استقبال «حمساوي» رسمي لأمير قطر في غزة حمد: في غياب السـلام والمقاومـة .. تصالحوا
الأربعاء، 24 تشرين الأول، 2012
لقي أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته موزة، استقبالا رسميا وشعبيا أمس في غزة، على اعتبار انه أول رئيس عربي يزور القطاع بعد الانقسام لافتتاح مشاريع إعمار ما دمرته إسرائيل في حربها الأخيرة. وتأتي الزيارة في ظل مقاطعة أساسية من الفصائل الفلسطينية وأهمها حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ولم تكد تمضي ساعات على مغادرة أمير قطر غزة، حتى سقط شهيدان وأصيب 4 في قصف وغارة إسرائيلية.
ووصل الأمير القطري إلى معبر رفح عند حوالي الحادية عشرة صباحاً قادماً من مصر التي أوفد رئيسها محمد مرسي وزير التربية والتعليم ابراهيم غنيم لينوب عنه في الزيارة التي لم تستمر سوى ست ساعات كما كان مخططاً، في ظل استنفار أمني واضح من قبل القوى الأمنية في غزة.
واستقبلت حماس الوفد القطري الذي شارك فيه رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني بكافة مظاهر بروتوكول الدول، من النشيد الوطني إلى حرس الشرف والسجاد الأحمر.
وكان هنية في استقبال أمير قطر عند نزوله من الطائرة، حيث عزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والقطري. وكان في استقبال الأمير أيضاً كبار قياديي الحركة من بينهم محمود الزهار وخليل الحية وصالح العاروري، ووزراء الحكومة المقالة وقادة الأجهزة الأمنية.
وفي الوقت الذي استقبلت فيه حماس وحكومتها وحركة الجهاد الإسلامي الأمير القطري، رفضت فصائل أخرى مثل حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، و«حزب الشعب» اليساري، المشاركة في حفل الاستقبال لأسباب مختلفة. فبينما تعتبر فتح أن الأَولى أن يكون التنسيق القطري مع السلطة الشرعية في رام الله، قالت مصادر إن الجبهة الشعبية لم تشارك احتجاجاً على مواقف الأمير وعلاقات الدوحة مع إسرائيل.
وللمرة الأولى شاركت زوجة رئيس حكومة غزة المقالة إسماعيل هنية، السيدة آمال هنية (أم عبد السلام)، في مراسم الاستقبال، وكافة زيارات الوفد القطري في غزة إلى جانب الشيخة موزة التي ظهرات برداء يشبه الملابس التراثية الفلسطينية، بينما ارتدت ام عبد السلام عباءة عادية وحجاباً بسيطاً.
وفي خان يونس، وضع أمير قطر الحجر الأساس لمدينة «حمد» السكنية التي ستقام على مساحة ثلاثة آلاف دونم، كما دشّن مشروع مستشفى «الأطراف الصناعية والصم» الذي يحمل اسمه في منطقة السودانية في شمالي القطاع. وزادت قطر من قيمة تبرعاتها لمشاريع إعادة الإعمار بحوالي 150 مليون دولار لتصل إلى 400 مليون دولار، خلال الزيارة التي وصفتها حماس بـ«التاريخية».
في المقابل، قال أمير قطر في كلمة في الجامعة الإسلامية التي منحته وزوجته الدكتوراه الفخرية إن الوحدة بين الفلسطينيين ضرورة وطنية، مطالباً بتفعيل القرارات العربية والغربية التي تعهدت بضخ أموال إعمار غزة عقب الحرب في العام 2008.
وأضاف الشيخ حمد ان «صمود أهل غزة في وجه العدوان الإسرائيلي كشف تخاذل دعاة التسليم بالواقع العربي بما فيه من ضعف وبؤس»، مشدداً على أن «صمود غزة كان من دواعي إثارة رياح الربيع العربي التي تحمل الآن البشرى بغد أفضل لاسترداد الشعوب العربية كرامتها وحظها في التنمية».
وقال الأمير القطري «آن الأوان لأن يطوي الفلسطينيون صفحة الخلاف وفق الأسس التي اتفقوا عليها في الدوحة والقاهرة، فاليوم لا مفاوضات سلام ولا استراتيجية واضحة للمقاومة والتحرير»، متسائلاً «فلم الانقسام ولم لا يجلس الفلسطينيون معاً ويوحدون مواقفهم ويضعون العالم أمام استحقاق طال انتظاره، إما سلام عادل توافق عليه إسرائيل أو تجبر عليه».
وطلب من الفلسطينيين «التفكير في الواقع لأن انقسامكم يلحق الضرر الأكبر بقضيتكم وقضية العرب، خصوصاً أن رياح التغيير العربي همّشت الاهتمام بالقضية الفلسطينية إعلامياً.. وإن لم يحصن أهل الدار أولا فلن تكون منيعة بأيدي الآخرين». واختتم كلمته بتوجيه الشكر «للشعب المصري ولثورته المجيدة وللرئيس مرسي الذين لولاهم لما كنا بينكم اليوم».
والجدير بالذكر أنه جرى تكريم كبير لأمير قطر في الجامعة الإسلامية حيث تسلم هدايا رمزية شملت زيت زيتون محليا، وتراباً، ومفاتيح لبيوت اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من أرضهم.
ووردت أنباء عن اختصار طرأ على جدول زيارة الشيخ حمد، حيث ألغي لقاء جماهيري في ملعب فلسطين في مدينة غزة، فضلاً عن لقاء كان من المقرر عقده في مقر مجلس الوزراء، بحسب ما نقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» عن مصدر أمني فلسطيني. ومع انتهاء الاحتفال استقل الأمير حمد وزوجته سيارة يقودها هنية، قبل أن ينطلقوا ضمن الموكب إلى معبر رفح الحدودي لمغادرة قطاع غزة.
المصدر: السفير