القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 21 تشرين الثاني 2024

الأورومتوسطي: 10% من سكان غزة استشهدوا أو أصيبوا أو فقدوا خلال الحرب


السبت، 27 تموز، 2024

كشفت تقديرات للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان،  الجمعة 26 تموز أن نحو 10% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا أو فقدوا خلال 293 يومًا من جريمة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأفادت الإحصائيات الأولية للمرصد الحقوقي – ومقره جنيف- أن نحو 50 ألف فلسطيني استشهدوا أو فقدت آثارهم تحت أنقاض المباني، أو أن جثامينهم ما تزال في الطرقات أو في مناطق حدودية أو مدمرة بالكامل ويتعذر انتشالهم.

لافتة الى أن أكثر من نحو 100 ألف آخرين أصيبوا بجروح، وتبقى غالبية هؤلاء الضحايا من المدنيين من الأطفال والنساء، فيما فقدت آثار حوالي 3000 فلسطيني بعد أن اعتُقلوا من قطاع غزة، ولم يعرف مصيرهم بعد.

وأفاد المرصد الأورومتوسطي بأنه جمع معلومات من مصادر مختلفة منها عينات من أحياء المدن والمخيمات، بالإضافة إلى ما تلقاه من الجهات والمؤسسات المعنية، بما فيها عدد من المستشفيات والطواقم الطبية، تفيد بأن ما لا يقل عن 51 ألف حالة وفاة ناتجة عن الحصار "الإسرائيلي" المفروض على جميع قطاع غزة، والحرمان من الرعاية الطبية، وانهيار القطاع الصحي بالاستهداف والحصار.

ويضاف إلى الأسباب السابقة، الضعف الشديد بخدمات الإسعاف، إلى جانب النقص الحاد في الأدوية الأساسية لاسيما لمرضى السرطان والأمراض المزمنة، ومنع السفر للعلاج في الخارج، إلى جانب تفشي الأوبئة والأمراض المعدية، فضلًا عن تداعيات انتشار المجاعة وسوء التغذية في مختلف مناطق قطاع غزة.

ولفتت بيانات المرصد الحقوقي إلى أن معدل الوفاة الطبيعية قبل بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" كان يقدر بنحو 3.5 لكل ألف نسمة وارتفع إلى معدل 22 لكل ألف نسمة خلال الحرب.

ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل 990 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة، و574ألف حالة من الإسهال المائي الحاد، و107 ألف حالة من مرض اليرقان، و12 ألف حالة من الإسهال الدموي حتى 7 تموز/ يوليو، ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي للإصابات أعلى من ذلك بكثير.

ووثق الأورومتوسطي أن هناك حالياً أقل من 1500 سرير في المستشفيات العاملة والمستشفيات الميدانية في شتّى أرجاء قطاع غزة لتلبية احتياجات ما يزيد عن مليوني شخص، بالمقارنة مع 3,500 سرير قبل السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يتفاقم فيه نقص الأسرّة بسبب شحّ الإمدادات والمعدات الطبية، والتدمير المستمر والمنهجي وواسع النطاق للمستشفيات والمرافق الصحية من قبل جيش الاحتلال، وزيادة عدد الجرحى والمرضى بشكل كبير، الأمر الذي يؤدى إلى ضعف القدرة الاستيعابية والاستجابة الطبية الفعالة، مما يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة لدى الجرحى والمرضى، وحالات وفاة كان من الممكن تجنبها، لا سيما في صفوف كبار السن.

وتستمر الأمراض المعدية في الانتشار السريع بسبب نقص المياه النظيفة والاكتظاظ وانهيار البنية التحتية للصرف الصحي وتراكم النفايات وشح مواد التنظيف والتعقيم والنزوح القسري المتكرر.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن الطفح الجلدي والالتهابات الجلدية، لا سيما بين الأطفال، آخذة في الارتفاع، بالتزامن مع انخفاض معدلات التطعيم الروتيني وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك فايروس شلل الأطفال، الذي ثبت وجوده مؤخرًا في مياه الصرف الصحي في قطاع غزة.

ولفت الأورومتوسطي إلى المعاناة الشديدة التي يقاسيها مئات آلاف النازحين قسرًا في مختلف مناطق قطاع غزة، لا سيما داخل مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة التي تشهد اكتظاظًا هائلًا بحيث تتشارك ما يصل إلى خمس أو ست أسر غرفة صفية واحدة، وهي غير آمنة إلى حد كبير بسبب الهجمات العسكرية "الإسرائيلية" المتكررة ضدها، والأضرار الناتجة عنها، والتلوث المحتمل بالذخائر المتفجرة.

ومن جانب آخر، سلط الأورومتوسطي الضوء على نقص مواد الإيواء وندرة المياه الصالحة للشرب وصعوبات التخزين، حيث تُجبر الأسر على الاعتماد على المياه شديدة الملوحة للشرب، بالتزامن مع تدهور ظروف الصرف الصحي، مما أدى إلى تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع في الكثير من مواقع النزوح وانعدام مستلزمات النظافة الشخصية.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني السكان من انتشار الأمراض المختلفة الناتجة عن تراكم النفايات الصلبة الحشرات والبعوض، ونتائج حرق أكوام النفايات في محاولة للحد من انتشار الحشرات وانتقال الأمراض، إلا أن ذلك سبب انبعاث الأدخنة السامة التي تشكل مخاطر صحية إضافية.

انعدام الأمن الغذائي أيضاً على نطاق واسع يضاف إلى سلسلة الأزمات التي يسببها الاحتلال عبر عرقلته بشكل متواصل لدخول الإمدادات الإنسانية حيث تواجه النساء صعوبة في إرضاع أطفالهن حديثي الولادة بسبب سوء التغذية والإجهاد والصدمات النفسية، وسط نقص حليب الأطفال الصناعي، ومحدودية الفحوصات للكشف عن سوء التغذية والتوزيع غير المنتظم للمكملات الغذائية.

وجدد الأورومتوسطي دعوته إلى المجتمع الدولي لضمان دخول المساعدات الإنسانية الأساسية إلى قطاع غزة، والعناصر الضرورية للاستجابة للوضع الكارثي الذي يعاني منه سكان مطالباً بضرورة إدخال المواد اللازمة لأعمال الإصلاح وإعادة تأهيل البنى التحتية المدنية لتقديم الخدمات التي لا غنى عنها لحياة السكان المدنيين في قطاع غزة وانقاذهم من خطر الكوارث الصحية.

كما دعا إلى ضرورة الضغط على "إسرائيل" لإعادة تشغيل خطوط أنابيب المياه الرئيسية التي تصل إلى قطاع غزة، خاصة في شمال القطاع، وضمان سلامة الفنيين وإتاحة الفرصة لهم لإجراء أعمال الإصلاح وإعادة التأهيل لخطوط المياه ومصادرها المتعددة، إلى جانب صيانة مرافق وخدمات الصرف الصحي.