«الأونروا» تفاجئ طوابير أطفال اللاجئين بغزة باعتماد سياستها على «البخل» بوقف توزيع القرطاسية والوجبات الغذائية
الثلاثاء، 04 أيلول، 2012
فوجئ طلاب المراحل الابتدائية والإعدادية الذين
بدأوا الأحد الماضي أول أيام السنة الدراسية الجديدة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين 'الأونروا'، بمستوى تردي الخدمات التعليمية المتمثلة في تسلم بعضهم كتب
قديمة لا تصلح للدراسة، بعد أن أوقفت الوكالة الدولية عملية توزيع الأدوات القرطاسية،
ورفعت نسب أعداد الطلبة داخل الفصل الواحد، على عكس السنوات الماضية، في دلالة على
ولوج قطاع التعليم في دائرة التقليصات التي بدأت تطبقها 'الأونروا' على خدماتها.
ومع نهاية دوام اليوم الأول من العام الدراسي الجديد
الذي بدأ الأحد عاد طلاب 'الأونروا' حاملين كتب دراسية بعضها قديم، ونقلوا لذويهم رسائل
من المعلمين بأن برنامج التغذية، وهو عبارة عن وجبات غذائية خفيفة كانت تقدم لها في
السنوات الماضية خلال الدراسة سوف يتوقف هذا العام.
لم تكن هذه فقط هي قائمة التقليصات التي أبلغ بها
أطفال اللاجئين، فإضافة إلى ذلك أبلغ مدرسو 'الأونروا' الطلبة مكرهين بأنهم لن يحصلوا
في العام الجديد على قرطاسية مجانية، وهو أمر إضافة إلى ما سبق من تقليصات من شأنه
أن يثقل الحمل على أولياء الأمور، خاصة في ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة في صفوف الغزيين
بسبب الحصار الإسرائيلي.
الأهم من هذا كله بحسب الطلبة والمدرسين فقد أكدوا
أن نسبة عدد التلاميذ في الفصل الدراسي الواحد ارتفعت بشكل ملحوظ هذا العام، خاصة بعد
أن طبقة 'الأونروا' تقليصاتها في عدد الموظفين والتي طالت عددا كبيرا من المعلمين،
وهو أمر ينذر بتراجع المستوى التعليمي للطلاب.
وقال أحد المدرسين رفض الكشف عن هويته خشية على
عمله لـ 'القدس العربي' 'الفصول ستصبح أشبه بالسوق، فكثرة عدد التلاميذ تحول دون وصول
المعلومة للجميع، وتقيد قدرة المدرس في التحكم بالطلبة خلال الدرس'.
وفي غزة علقت احدى التلميذات وتدرس في المرحلة الابتدائية
بعد ان أبلغت ذويها بالتقليصات، واستاءت من الكتب القديمة، بوصف العملية بـ 'بخل الوكالة'،
ويطلق الغزيون اسم الوكالة على مراكز 'الأونروا' التعليمية والصحية والاجتماعية.
وكانت 'الأونروا' أعلنت مع نهاية العام الدراسي
المنصرم أنها تعاني من أزمة مالية، دفعتها إلى تقليص خدمات الطوارئ التي تقدمها للاجئين،
والمتمثلة في تشغيل البطالة، وصرف مساعدات غذائية لبعض العائلات، غير أن حجم التقليص
في قطاع التعليم يظهر انتقال هذه السياسة من خدمات الطوارئ إلى الخدمات الأساسية.
وتقدم 'الأونروا' لنحو مليون لاجئ فلسطيني في قطاع
غزة خدمات تعليمية وصحية واجتماعية.
وأحدثت التقليصات السابقة التي عزتها 'الأونروا'
لنقص التمويل، حالة تذمر شديد في صفوف السكان، ونفذت عدة وقفات احتجاجية وصلت لحد إغلاق
مقرات للمنظمة الدولية في عدة مدن في القطاع.
وبسبب التقليصات هذه أعلنت اللجان الشعبية للاجئين
التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في قطاع غزة، انها ستتخذ جملة من الإجراءات الاحتجاجية
حال أصرت 'الأونروا' على هذه التقليصات، وحذرت من تبعات ذلك، ومحملة المسؤولية لـ'الأونروا'
والقائمين عليها.
وطالبت 'الأونروا' بالتراجع عن خطوتها الأخيرة التي
استهدفت قطاع التعليم، المتمثلة في وقف صرف القرطاسية للطلبة، وتقليص عدد الموظفين.
وأكدت اللجان أن استمرار وكالة الغوث في خطوتها
المذكورة يؤكد أن سياسة التقليصات مستمرة، وان المس بمصالح اللاجئين الاجتماعية والسياسية
باتت أمرا مستسهلا للقائمين عليها.
وأشارت اللجان أن التقليصات الأخيرة التي أقدمت
عليها 'الأونروا' في مجال التعليم، تسببت بـ 'حرمان الكثير من الخريجين العاطلين عن
العمل من فرص الحصول على وظائف في هذا القطاع الحيوي والهام، كما تسبب كذلك في رفع
عدد الطلبة داخل الغرف الدراسية لتعويض هذا التراجع، الأمر الذي سيؤثر على مستوى التحصيل
العلمي للطالب'.
وشددت على أن ذلك سيشجع 'الأونروا' في الإبطاء ببناء
المزيد من المدارس بما يتناسب طرديا مع النمو السكاني المتسارع سنويا.
وتساءلت اللجان ما إذا كان مخططا ممنهجا لمزيد من
الخطوات التقليصية في هذا القطاع، وما إذا ستفاجئ الوكالة الطلاب بوقف الوجبات الغذائية
التي تصرف لهم يوميا لمواجهة سوء التغذية الذي يعانيه غالبية أطفال قطاع غزة بسبب الظروف
القهرية التي يعيشونها، بحجة الأزمة المالية.
وشددت اللجان على ضرورة ان تزيد وكالة الغوث من
خدماتها لا العكس، باعتبارها المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين، وبأنها إحدى البوابات
الأساسية لإسناد قضيتهم دوليا.
وقالت ان هذا الأمر يفرض عليها 'البحث بكل الوسائل
لتوفير المستلزمات الأساسية للاجئين، وعدم التذرع كما جرت العادة بالأزمات المالية
التي يتحدث عنها القائمون على الوكالة'.
المصدر: القدس العربي