الأسير سلامة يدعو لمراجعة مسيرة السلطة
الرسالة- محمود هنية
حمّل الأسير القائد حسن سلامة عضو الهيئة القيادية
لحركة حماس في سجون الاحتلال، وأحد أبرز مؤسسي جناحها العسكري، السلطة الفلسطينية مسؤولية
تدهور القضية الفلسطينية.
وقال سلامة في حديث خاص لـ"الرسالة نت"
ان "السياسة الخاطئة التي انتهجتها السلطة خلال السنوات الماضية، أودت بالقضية
إلى حافة الانهيار، وأربكت مسيرة التحرير والمقاومة "، معتبرا المفاوضات سبب ضياع
القضية الفلسطينية.
وشن هجوما لاذعا على تواصل التنسيق الأمني في الضفة
الغربية، منوها الى ان دور السلطة بات مشبوهاً في ظل ما تمارسه من تنسيقات أمنية مع
الاحتلال.
واضاف سلامة: "لا يعقل ان تواصل رام الله مطاردة
المقاومين في الوقت الذي تتزايد فيه الاعتداءات (الإسرائيلية) بحق الشعب الفلسطيني،
داعيا السلطة الى وقف التنسيق الأمني، وملاحقة المقاومين من اجل إتمام المصالحة.
وشدد على ضرورة عقد مؤتمر وطني لإجراء مراجعة شاملة
لمسيرة السلطة الفلسطينية، والاتفاقيات التي قامت على إثرها، مطالبا بإقالتها والعمل
على بناء مؤسسات وفق قواعد ومرجعيات وطنية واضحة.
وأكد القيادي الأسير أن السلطة عملت على اقصاء الفصائل
الفلسطينية من الساحة السياسية، بهدف تأسيس كيان سياسي مساند للاحتلال ومنفذ لرغباته.
واوضح ان الفلسطينيين دفعوا ثمنا غاليا خلال الفترة
المقبلة نتيجة برنامج السلطة السياسي، مطالبا بإصلاح الخطأ الفادح الذي ارتكبته السلطة
خلال الاعوام الماضية.
وانتقد سلامة تهجم رئيس السلطة محمود عباس على المقاومة
الفلسطينية، قائلا: "المقاومة أعادت الأمل لشعبنا بإمكانية استرداد حقوقه المسلوبة
في حين ان المفاوضات فردت بثوابته".
أسباب الانقسام
وفيما يتعلق بملف المصالحة، دعا عضو الهيئة القيادية
لحركة حماس إلى انهاء الانقسام الداخلي في أسرع وقت ممكن، للخروج من المأزق السياسي
الراهن.
وأرجع سلامة أسباب الانقسام الى اختلاف البرامج
والرؤى الوطنية، مشددا على ضرورة بناء أجهزة أمنية تستند عقيدتها الى الثوابت الوطنية.
وقال: "يجب بناء العقلية الأمنية بموازاة العقلية
السياسية القائمة على حفظ الحقوق الفلسطينية"، "فلا يجوز الارتهان لأي موقف
سياسي تقوم عليه العقيدة الأمنية".
واستنكر سلامة الموقف الأمريكي من مشروع المصالحة،
مطالباً بضبط العلاقة مع واشنطن، "وضرورة انتهاج سياسة الرفض لممارساتها والتصدي
لضغوطاتها على الفلسطينيين".
وقال: "أمريكا تقف في خانة العدو، ومن يتعامل
معها يقف في ذات الخندق"، مؤكدا في الوقت ذاته حرص حركته على اتمام المصالحة،
وانجاحها في أقرب وقت ممكن، وداعيا السلطة الى توفير مزيد من الجدية لإتمامها.
ملف الأسرى
وفي سياق اخر، ثمن سلامة جهود المقاومة لإطلاق سراح
الأسرى، منوها الى ان صفقة وفاء الاحرار اعادت الأمل للأسرى بقرب قيد السجان (الإسرائيلي).
ودعا سلامة الى تكثيف الجهود لنصرة الأسرى داخل
سجون الاحتلال، ولا سيما المضربين منهم عن الطعام، وذوي الحاجات الخاصة والمرضى.
واوضح ان تعاظم التضامن الشعبي مع الأسرى، حقق انجازاً
تاريخياً للأسرى ومكنهم من انتزاع حقوقهم من المحتل الذي يمارس بحقهم شتى انواع العذاب.
وناشد شعوب الأمة العربية والإسلامية بضرورة التحرك
العاجل لإنهاء معاناة الأسرى داخل السجون.
واستهجن سلامة "الصمت المطبق" الذي تنتهجه
الأنظمة العربية والسلطة اتجاه قضية الأسرى.
كما استنكر تسليم رام الله الجنود ( (الإسرائيليين)
الى الكيان دون مقابل، مجدداً دعوته لإيقاف التنسيق الأمني ومبادلة الأدوار مع الاحتلال.
كتاب جديد
وعن حياته داخل الأسر، أعلن عضو الهيئة القيادية
لحماس بدئه في تجهيز كتابه الثاني" الثأر المقدس 2"، مشيرا الى ان الكتاب
سيتناول تفاصيل عن حياة سلامة، وبداية التحاقه في كتائب القسام وتعرفه على القيادي
محمد الضيف.
وذكر أن الكتاب سيحوي أيضا تفاصيل مثيرة عن الاستشهاديين
المشاركين في عمليات الثأر للشهيد المهندس يحيى عياش، كما سيتطرق الى خواطر سلامة الادبية
وعلاقتها بـ"غفران جامران"، وبداية ارتباطه العاطفي بها.
ويعد "الثأر المقدس2" تكملة لكتابه الأول
الذي أصدره بعيد اعتقاله عام 1993م.
وحول كيفية اعتقاله، ذكر الأسير سلامة، أن جهاز
الأمن الوقائي الذي كان يترأسه في حينها جبريل الرجوب كان سببا في القاء القبض عليه،
معربا عن ثقته في قدرة المقاومة على تحريره وزملائه.
وأرسل سلامة تحيته للشعب الفلسطيني في سوريا ومخيمات
اللجوء، مطالباً بوقف الجرائم بحق فلسطينيي سوريا، مثمنا في الوقت ذاته صمود حكومة
غزة خلال حربي الفرقان والسجيل.
ويأمل في ان يتمكن الشعب السوري من تقرير مصيره
كبقية الشعوب، معتبرا استقرار الشعوب العربية وقوتها، مددا حقيقيا وسندا لشعبنا.
وفي النهاية، أشاد الأسيران القائدان حسن سلامة
وعباس السيد بأداء جريدة الرسالة، معبرين عن تقديرهما لإدائها الاعلامي.