استياء شعبي ورسمي من تصرف عزام الأحمد
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام
لاقى تصرف رئيس كتلة فتح البرلمانية بالمجلس التشريعي ورئيس وفد حركة "فتح" في محادثات المصالحة، عزام الأحمد، بحق رئيس المجلس التشريعي وعدد من النواب، استهجانًا واستياءً على مستوى واسع شعبيًّا ورسميًّا.
وكان الأحمد قد تطاول بأسلوب كلامه وعباراته على رئيس المجلس التشريعي خلال ندوة سياسية بعنوان منظمة التحرير الفلسطينية والمصالحة عقدت في مقر المنظمة في رام الله الأربعاء الماضي.
وفي تصريح خاص، قالت النائب عن كتلة التغيير والإصلاح، منى منصور، والتي حضرت الندوة برفقة وفد من النواب الإسلاميين: "تمت دعوتنا لحضور الندوة والمشاركة بها، مع العلم أننا كنواب التغيير والإصلاح لم ندخل مقر منظمة التحرير منذ انتخبنا سوى هذه المرة".
وتابعت: "فوجئنا لحظة دخولنا للقاعة بعدم وجود مقاعد مخصصة لنا، فاضطررنا للجلوس خلف كاميرات المصورين، لقد كانت الأمور مهيأة لأمر ما".
وحضر الندوة عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لحركة "فتح" إضافة للمتحدث الرسمي باسم حركة "فتح" أحمد عساف، ورجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري وشخصيات أخرى رفيعة المستوى.
وأشارت منصور إلى أن الأحمد كان في حالة احتداد غير طبيعي، حيث قال خلال كلمته "لن يتوقف الاعتقال السياسي ولن تفتح المؤسسات ما دام الانقسام قائمًا".
ولفتت لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، خلال سردها تفاصيل ما حدث: "عندما جاء دور د.عزيز دويك ليتحدث، بدأوا بالتهكم والاستهزاء عليه وعلى "المشايخ"، وطيلة حديثه كانوا يتعمدون مقاطعته كثيرًا، مما جعله غير قادر على مواصلة حديثه، حتى إن مديرة الجلسة حنان عشراوي لم تستطع السيطرة على كلامهم الموجه ضد الدويك".
وأشارت إلى أن منيب المصري حاول التدخل لتهدئة الموقف، إلا أنه لم يستطع ولم يستمع أحد منهم له، مما اضطر الدويك ووفد النواب من حركة "حماس" لمغادرة القاعة".
وتضيف منصور أن من بين الأمور التي كانت تُظهر تعمد عدد من الحاضرين من حركة "فتح" الاستهزاء من رئيس المجلس التشريعي، أنهم عندما كانوا يتوجهون له بالسؤال كانوا ينادوه "يا شيخ" فرد عليهم الدويك "أنا دكتور وأعلم أن الغرض من مناداتي بهذا اللقب هو استفزازي"، حسب منصور.
كما شنّ الأحمد هجومًا حادًّا على المقاومة، مدعيًا أن حركة "حماس" تقف على حدود قطاع غزة وتمنع إطلاق الصواريخ.
وانتشرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي للحظة انسحاب الدويك ووفد حركة حماس من الندوة برام الله، حيث أبدى المواطنون استهجانهم واستياءهم من تصرف الأحمد ضد رئيس الشرعية.
الشاب عبد الرحيم محمود من نابلس نشر الفيديو على صفحته على فيس بوك وعلق عليها: "عزام الأحمق: لا تهرف بما لا تعرف"، بينما نشر شاب آخر الفيديو معلقًا: "حركة فتح تصر على إبقاء الانقسام".
واستنكر المواطنون الأسلوب الذي يتحدث به الأحمد أمام رئيس المجلس التشريعي، حيث قالت الطالبة الجامعية ميسون عزت من قلقيلية: "مهما كانت الخلافات بيننا لا يجب أن تصل لحد الاستهزاء برئيس المجلس التشريعي وممثل الشرعية، فالدكتور الدويك قبل أن يكون رئيسا للتشريعي، فهو رجل مجاهد بكلمته ومواقفه وقد دفع ثمنها سنوات طويلة بالأسر والإبعاد، بينما يتبجح عزام الأحمد أمامه لأنه يعلم أن الاحتلال في ظهره".
وتابعت:"حركة فتح ونوابها لم يقدموا عُشر ما قدمه نواب حماس من تضحيات خلال السنوات الماضية، وكل ذلك بفضل التنسيق الأمني الذي يحميهم من الاستهداف والاعتقال".
بدوره قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة معلقا على ما تفوه به الأحمد: "تجربتي الشخصية هو أن عزام الأحمد انفعالي بطبيعته، ولا يسيطر على أقواله".
وأضاف في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام":"من المفترض أن يعد اللقاء بطريقة جيدة وان تكون إدارة الحوار بطريقة متوازنة والتركيز في الحوار على الأمور التي تدفع بعجلة المصالحة إلى الأمام".