القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الأسباب الحقيقية لتأجيل فتح للقاء عباس – مشعل بالقاهرة

الأسباب الحقيقية لتأجيل فتح للقاء عباس – مشعل بالقاهرة

الأربعاء، 22 حزيران 2011

كشف مصدرٌ فلسطينيٌّ إعلاميٌّ مطلعٌ على مباحثات المصالحة في القاهرة، عن الأسباب الحقيقة التي دعت لتأجيل لقاء رئيس السلطة محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، والذي كان مقررًا الثلاثاء (21-6) في القاهرة.

وذكر المصدر أن رئيس الوزراء الصهيوني (بنيامين نتنياهو) اتصل بعباس، وهدّده بأنه في حال تم عقد اللقاء مع مشعل وتشكيل حكومة المصالحة، سيتم سحب الامتيازات عنه وعن أبنائه.

ونقلت صحيفة "الهدف" المحلية في خبر لها مساء الاثنين (20/6) أن نتنياهو هدد عباس بوقف بطاقات "VIP"، وأموال الضرائب وسحب الامتيازات الممنوحة للشركات التي يديرها أبناؤه.

كما كشف المصدر النقاب عن أن الرئيس عباس هاتف المخابرات المصرية وأبلغهم أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت منه أن يكون سلام فياض هو رئيس وزراء حكومة المصالحة وأنها لن تقبل سواه، مؤكدًا أنه سيتم مقاطعة الحكومة في حال تولى غير فياض رئاسة الحكومة.

ونوّه المصدر إلى أن الرئيس عباس أبلغ المخابرات المصرية أن مكتب الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) هدّده بأنه لن يسمح لعباس بتطبيق المصالحة، وإفشال إعادة انتخاب أوباما لولاية رئاسية جديدة.

وأضاف "طلب محمود عباس من المصريين وقف تطبيق المصالحة حتى أيلول (سبتمبر) المقبل، وأنه قد تفاجأ بتوقيع حركة "حماس" لورقة المصالحة".

وأكد المصدر المطلع أن عباس قال للمخابرات المصرية "إنه لم يتوقع من "حماس" أن تقدم على هذه الخطوة الصعبة والتي أوقعته في حرج أمام الرئيس الأمريكي، وأن مكتب أوباما طلب منه عدم تطبيق اتفاق المصالحة".

في السياق ذاته؛ كشف المصدر أنه وبعد تأزم الوضع السياسي للرئيس عباس؛ فإنه يدرس حاليًا وبشكل جدي تقديم استقالته من كافة مناصبه.

ومضى يقول "الرئيس يفكر بالاستقالة بعد أن عجز عن تطبيق أي قرارٍ اتخذه، وفي النهاية يريد حماية مصالحه الشخصية ومصالح أبنائه" والتي ستتضرر في حال تطبيق المصالحة"، على حد تعبير المصدر.

من جانبه، أكد المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري أن "تأجيل الاجتماع بين رئيس السلطة محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إلى أجل غير مسمى لا يرجع إلى ارتباطات الأول، فهذا استخفاف بالعقول، لأنه وافق على الاجتماع قبل تحديده، ومفترض ألاّ يوجد لديه شيء أهم من المصالحة".

وتطرق المصري في مقال له نشرته صحيفة الأيام المحلية، الثلاثاء (21-6) إلى الأحداث التي أدت إلى تأجيل الاجتماع، وقال: "الحدث الأول: قدوم (ديفيد هيل) و (دينس روس) المبعوثين عن الرئيس الأميركي اللذين أكدا رفض اتفاق المصالحة والتوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، ووسط تسريب معلوماتٍ عن تقديم ضماناتٍ أميركيةٍ للفلسطينيين لتشجيعهم على استئناف المفاوضات، بينما أعاد عباس تأكيد تأييده استئناف المفاوضات على أساس المبادرة الفرنسية ومبادئ أوباما، وأي مبادرة تستند إلى إقامة الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي".

أما الحدث الثاني فأوضح المصري أنه كان، تهديد وزير المالية الصهيوني بأن دولة الاحتلال ستمتنع عن تحويل العائدات الفلسطينية إذا شكلت الحكومة، وأنه سيوصي حكومته بالامتناع بشكلٍ كليٍّ عن تحويلها بعد ذلك، وكما قال أيضًا مسؤولٌ صهيونيٌّ كبيرٌ: "لا يمكن لدولة الاحتلال أن تتعامل مع حكومة تشارك حماس فيها أو في تشكيلها"، الأمر الذي دفع المتحدث باسم حكومة رام الله إلى القول: "إن تنفيذ هذا التهديد سيمنع تسديد الحكومة للرواتب؛ لأن ثلثي موازنة الرواتب تعتمد على هذه العائدات".

وأضاف أن الأمر الثالث هو "استمرار تمسك عباس بتعيين سلام فياض؛ حيث كان هناك تقديرٌ بأن "حماس" ستقبل بفياض في لقاء القمة، وجاء ما يؤكد تمسك "حماس" بالقرار الصادر عن مكتبها السياسي الرافض تعيين فياض، وبالتالي فإن تأجيل الاجتماع أقل سوءًا من فشله وما يمكن أن يؤدي إليه".

وأشار المصري إلى أن "القضية أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه، من سلام فياض أو تسمية رئيس الحكومة، لأنها مرتبطة بالتسوية والجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات، وبقبول أو عدم قبول الحكومة الفلسطينية القادمة لشروط اللجنة الرباعية".

وعبر المحلل السياسي عن قناعته بأن تحقيق المصالحة مرتبط بالمفاوضات أكثر من أي شيء آخر، مبينًا أنه إذا كانت هناك مفاوضات فمن الصعب جدًا أن تكون هناك مصالحة؛ لذا تحقق اتفاق القاهرة بعد الثورات العربية، والحراك الشبابي، ووقف المفاوضات وفشل المساعي لاستئنافها، وعندما نشطت الجهود لاستئنافها بدأت المصالحة تترنح، وكأنها أصبحت في مهب الريح. كما بيّن.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام