الثلاثاء، 8 أيلول، 2020
أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا”، مناشدة عاجلة بقيمة 94.6 مليون دولار للتخفيف من
آثار جائحة "كورونا” على 5.6 مليون لاجئ فلسطيني مسجّل في منطقة الشرق الأوسط.
وأفادت الوكالة الأممية في بيان لها، إلى
الحاجة إلى 94.6 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الطارئة للاجئين المسجّلين حتى نهاية
ديسمبر 2020، مع التركيز على الصحة والمعونة النقدية والتعليم.
وقال المفوّض العام للأونروا، فيليب لازاريني
"إن الوكالة ستواصل اتخاذ التدابير الصارمة الرامية لاحتواء جائحة كوفيد-19 حتى نهاية
العام على أقل تقدير”.
وأضاف "هذه المناشدة العاجلة الجديدة ستعمل
على استدامة خدماتنا الصحية والتربوية والطارئة. وبموازاة ذلك، فإننا سنعمل على رفع
تدخلاتنا الإغاثية من أجل الاستجابة للفقر واليأس المتزايدين في أوساط لاجئي فلسطين”.
وبحسب معطيات "الأونروا”، فقد ارتفع في
أقل من شهرين (بين يوليو وسبتمبر) عدد حالات الإصابة بالفيروس في مخيمات اللاجئين من
200 إلى نحو 4 آلاف حالة.
وتعزي الوكالة السبب في ذلك إلى تداعيات
عمليات الإغلاق المرتبطة بفيروس "كورونا” لتي أدّت إلى شل الاقتصادات في جميع أرجاء
المنطقة، مما ترك الملايين بدون مصدر ثابت للدخل، مشيرة إلى أنه لا يمكن للاجئين تحمّل
تكاليف البقاء في المنزل.
وتشير المعطيات، أنه منذ يوليو الماضي،
ارتفع عدد الحالات في الضفة الغربية ولبنان وسوريا بشكل مقلق، مع تسجيل المزيد من الحالات
مؤخرا في الأردن وظهور أول حالات انتقال العدوى المحلية في غزة في أغسطس الماضي.
وشددت الوكالة على أن التمويل المطلوب حاسم
للسيطرة على انتقال الجائحة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين للمساعدة في منع تفشٍ كبير.
وقد سمحت المناشدة السابقة للوكالة بالاستمرار
في تقديم الخدمات الصحية وخدمات الاستشفاء، علاوة على تبني تدابير ساعدت بشكل كبير
على احتواء انتشار الفيروس، مثل التوصيل المنزلي للأدوية والتطبيب عن بعد وأنظمة الفرز
الطبي.
وأكدت أن التعليم يعد جزء أساسي من عملها،
لافتة إلى أنه في خريف هذا العام، تستقبل مدارسها أكثر من نصف مليون طالب وطالبة في
711 مدرسة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة والأردن وسوريا ولبنان، وسيقوم
الطلاب "بالعودة إلى التعلم” في سائر الأقاليم الخمسة، وذلك باستخدام مجموعة من الأساليب
المبتكرة، بما في ذلك التوجه للمدرسة، أو التعلم عن بُعد أو مزيج من الاثنين معا.
وقد قرر المفوض العام فتح المدارس رغم التحديات
المالية التي تواجه الوكالة، وذلك لضمان حصول كل فتاة وفتى على تعليم جيد ومنصف. وقال
لازاريني: "إنني أدعو شركاءنا العالميين إلى مواصلة مساعدة الملايين من لاجئي فلسطين
على البقاء بأمان. في هذه الأوقات المضطربة، تساعد إمكانية التنبؤ بخدمات الوكالة،
وعلى وجه التحديد الصحة والتعليم، في الحفاظ على الإحساس بالحياة الطبيعية والاستقرار
في مجتمعات لاجئي فلسطين”.
وأكدت الوكالة أنها تعطي الأولوية لسلامة
طلاب المدارس وعائلاتهم وستتخذ جميع التدابير الممكنة لضمان بيئة تعليمية آمنة للطلاب.
يُذكر أن التعليم هو أكبر برامج "الأونروا”
ويحظى بأكبر نسبة من ميزانية الوكالة، حيث تعوّل "الأونروا” على دعم المانحين للمساعدة
في حصول أكثر من نصف مليون فتاة وصبي في منطقة الشرق الأوسط على التعليم.
جدير ذكره أن "الأونروا” تواجه طلبا متزايدا
على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها
وفقرهم المتفاقم، حيث يتم تمويل برامجها بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية
فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات، ونتيجة لذلك فإن الموازنة
البرامجية لـ "لأونروا”، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير.
وزادت أزمة "الأونروا” المالية، بعد أن
أوقفت الإدارة الأمريكية دعمها السنوي المقدر بـ 360 مليون دولار، في إطار ضغطها السياسي
على الفلسطينيين، من أجل شط حق العودة بالكامل، وحرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم،
خلافا لقرارات الأمم المتحدة.