الأسرى السياسيون يقرعون أبواب الحرية بالإضراب عن الطعام
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام
يبدو أن النجاح الذي حققه إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال سينعكس على واقع رفاقهم الأسرى السياسيين القابعين في سجون أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية.
ويصر أسيران سياسان في الخليل ونابلس على خوض معركة الإضراب المفتوح عن الطعام من ألفها إلى يائها التي يرفضان أن تُنطق من غير الإفراج عنهما من سجون أجهزة أمن السلطة.
وفيما يدخل المعتقل السياسي بسجن الجنيد في نابلس عبد الله سالم العكر اليوم الأحد 10/6/2012 يومه الخامس عشر من الإضراب المفتوح عن الطعام والذي شرع به الأحد 27/5/2012، دخل المعتقل السياسي محمود يسري العويوي اليوم الخامس من الإضراب الذي بدأه الأربعاء 6/6/2012 للمطالبة بالإفراج الفوري عنه.
تعددت السجون.. ولكن
وفيما شهد إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال تفاعلاً وطنياً وشعبياً كبيرين ما زال حراك الشارع في قضية الأسيرين السياسيين ورفاقهما ضعيفاً باعتبار الجهة الآسرة هي السلطة الفلسطينية نفسها وليست سلطة الاحتلال، غير أن هذا المنطق لا يبدو مقبولاً لدى عائلات الأسرى السياسيين الذين يقبع أبناؤهم في سجون السلطة على خلفية مقاومة لاحتلال.
النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني فتحي القرعاوي أكد أن معاناة المعتقل السياسي لا تختلف كثيرًا عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال رابطاً بين حال العكر والعويوي وحال رموز الإضراب في سجون الاحتلال مثل ثائر حلاحلة وبلال ذياب ومحمود السرسك، قائلاً أن الجميع مظلومون ومضطهدون وفي الوقت نفسه مقاومون.
وقال النائب عن كتلة "التغيير والإصلاح" المحسوبة على حركة "حماس" في تصريحات نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن الذين يتحدثون عن معاناة الأسرى الاداريين في سجون الاحتلال والمضربين عن الطعام في سجونه أمام وسائل الاعلام وفي المؤتمرات وأمام خيام الاعتصام، عليهم أن يخرجوا عن صمتهم حيال شريحة لا تقل ظلمًا عن ظلم إخوانها في سجن المحتل".
وطالب النائب عن محافظة طولكرم عيسى قراقع وزير الأسرى في حكومة سلام فياض بأن "يقف وقفة يشهد له بها التاريخ ويطالب بإنصاف المظلومين في سجون السلطة والذين كان بعضا منهم زملاء له في هذا السجن أو ذاك".
كما دعا النائب الفلسطيني "كل المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني وكل المؤسسات الحقوقية وكل الاحزاب السياسية أن تقول كلمتها وأن تقف إلى جانب المعتقلين السياسيين الذين كانوا يومًا أسرى في سجون الاحتلال وها هم يعاقبون مرتين".
تناقضٌ مع المصالحة
ومع توالي أيام إضرابهما المفتوح عن الطعام، يشد الأسيران السياسيان العويوي والعكر الأنظار نحو قضية الاعتقال السياسي التي تتواصل رغم أنف اتفاقيات المصالحة الفلسطينية الكثيرة ولقاءات الفصائل في أكثر من عاصمةٍ عربيةٍ ورشوح توقعاتٍ إيجابيةٍ بشأن إنهاء الانقسام.
وكان تقريرٌ صادرٌ عن المكتب الإعلامي لحركة "حماس" قد أكد أنَّ أجهزة أمن السلطة اعتقلت خلال شهر أيار الماضي (40) مواطناً فلسطينياً أغلبهم من الأسرى المحرّرين والأكاديميين والطلبة الجامعيين والناشطين المتضامنين مع الأسرى المضربين.
ويرفض أهالي المعتقلين السياسيين اعتبار المصالحة ناجحةً ما لم تقترن بإطلاق سراح أبنائهم كافةً من سجون السلطة ودون استثناء.
وقد شهدت الساحة الفلسطينية في الايام القليلة الماضية حراكا متفاعلا ومتواصلا من الكتل الإسلامية في الجامعات ونواب المجلس التشريعي وشخصيات ومؤسسات ولجنة الحريات لانهاء الاعتقال السياسي بشكل عام، لكن حراكها لم يكلل بأي إنجاز.
وبحسب النائب سميرة حلايقة فان اعتصام الأهالي أمام مقرّ المقاطعة في الخليل مطلع حزيران الجاري قد جاء احتجاجاً على حملة الاعتقالات والاستدعاءات الأخيرة في المدينة، وتضامناً مع المعتقل السياسي المضرب عن الطعام في سجن جنيد عبد الله العكر، مشيرة في الوقت نفسه إلى استمرار توجه الأجهزة بمواصلة الاعتقالات ولاستدعاءات.
وفيما أكدت الحلايقة أن لا معنى للمصالحة ما دام الاعتقال السياسي متواصلا رغم الاجواء الايجابية والتصريحات المتواصلة حولها، شنت أجهزة السلطة حملة اعتقالاتٍ واسعةً طالت أكثر من 20 من عناصر حركة "حماس" في بلدة حلحول قرب الخليل خلال يومين فقط.
وفيما يبدو قرار أجهزة السلطة بمواصلة اعتقال واستدعاء نشطاء حركة "حماس" قراراً جوهرياً، يبدو قرار الجوع وسيلة أولئك النشطاء لكف أيدي العبث عن حياتهم وحريتهم، قرارٌ بادر إليه عبد الله العكر ومحمود العويوي ليقودا مسيرة الإضراب مطالبةً بالحرية من الاعتقالات السياسية.