استهجان فلسطيني واسع لتصريحات
عباس

المركز الفلسطيني للإعلام
قوبلت تصريحات رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس للقناة العبرية حول إسقاط حق العودة، والاعتراف بدولة للكيان
الصهيوني القائم على الأرض الفلسطينية المحتلة بموجة استهجان واستنكار واسعة من قبل
عدد من القيادات والرموز والمحللين الفلسطينيين.
وانتقد رئيس مركز العودة
الفلسطيني في بريطانيا ماجد الزير تصريحات عباس واعتبرها وصمة عار في تاريخ الشعب الفلسطيني،
ودليلا ملموسا على أن عباس لم يعد يمثل إرادة هذا الشعب ولا يدافع عن حقوقه.
ودعا الزير في تصريحات
لوكالة "قدس برس" جميع الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية إلى رفع الغطاء
السياسي عن رئيس السلطة الفلسطينية، وقال: "إن تصريحات عباس للتلفزيون الإسرائيلي
بأن فلسطين تتمثل فقط في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فقط، وغير ذلك من أراض هي
إسرائيل وبشكل نهائي وإلى الأبد يمثل وصمة عار في تاريخ الشعب الفلسطيني، ولذلك فإن
المطلوب من الشعب الفلسطيني وقواه الحية أن ترفع الغطاء عن مثل هذه الشخصيات مهما علا
وزنها، لأن حقوق الشعب الفلسطيني ليست قابلة للمساومة، ولأن العلاقات العامة مع الاحتلال
لا تبرر التفريط في حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته، فعكا ويافا وحيفا كلها مدن فلسطينية
لم يتنازل عنها الفلسطينيون ويجب استعادتها، وهذه حقوق غير قابلة للمساومة".
وأعرب الزير عن أسفه لأن
هذه التصريحات تأتي معاكسة لروح ثورات الربيع العربي التي أعلت من شأن القضية الفلسطينية،
وقال: "اللاجئون الفلسطينيون ينتظرون العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، وهم
في زمن الربيع العربي الذي أعلى من شأن القضية الفلسطينية، حيث ستحتضن تونس بعد أيام
قليلة أضخم مؤتمر دولي متخصص لمتابعة شأن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، كما
ستحتضن القاهرة مؤتمرا دوليا من أجل القدس مطلع العام المقبل، ونطلق نحن هنا في مركز
العودة في بريطانيا حملة دولية لمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن دورها في احتلال فلسطين،
يأتي عباس ليطلق هذه التصريحات الصادمة ليس فقط لإرادة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج
وتطلعاته إلى التحرر من الاحتلال، وإنما أيضا صادمة لشعوب الربيع العربي، وللمجتمع
الدولي المتعاطف مع حملتنا لمطالبة لندن بالاعتذار".
بدوره أكد القيادي في الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين وممثلها في الخارج ماهر الطاهر، أن حق العودة هو أساس وجوهر
القضية الفلسطينية، وأن أي تنازل عن أرض أو عن ذرة تراب فلسطينية لا يعبر عن الشعب
الفلسطيني وعن إرادته.
وأوضح الطاهر في تصريحات
خاصة لوكالة "قدس برس"، أن نهج المقاومة من أجل تحرير الأرض مستمر، وأنه
ليس من حق أحد التنازل عن ذرة تراب فلسطينية واحدة، وقال: "فلسطين هي من إلى البحر
إلى النهر، هذا ثابت لا أحد يملك حق التنازل عنه، ولا يحق لأي كان أن يتنازل عن ذرة
من التراب الوطني الفلسطيني، وحق العودة هو أساس وجوهر القضية الفلسطينية ولبها، وبالتالي
واهم من يعتقد أن هناك حلا ما لم يتم ضمان عودة اللاجئين إلى دجيارهم التي شردوا منها
عام 48 من خلال جريمة بشعة".
وأضاف: "الشعب الفلسطيني
لن يتخلى عن أرضه وترابه وعن حيفا وعكا والناصرة واللد، وسيستمر في النضال والمقاومة
لتحرير أرضه، وبالتالي أية تصريحات تقول إن فلسطين هي الضفة والقطاع والقدس الشرقية
لا تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني، ذلك أن فلسطين كما جاء في ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية
هي من البحر إلى النهر".
وفي غزة ندد المتحدث باسم
حركة "حماس" سامي أبو زهري بتصريحات عباس، وقال إن أي فلسطيني لن يقبل التنازل
عن حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وقراهم وبلداتهم التي نزحوا منها.
وأضاف "إذا كان أبو
مازن (عباس) لا يريد صفد فإن صفد سيشرفها ألا تستقبل أمثاله".
بدوره، أكد " أبو
صهيب" القيادي البارز في ألوية الناصر صلاح الدين، أن الحديث عن دويلة بمقاسات
صهيونية هو محض سراب وتسويق للمشروع الأمريكي الصهيوني بهدف ضرب القضية الفلسطينية
وإنهائها بما يخدم المصالح الصهيونية، وهذا المخطط لن يكتب لها النجاح فشعبنا المجاهد
وقواه الحية له بالمرصاد.
وأشار القيادي في ألوية
الناصر صلاح الدين أن اندلاع أي انتفاضة يأتي تلبية لنداء الوطن والمقدسات ولا تحتاج
لإذن من أحد، وتتم من خلال نضوج واكتمال الإرادة الجماهيرية الحية التي تنطلق في الوقت
المناسب للتعبير عن غضبها في وجه المحتل الصهيوني للرد على ما يرتكبه من عدوان شامل
وغاشم يستهدف الأرض والحجر والشجر.
من ناحيته، اعتبر داود
شهاب، الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي أن اقتصار فلسطين على "غزة والضفة والقدس
الشرقية" كما أعلن عباس "ينم عن جهل كبير لحقيقة وطبيعة الصرع في فلسطين"،
مؤكداً تمسك حركته بكل ذرة تراب في فلسطين التاريخية.
وقال شهاب في تصريح نشره
الموقع التابع لحركة الجهاد الإسلامي :"بالنسبة لنا يافا وصفد وحيفا وعكا والمجدل
وباقي المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948 نطالب بها قبل غزة والضفة".
وأضاف" لا أحد يستطيع
أن يسقط هذا الحق ولا أحد يستطيع أن يسقط حق العودة. وإن من يتحدثون غير ذلك إنما يريدون
إسقاط هذا الحق والذي بدورنا لن نسمح لهم بذلك".
كما استنكرت عضو المكتب
السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار تصريحات عباس، مؤكدة أن "هذا
الموقف لا يعبر عن طموحات وثوابت شعبنا الفلسطيني".
وقالت جرار في تصريحٍ لها،
إن حق العودة الذي أراد عباس التفريط به هو حق مقدس وثابت وخط أحمر لا يستطيع أحد مهما
كان التفريط به، وهو ليس موقفا شخصيا لهذا الشخص أو ذاك".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس قد قال "إن فلسطين تتمثل فقط في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فقط،
وغير ذلك من أراض هي إسرائيل وبشكل نهائي وإلى الأبد".
وأضاف عباس، في لقاء له
مع القناة الثانية في التلفزيون العبري، بث مقطع منه على أن يبث كاملاً مساء اليوم
الجمعة (2-11)، بالتزامن مع الذكرى الخامسة والتسعين لـ "وعد بلفور" الذي
منح اليهود وطنًا قوميًا في فلسطين، التي تصادف اليوم الجمعة: "أنا أعيش في رام
الله الآن، وبالنسبة لي فقطاع غزة والضفة هي فلسطين، أما الأجزاء الأخرى هي إسرائيل".
وتابع رئيس السلطة وهو
يرد على محاوره الذي فوجئ بالإجابة وأعاد السؤال من أجل التأكد منها: "فلسطين
بالنسبة لي هي الأراضي ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. الآن وإلى الأبد"،
وشدد على أنه لن تكون هناك انتفاضة فلسطينية ثالثة ما دام هو رئيسا للسلطة، وأدان كل
أشكال المقاومة.