الأحد، 06 حزيران، 2021
استبعدت مصادر مطلعة، أن يعود مدير عمليات
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” في قطاع غزة، ماتياس شمالي إلى عمله
في القطاع من جديد، وتوقعت أن يتم استبداله بعد انتهاء فترة إجازته، بسبب الاحتجاجات
الكبيرة والاعتراض على وجوده في غزة، على خلفيه تصريحاته التي برر فيها هجمات الاحتلال
خلال العدوان الأخير على القطاع، فيما عقد رئيس حركة حماس اجتماعا مع نائب مفوّض المنظمة
الدولية.
وبعد مغادرة شمالي ونائبه قطاع غزة بناء
على استدعاء من المفوض العام، بسبب الاحتجاجات الكبيرة ضدهم، على خلفية مواقفهم التي
يعتبرها السكان جاءت ضمن مخطط يهدف إلى تقليص عمل "الأونروا” بشكل متعمد، توقعت المصادر
أن يصار إلى استبدال شمالي وتعيين شخصية أخرى بدلا منه، كونه بات شخصا غير مرحب فيه
في غزة، بحسب موقف أجمعت عليه كل الفصائل، وحتى العاملون في "الأونروا”، ولجان اللاجئين.
ويدور الحديث حاليا عن خطة "حفظ ماء الوجه”
لشمالي ونائبه، إذ لم يعلَن عن وقفهم عن العمل بشكل مباشر، حيث بدأ الأول في إجازة
خارجية، فيما بدا الآخر يمارس عمله من القدس، ولا ينكر مسؤولون مطلعون في الأمم المتحدة،
وجود حديث قوي عن الاستبدال القريب.
وكان عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي
لـ”الأونروا” قال إن المفوض العام فيليب لازاريني، استدعى شمالي ونائبه ديفيد ديبولد
إلى القدس للتشاور، لافتا إلى أن "المفوض أصدر أوامره بمراجعة الاستجابة الطارئة في
غزة واستخلاص الدروس المستفادة، لتمكين الوكالة من مواصلة تحسين استجابتها للأزمات”.
وأشار إلى أن شمالي سيذهب في "إجازة مستحقة”،
فيما سيعمل ديفيد عن بُعد من القدس في الفترة المقبلة، فيما ستوفر نائبة المفوض ليني
ستينسيث القيادة الشاملة لإدارة مكتب غزة الإقليمي كـ”إجراء مؤقت”.
وتابع: "سيعمل عدد من الزملاء على تعزيز
مكتب الأونروا في غزة”، موضحا أن المفوض سيستمر في المشاركة في مناقشات رفيعة المستوى
حول مساهمة الأونروا في جهود الإنعاش وإعادة الإعمار في غزة.
وقد شهدت الأيام الماضية احتجاجات كبيرة
في غزة ضد شمالي، نظمتها لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، بمشاركة قطاعات شعبية
ورسمية، حيث أكدوا أن مدير العمليات ونائبه "شخصان غير مرغوب” بهما في قطاع غزة، وأنهما
"كانا سبباً رئيسياً في معاناة مئات آلاف اللاجئين والموظفين في القطاع”.
وأعلنت اللجنة رفض عودتهم، مطالبة المفوض
العام بتعيين مدير ونائب له "يكونان على قدر المسؤولية بخدمة مليون و400 ألف لاجئ فلسطيني
في القطاع، ويتفهمان الحاجات الضرورية للاجئين والموظفين”.
كما أعلنت لجنة المتابعة بعد مغادرة المسؤولين
الدوليين عن إلغاء الفعاليات التي كان من المقرر إقامتها ضدهم، وشدّدت على تمسكها بـ”الأونروا”
واستمرارها في تقديم خدماتها لجموع اللاجئين أينما وجدوا إلى أن يتمّ تطبيق القرار
الأممي 194 القاضي بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها.
وكان شمالي قال للقناة "12” الإسرائيلية:
"أنا لست خبيرا عسكريا، ولكن من وجهة نظري، هناك دقة عالية في قصف الجيش الإسرائيلي
خلال الأيام الـ11 الماضية (العدوان الإسرائيلي ضد غزة)” مضيفا أن "إسرائيل"
"لم تقصف أهدافا مدنية إلا في بعض الاستثناءات”.
من جهته، التقى رئيس حركة حماس في قطاع
غزة يحيى السنوار في مكتبه بنائب المفوض العام لـ”الأونروا” ليني ستينسيث، وبحث معها
التداعيات السلبية التي ترتبت على تصريحات شمالي لقناة إسرائيلية، برر خلالها العدوان
على القطاع.
وحسب بيان لحركة حماس، ناقش الطرفان تصرفات
نائب مدير عمليات الوكالة في القطاع والذي أثار غضبا شديدا لدى كل السكان، ومكوناته
المجتمع السياسية والمجتمعية، وأكد السنوار اعتزاز الشعب الفلسطيني وفصائله وفي مقدمتها
حركة حماس بـ”العلاقة الإيجابية والبنّاءة مع الأونروا والدور التاريخي الذي لعبته
في تعزيز صمود شعبنا وتثبيت حقوقه”.
كما أكد حرص الحركة على استمرار التعاون
مع "الأونروا” وتسهيل مهمتها "خاصة في هذا الوقت الحساس بعد العدوان الإسرائيلي الوحشي
الأخير على قطاع غزة، مشددا على أن غزة آمنة وترحب بكل ضيوفها ومن يصل لخدمتها ومساعدة
أبناء شعبنا والتخفيف من معاناتهم”.
في السياق نفسه، أكد السنوار أن الموقف
الشعبي الفصائلي الوطني الغاضب والحاد من ماتياس شمالي ونائبه ديفيد ديبولد، "ليس له
علاقة بموقفنا التاريخي والثابت والإيجابي من الأونروا”، وقال: "إنما هو موقف محدد
بشخصيهما، ورد فعل على تجاوزهما الخطير للدور المنوط بهما والتفويض الممنوح لهما، في
خدمة اللاجئين الفلسطينيين”.
وأكد البيان أن نائبة المفوض العام، أبدت
تفهمها للغضب الشديد لدى الشعب الفلسطيني مؤخرا، وأكدت تضامنها، وقدمت تعازيها لكل
الفلسطينيين بالنيابة عن الوكالة، لما فقدوه في هذا العدوان الإسرائيلي الأخير.
وقالت: "لا يمكن الدفاع عن تصريحات السيد
ماتياس شمالي للمحطة الإسرائيلية بأي حال”.
وأكدت
أهمية استمرار التعاون مع الجميع من أجل مواصلة عمل "الأونروا” في خدمة الملايين من
اللاجئين الفلسطينيين، وخاصة في هذا الظرف الحساس، وأنها والمفوض العام للوكالة يصلون
الليل بالنهار مؤخرا للبحث في كيفية التخفيف عن اللاجئين خصوصاً وعموم أبناء الشعب
الفلسطيني عموماً، وتطوير عمل المؤسسة وتعزيز قيادتها بالأشخاص الأكفاء المؤهلين.