الخميس، 29
تشرين الأول، 2020
حذر الباحث في شؤون
القدس زياد ابحيص، من خطورة ما يسمى بـ "اتفاقية ابراهام" المُوقعة بين الاحتلال
"الإسرائيلي" والامارات، التي تهدف إلى إعادة تعريف المحتل على أنه صاحب
سلطة، كما ستشرعن استيلاءه على المسجد الأقصى.
وتوصلت الإمارات
والاحتلال الإسرائيلي في 13 آب/أغسطس الماضي، إلى اتفاق لتطبيع كامل للعلاقات وقع عليه
في 15 أيلول/سبتمبر الماضي في واشنطن، في خطوة هي الأولى لعاصمة خليجية، وتطلق
"تل أبيب" عليه "اتفاقية ابراهام".
"اتفاقية ابراهام"
وقال ابحيص في تصريحات
لـ "قدس برس": إن خطورة اتفاقية (ابراهام) تكمن في كونها تأتي بناءً على خطة السلام الأمريكية
المسمى بـ (صفقة القرن) المزعومة".
كما تكمن خطورة الاتفاقية
- بحسب ابحيص - في بنودها التي ترتكز على أن السيادة النهائية والشرعية على المسجد
الأقصى هي للكيان الصهيوني، كما اقتصر تعريف المسجد الأقصى (وهو مسجد إسلامي خالص للمسلمين
وحدهم دون غيرهم، بمساحته المعروفة 144 دونماً)، على "المسجد القبلي" (ذا
القبة الرصاصية) فقط هو المقدس الاسلامي، أما بقية الساحات والمصاطب والقباب والمدارس
فهي "أماكن دينية أخرى" مفتوحة لجميع الأديان على رأسهم اليهود.
كما تحمل بنود الاتفاقية
كذلك "تقييد صلاة المسلمين بشرط أن تكون فقط للسلميين منهم، الذين سيسمح لهم الصلاة،
أما بقية الديانات ما عليهم هذا الشرط".
ورأى الباحث في شؤون
القدس، أن هذا البند "سيقيد دخول المسلمين، بحيث يحق لسلطات الاحتلال الإسرائيلي،
مراقبة نوعية سلوك المسلمين في المسجد الأقصى، وهنا يصبح موضوع إبعادهم شرعي، وكذلك
اعتقالهم إذا رأت السلطات الإسرائيلية ضرورة ذلك".
مؤامرة عربية
ودعا ابحيص، إلى
النظر بخطورة بشأن ما يجري في المسجد الأقصى من مؤامرات، وذلك من خلال محاولات بعض
المطبعين إعادة تعريف السلطة التي تحتل هذا المكان "المسجد الأقصى" على أنها
سلطة شرعية"، واصفا ما يجري "بالتواطئ العربي عن سبق إصرار".
وأشار في هذا الصدد
إلى أن "ما أقدم عليه الإماراتيون (التطبيع الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي) أمر
يصعب استيعابه"، معتبرا ذلك بأنه "خيانة وتنازل عن دماء الشهداء وموقف العروبة".
زيارة المطبعين للأقصى
وشدد على أنه يجب
أن تعلم البحرين والسودان وأي دولة تفكر بإقامة علاقات تطبيع مع الاحتلال، وينوون زيارة
المسجد الأقصى بأنهم "سيلاقون نفس مصير وفد الإمارات التطبيعي عندما زار ساحات
الأقصى".
وأجبر مصلون فلسطينيون،
الأحد الماضي، وفدا إماراتيا تطبيعيا على مغادرة المسجد الأقصى، بعدما دخلوه تحت حراسة
شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وبيّن ابحيص، في
هذا الشأن، إلى قيام شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بملاحقة كل من يقف في وجه هذه الاقتحامات
التي ينفذها المطبعون الخليجيون الذين يأتون للصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
وشدد على أن
"خطورة زيارات المطبعين تكمن من كونهم مسلمون وعرب ويدخلون المسجد الأقصى بدعوى
الصلاة فيه تحت سلطة الشرطة الإسرائيلية، وحمايتها ومن بوابتها، بل إن مسألة تأمين
دخولهم يصبح من مسؤوليتها، وهذا ما يرفضه المقدسيون".
وأشار إلى أن زيارة
الوفد التطبيعي الإماراتي، تسبب باعتقال خمسة شبان مقدسيين لاعتراضهم على دخول الإماراتيين
المسجد الأقصى المبارك بحماية إسرائيلية، ولأنهم أقدموا على تصويرهم خلال تجولهم وصلاتهم
أوأثناء طردهم على يد المصلين من المسجد، في تصعيد وصفه ابحيص بأنه "غير مسبوق".
وكانت الإمارات والبحرين
قد وقعتا يوم الخامس عشر من الشهر الماضي، على اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع الاحتلال
الإسرائيلي، وذلك في احتفال جرى بالبيت الأبيض بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب
والجمعة الماضية،
أعلن وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، أن الحكومة الانتقالية وافقت على
تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقوبلت اتفاقيات
التطبيع بتنديد فلسطيني واسع، حيث عدّتها الفصائل الفلسطينية، "خيانة" وطعنة
في ظهر الشعب الفلسطيني.