استشهاد جرادات يدق ناقوس الخطر على حياة باقي الأسرى
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
يفتح استشهاد الأسير عرفات جرادات جراء التعذيب في سجون الاحتلال بعد أيام من اعتقال، ملف الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال، ليدق أجراس الخطر عن مستقبل الأسرى المتبقين خلف القضبان , لا سيما بعد أن شارف الكثير منهم على الموت مفضلا الإضراب عن الطعام, على قسوة السجن.
وحذر الباحث في شئون الأسرى، عبد الناصر فروانة، لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" بأن حالة استشهاد جرادات لن تكون الأخيرة, في ظل هذه الأوضاع التي يحياها الأسرى من تعذيب , وسوء تغذية, وإضراب عن الطعام دون اهتمام بهم, مما يفسح المجال لتكرار الحالة، محملاً المجتمع الدولي مسئولية الصمت الذي دفع الكيان للتعامل "كدولة فوق القانون".
ووفق تقارير حقوقية‘ فإن استشهاد الأسير جرادات رفع عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال إلى 203 أسرى على مدار سنوات الاحتلال.
الأسرى المرضى.. خطر داهم
ويشير فروانة إلى أن السجون تحتضن العديد من الأسرى المصابين بالأمراض المزمنة التي سترافقهم طوال حياتهم , ما يعني وجود خطر حقيقي عليهم.
وبشأن حادثة استشهاد جرادات، يوضح فراونة أن تقرير التشريح الطبي للأسير أثبت موته تحت التعذيب , وأن القلب لم يصب بنوبة كما زعم جيش الاحتلال، مطالباً الجميع بتحمل مسئولياته إزاء هذه الجريمة.
كان محامي جرادات كميل الصباغ , قد صرح أنه رأى جرادات في حالة صعبة من أثر التعذيب قبل فقدانه لحياته بأيام قليلة ,وهو ما أكدة التشريح , الذي نفى الرواية الصهيونية الرسمية التي زعمت أنه مات بنوبة قلبية مفاجئة.
التعذيب بتشريعات عنصرية
وتبقى مخاطر استشهاد المزيد من الأسرى جراء التعذيب باقية، في ظل وجود تشريعات صهيونية تسمح بتعذيب الأسرى، حيث يخضع الأسرى لتعذيب ممنهجٍ وقاسٍ خلال كافة فترات السجن لا سيما في فترة التحقيق التي تستمر لأشهر طوال.
وقال عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن "إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي سنت قانونا ليبيح لها التعذيب, وهو ما يخالف المعايير الدولية, ولكنها لم تقدم على خرق هذه المعايير لولا شعورها بالحصانة والدعم من دول كبرى"
ويشدد يونس على أن الوقائع تشير إلى استشهاد جرادات جراء التعذيب , وهو "ما يعتبر جريمة حرب تستوجب ملاحقة فاعليها , ولا يمكن تبريرها قانونيا "
17 أسيرًا في قائمة الانتظار
وتبدو حياة 17 أسيرا مهددة بخطر داهم ، وينتظر ذووهم في أي لحظة الإعلان عن وفاتهم، وهم الأسرى الذين يقيمون بشكل دائم في عيادة الرملة , وبعضم لا يستطيع الحركة , والبعض الأخر مصاب بأمراض السرطان والفشل الكلوي والإعاقات الجسدية والسمعية حسب بعض التقارير الحقوقية.
وأضاف فروانة " الأثر الأكبر يتضاعف لدى الأسرى المضربين عن الطعام والذين سيبقى إثر إضرابهم منطبعا على حالتهم حتى لو خرجوا من السجون "
ودعا فروانة لإعادة النظر في القرار الفلسطيني وتوحيده تجاه قضايا الأسر , وتفعيل قضاياهم في المحافل الدولية والعالمية.
يذكر أن العديد من الأسرى الفلسطينيين قد بدأوا سياسة الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية , لتحسين أوضاعهم داخلها , ومن أبرزهم سامر العيساوي من القدس وهو مضرب عن الطعام منذ 217 يوما، وأيمن الشراونة من الخليل، حيث أضرب عن الطعام لمدة 140 يوماً،وعلّق إضرابه ثم استأنفه في 16 كانون الأول/يناير 2013 حتى اليوم , وغيرهم من الأسرى.
وأكد الحقوقي البارز يونس أن قوات الاحتلال تنتهك المعايير الدولية الدنيا لحقوق الأسير, من حصوله على الطعام , والاهتمام الصحي , وعدم تعذيبه , واتصاله بالعالم الخارجي.
يذكر أن الكثير من الشخصيات البارزة الرسمية والفصائلية , قد نددت بجريمة اغتيال جرادات , وانطلقت العديد من الفعاليات الغاضبة في كافة فلسطين , للمطالبة بمحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب , والنظر في الأسرى الباقين , والذين لا يعلم مستقبلهم , هل الموت أم الإفراج؟؟