربي في تغطية تلك الوقائع.

وأضاف: "في وقت ما, تبرز قضية النكبة فيسلط الإعلام الضوء عليها بشكل كبير، بعدها ممكن أن تبرز قضية أخرى، فيتوجه لها الإعلام، لكن بشكل عام، نستطيع القول أن مختلف القضايا نالت الاهتمام في وسائل الإعلام ولكن بشكل يعلو ويخبت حسب تفعيل القضية أو وجود قضايا طارئة في لحظة زمنية معينة".

بروتوكول سنوي

الصحفية رنا خليل من مدينة رام الله رأت أن اهتمام الإعلاميين بقضايا اللاجئين والعودة بات وكأنه بروتوكول سنوي ليس إلا، مشيرة إلى أن الصحفيين عادة ما ينشرون موادهم الصحفية من قصص ومقابلات وتحقيقات عن اللاجئين والمخيمات وفلسطينيي الشتات في ذكرى النكبة أو النكسة فقط".

وتابعت: "نرى الصحفيين يتدفقون على المخيمات وإجراء المقابلات مع كبار السن ممن عايشوا النكبة لنشرها في ذكرى النكبة، هذا أمر جيد، لكن المطلوب أن يبقى الاهتمام الإعلامي بقضيتهم على مدار العام، حتى تبقى القصة حية في النفوس، وتأخذ بعدا إعلاميا أكبر وأشمل وبشكل متواصل غير منقطع.. لا أن يكون اهتمام موسميا فقط".

غياب الإبداع والمبادرة..

أما الإعلامي نواف العامر فأشار إلى غياب الإبداع في تغطية المناسبات الوطنية السنوية، وقال: "الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع, اهتمامه لحظي, عاطفي موسمي, وليس إبداعيا ولا مبادرا، وسائل الإعلام وممثلوها تنتظر وتتلقى الدعوات لحضور محاضرة أو ندوة أو ورشة عمل أو اعتصام احتجاجي على تقليص خدمات وكالة الغوث مثلا،

ويتضح أن التغطية العامة عنوانها نمطي تقليدي لا يلامس الإبداع وإبقاء روح الحيوية فيها".

في إطار حديثه عن التقصير في الحديث عبر وسائل الإعلام عن المشاكل التي يعاني منها اللاجئون بسبب تقليصات خدمات الأونروا على سبيل المثال، قال: ل"المركز الفلسطيني للإعلام:" هناك بعض الجهات الرسمية التي لا تريد الاصطدام مع وكالة الأونروا، ومعنية بتهدئة الأوضاع والحفاظ على العلاقة مع الوكالة، إضافة إلى أن بعض وسائل الإعلام ولا سيما التي تعنى بنشر الإعلانات على صفحاتها، غير معنية بتوتير الوضع مع الأونروا، لذلك نرى هذا التقصير في تغطية تلك القضايا".

ولم يغفل العامر الدور الذي يلعبه الإعلام الحديث في تحريك المياه الراكدة في هذه القضايا، من خلال إنشاء العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعنى بقضايا اللاجئين وحق العودة، وتنظيم العديد من الفعاليات، كمسيرة العودة، إضافة لنشر صور وقصص توثيقية لمعاناة اللاجئين، وهذا الأمر يعد توعية بالاتجاه الصحيح للجيل الجديد".

المركز الفلسطيني للإعلام، 23/5/2013