الأسرى من ذوي الإعاقة.. أين هم من يومهم العالمي؟
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام
يناشد الأسير منصور موقدة، والذي يعاني من إعاقات متعددة ويقبع في سجن الرملة، كافة المؤسسات الحقوقية العمل على حل مشكلة الأسرى من ذوي الإعاقة، ممن تعج بهم سجون الاحتلال، ويتعرضون لأقسى درجات الإهمال وسط حرمان كامل من كافة حقوقهم وفق المواثيق الدولية.
ويقول موقدة في اليوم العالمي للإعاقة، الذي يصادف الثالث من كانون أول من كل عام، إن حالته وحالة الأسرى من ذوي الإعاقة صادمة للغاية، وقال بعبارات حزينة "أقسم أن العالم لو شاهد جسدي لبكى على حالتي، ويومًا سأخرج للعالم وسأريهم جسدي وبطني وأمعائي، وعذابات هنا أعيشها، وبأي حال أحاول الاستمرار في الحياة".
ويقول الباحث في شؤون الأسرى فؤاد الخفش، لمراسلنا، إن 85 أسيرًا يعانون من إعاقات مختلفة ما زالوا يعقبون بسجون الاحتلال، ولا تقدم لهم أية رعاية صحية خاصة؛ وما يخفف عنهم هو تعاون إخوتهم المعتقلين معهم.
ردٌ بالإهمال
وأشار الخفش إلى أن ذلك مخالف لاتفاقية جنيف الرابعة؛ كما أنه يدلل على حالة من عدم الاكتراث من قبل مصلحة السجون بالأسرى المرضى عمومًا؛ فهي ملزمة بتوفير الأدوات المساعدة والعلاج الطبي بشكل مستمر، وإجراء العمليات الجراحية وكل متطلبات العلاج.
وأردف "هناك أنواع متعددة من الإعاقات بسجون الاحتلال؛ فهناك من اعتقل وهو يعاني من إعاقة؛ مثل الشيخ جمال أبو الهيجاء، الذي بترت يده خلال معركة مخيم جنين؛ وهناك من اعتقل مرات عديدة وهو يعاني من إعاقة بصرية كاملة مثل الشيخ عز الدين عمارنة".
واستطرد قائلا "ولكن المشكلة الأكبر تتعلق بالأسرى من ذوي الإعاقة، ممن اعتقلوا عقب اشتباك مسلح تعرضوا خلاله لإصابات بالغة، أو تعرضوا للإصابة خلال الملاحقة واعتقلوا مباشرة، حيث يحرمون من متابعة العلاج".
دور القضاء
ويرى رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بفلسطين، المحامي صلاح موسى، أن من بين 85 أسيرًا الذين يعانون من إعاقات مختلفة، هناك أربعون يعانون من إعاقات شديدة، ويجب العمل الفوري على إطلاق سراحهم.
وأضاف المحامي في حديث لمراسلنا، "يجب أن يكون لدينا تظافر للجهود وعمل حقوقي منظم لتسليط الضوء على معاناة المعتقلين من ذوي الإعاقة وصولا للإفراج عنهم؛ خاصة وأن مصلحة السجون لا توفر لهم أدنى متطلبات الرعاية لا على صعيد الرعاية النفسية ولا الجسدية".
ونوه إلى أن عددًا من الأسرى أصيبوا بإعاقات جراء التعذيب الذي تعرضوا له خلال التحقيق معهم عقب الاعتقال، وتابع "وهؤلاء يجب أن يورد لهم ملف خاص يتم التحقيق به والتوجه به للجهات الدولية لمقاضاة الاحتلال".
وأكد موسى أن قضية الأسرى من ذوي الإعاقة "لم تأخذ حقها من الاهتمام محليا ودوليا؛ وهي جزء من قضية الأسرى المرضى التي تدمي القلوب، ويجب التحرك العاجل للضغط على الاحتلال للإفراج عنهم".