القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ارتباك إسرائيلي وصدمة في أوساط الجيش من شراسة المقاومة في غزة

مسؤول في وحدة «غولاني» يؤكد ضراوة القتال أكثر من الحرب على لبنان في تموز 2006
ارتباك إسرائيلي وصدمة في أوساط الجيش من شراسة المقاومة في غزة


القدس المحتلة ـ «المستقبل»

سمحت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة أمس، بالنشر عن مقتل ضابط رفيع المستوى وأربعة جنود من جيش الاحتلال فجر الجمعة في معارك مع المقاومة الفلسطينيّة، كما سمحت بنشر معلومات عن الجرحى الذين تمّ نقلهم إلى المستشفيات لمعالجتهم.

وألمحت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ المستويين السياسيّ والأمنيّ لم يتوقّعا أنْ يصل حجم الخسائر البشريّة في ظرف يومين إلى هذا الكّم، فيما أكد محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل، أنّه من المتوقّع حدوث تصادم بين المستويين، لافتًا إلى أنّ الأوامر التي تلقّاها الجنود الإسرائيليين تتلخّص في التقدّم بشكل بطيء والسيطرة على مناطق محدّدّة، ولكنه أشار في المقابل إلى أنّ عدد القوات المشاركة في العملية كبير نسبيًا.

ونقل هارئيل عن ضباط رفيعي المستوى قولهم، إنّ قطعة الأرض التي تمّت السيطرة عليها داخل القطاع صغيرة جداً، الأمر الذي أدّى وسيؤدّي إلى وجود ثغرات كبيرة في الحفاظ على أمن وأمان الجنود الذين يبحثون عن الأنفاق لهدمها.

وشدّدّ على أنّ الوضع الثابت يجعل من مهمة المقاومة الفلسطينيّة لتنفيذ الأعمال الهجوميّة سهلةً جدًا. كما أشار إلى أنّ منح الجيش تصريحًا بتوسيع الاجتياح أكثر في قلب المناطق المأهولة في القطاع، من شأنه أنْ يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الاصابات في صفوف الجيش الإسرائيليّ.

وكشف النقاب عن أنّ المجلس الوزاريّ المُصغّر للشؤون الأمنيّة والسياسيّة ما زال يُفضّل عملية عسكريّة بريّة محدودة جدًا، وذلك من منطلق أمله في أنْ تُفرز الاتصالات السياسيّة الجارية على قدم وساق في المنطقة وقفًا لإطلاق النار بين الجانبين.

واستطرد قائلاً إنّه مقارنة مع عملية «عامود السحاب« في العام 2012، فإنّ حركة «حماس» ظهرت أكثر فاعلية وجهوزية في تفعيل الأنفاق للهجوم داخل الأراضي الإسرائيليّة، لافتًا إلى أنّه في الوقت الذي يبذل الجيش الإسرائيليّ جلّ جهوده في عمق الأراضي الفلسطينيّة، تقوم المقاومة الفلسطينيّة بمحاولات لمفاجأة إسرائيل بعمليات نوعيّة وإستراتيجيّة داخل الأراضي الإسرائيليّة.

وأكد نقلاً عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أنّ حركة «حماس» تُحاول استغلال الأنفاق التي حفرتها، قبل أنْ يكتشفها الجيش الإسرائيليّ، وهذا الأمر يُفسّر برأيه، المحاولات التي قامت بها «حماس» على مدار اليومين الأخيرين، كما أنّ الأسلحة التي تمّ العثور عليها مع مقاتلي المقاومة، تؤكّد أنّ حماس تُخطط لعملية نوعيّة وإستراتيجيّة داخل العمق الإسرائيليّ.

وفي السياق نفسه، قال المُحلل أمير أور في صحيفة «هآرتس« أمس أنّ «كلّ يوم يمرّ من دون أنْ تتمكّن إسرائيل من حسم المعركة، يزيد من هيبة حركة «حماس« ونفوذها».

وبدوره قال مسؤول في وحدة «غولاني» في الجيش الإسرائيلي إن القتال الحاصل في قطاع غزة ضارٍ جدًا، وأكثر شراسة ما حصل في حرب لبنان عام 2006. وقال في مقابلةٍ مع موقع «روتر» الإسرائيلي أن «العديد من الإصابات في صفوف الجيش وقعت خلال الساعات الماضية بينها عشرات من الحالات الحرجة جدًا«، مشيراً إلى أن المعركة تشهد الكثير من إطلاق قذائف الـ «آر. بي. جي» ومضادات الدروع والقنابل اليدوية التي أصيب بها الجنود.

المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت احرونوت» رون بن يشاي، أكد في تحليل نشره، أن الجيش الإسرائيلي مستغرب لعدم استجابة غالبية سكان غزة لنداءات الجيش بإخلاء بيوتهم تمهيداً لقصفها، مشيراً إلى أن أقل من 20 ألف مواطن فقط أخلوا بيوتهم، من أصل 120 ألف يسكنون هذه الأحياء .

وقال بن يشاي إن الباقين انصاعوا لأوامر «حماس» بالبقاء في منازلهم ورفضوا النزوح، حيث لا يزال السكان هناك يشكلون حاضنة لـ»حماس« و«الجهاد الإسلامي»، في وقت تشهد علاقات الجانبين، تطوراً كبيراً حيث تبدو مواقفهما موحدة بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار .

أشار بين يشاي إلى وجود تململ ما، بين بعض سكان القطاع بخصوص العملية، حيث شخّص الأمن الإسرائيلي ذلك، كنقطة ضعف لـ»حماس» وظنوا أن أهداف العملية وعلى رأسها إضعاف «حماس» أصبحت قريبة، وتوقعوا أن تطلب «حماس» وقف إطلاق النار، ولكن الصدمة كانت كبيرة عندما رفضت «حماس« اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب يشاي، فقد كان الاعتقاد السائد لدى الجيش بأن سكان شمال القطاع سينصاعون لتعليماته ويخلوا منازلهم كما حصل مع سكان جنوب لبنان إبان حرب لبنان الثانية عام 2006، حيث أخلى مئات الآلاف من سكان الجنوب بيوتهم ونزحوا نحو الشمال . وتحدث بن يشاي عن مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث قال إنها ستكون شاقة وطويلةً، وذلك لأن «حماس« لن تخرج من المعركة من دون إنجازات واضحة لجناحها العسكري، وبالذات إنجازات لتحسين ظروف معيشة سكان القطاع.

وقال: «حماس» بحاجة لأن تكون هذه الإنجازات واضحة، تبرر التصعيد الذي حصل مع إسرائيل، كما أنها لا تنظر إلى مصر كطرف نزيه في هذه المرحلة، وتفضل إدخال قطر أو تركيا إلى هذه الوساطة، في حين وصف ما يجري اليوم بأنه مفاوضات على المفاوضات، وعلى وقع إطلاق النار».