«الأونروا» تقرع ناقوس الخطر: 80% من سكان غزة يتلقون مساعدات إنسانية
والحصار فاقم الأوضاع وزاد البطالة
الثلاثاء، 02 آب، 2016
حذر تقرير جديد أصدرته وكالة غوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من خطورة الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، بعد أن
أكد أن 80% من سكان القطاع الذي يعيشون تحت وطأة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عشر
سنوات، يتلقون مساعدات خارجية تساعدهم على العيش.وذكر التقرير الجديد أنه بدخول الحصار
الإسرائيلي على قطاع غزة عامه العاشر هذه الأيام، وحدوث ثلاثة صراعات خلال السبعة أعوام
الماضية، تبقى الظروف في القطاع «غير مستقرة ويصعب على السكان تحملها».
وأشار التقرير إلى ما أورده الجهاز المركزي
للإحصاء الفلسطيني في تقريره عن الربع الأول من عام 2016، حيث أفاد أن نسبة البطالة
ازدادت في قطاع غزة إلى 41.2% وذلك بعد أن انخفضت إلى 38.4% في الربع السابق.
وبحسب تحليل «الأونروا» فإن ذلك يشير أن
النمو الاقتصادي في عام 2014 ناتج عن جهود إعادة الإعمار، حيث تضاعف النشاط في قطاع
الإنشاءات ثلاث مرات خلال العام الماضي بعد البدء في إعادة إعمار وإصلاح المساكن في
قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أنه وفقاً لمعلومات الجهاز
المركزي للإحصاء تبقى نسبة البطالة بين أوساط الشباب (15-24 سنة) عالية بشكل استثنائي
لتصل إلى نسبة 61.6% في الربع الأول من عام 2016.
وذكر أن 80% من السكان في قطاع غزة يعتمدون
بسبب ظروف المعيشة على المساعدات الإنسانية، حيث يكافح غالبية السكان من أجل تلبية
احتياجاتهم واحتياجات عائلاتهم.
وأوضح تقرير«الأونروا» أن صيد الأسماك والنشاطات
والأعمال المرتبطة بهذه المهمة دعمت آلاف العائلات في قطاع غزة، وأنه مع ذلك، فإن قدرة
السكان على الكسب من هذا القطاع قد قوّضت نتيجة لتحديد مسافة ومساحة الصيد من قبل السلطات
الإسرائيلية على طول الساحل لقطاع غزة.
وذكر أن النشاط الزراعي والسمكي في قطاع
غزة الآن هو أقل بـ33% مما كان عليه الحال قبل صراع عام 2014، لافتا إلى أن ذلك يعتبر
«مؤشرا مقلقا» حول الظروف الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة.
وأوضح أن تقريرا صدر بداية العام من مكتب
المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط التابع للأمم المتحدة (UNSCO)،
ذكر أن أعداد الأطفال العاملين (في سن 10 ـ17 سنة) تضاعفت في غزة إلى 9,700 في الأعوام
الخمسة الماضية، وأنه في كثير من الأحيان يعتبر أولئك الأطفال المعيل الوحيد لعائلاتهم.
وأكدت «الأونروا» أنها تواجه زيادة على
طلب خدماتها، وأن ذلك ناتج من نمو وتزايد أعداد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين، ومن
مدى ضعفهم ومن عمق فقرهم.
وأعادت التذكير أنه يتم تمويلها بشكل كلي
عبر تبرعات وإسهامات طوعية، وأن احتياجات النمو فاقت الدعم المالي. وقالت إنه بعد الحرب
الأخيرة على غزة صيف عام 2014، تم التعهد بمبلغ 257 مليون دولار لدعم برنامج «الأونروا»
للإيواء الطارئ، وذلك من أصل 720 مليون دولار تحتاجها للبرنامج ذاته، مما يترك عجزاً
مقداره 463 مليون دولار. وناشدت «الأونروا» المانحين بشكل عاجل الإسهام بسخاء لبرنامجها
للإيواء الطارئ من أجل تقديم الدفعات النقدية بدل الإيجار أو المساعدات النقدية للقيام
بأعمال إصلاحات وإعادة بناء المساكن المتضررة للنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة. وقالت
إنها تسعى لتوفير مبلغ 403 مليون دولار لتغطية أقل الاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين
في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتة إلى أنها تطلب أيضا 355.95 مليون دولار لبرنامج
التدخلات في قطاع غزة والذي يشمل 109.7 مليون دولار للمساعدة الغذائية الطارئة، و
142.3 مليون دولار لمساعدات الإيواء الطارئ، و 60.4 مليون دولار للمساعدات النقدية
الطارئة العمل مقابل الإيجار، و 4.4 مليون دولار للعيادات الصحية الثابتة والمتنقلة
و 3.1 مليون دولار للتعليم في أوقات الطوارئ. وخلال الحرب الأخيرة على غزة دمرت قوات
الاحتلال عشرات آلاف المنازل، وتركت دمارا كبيرا في البنى التحتية، ورغم انطلاق عملية
الإعمار إلا أنه لم ينجز إلا ثلث مشاريع الإعمار. ولا تزال هناك آلاف الأسر تقيم في
منازل مستأجرة، لعدم حصولها على دعم حتى اللحظة لإعادة بناء مساكنها. إلى ذلك فقد أعلنت
«الأونروا» أنها تنوي توزيع ما يزيد على 2.5 مليون دولار أمريكي، وذلك عن الربع الثاني
من الدفعات النقدية المؤقتة خُصص منها مبلغ (135,600 دولار أمريكي) لدفعات بدل الإيجار،
و(2,047,892 دولارا أمريكيا) لإعادة الإعمار، و(365,531 دولارا أمريكيا) لأعمال الإصلاح
للمساكن المتضررة بشكل بالغ. وقالت إن هذه الأموال ستصل إلى ما مجموعه 659 عائلة لاجئة
في مختلف أنحاء قطاع غزة. وستتمكن العائلات من الحصول على المساعدة عبر البنوك المحلية
خلال هذا الأسبوع. يشار إلى أن «الأونروا» ضمن خدماتها التي تقدمها لسكان غزة، وخاصة
فئة الأطفال في ظل الحصار، أعلنت عن انطلاق مخيماتها الصيفية تحت شعار «هيا نمرح، لمحة
أمل وسط اليأس»، ومن المقرر أن تستمر هذه المخيمات المقاومة في مدارس تابعة لهذه المنظمة
الدولية حتى 11 آب/أغسطس، حيث سيشارك ما يزيد على 165،000 طفل لاجئ مسجل في أسابيع
المرح الصيفية والتي ستُعقد على مدار ثلاث فترات.
ويشمل المشروع 120 موقعا في قطاع غزة بما
في ذلك 108 مدرسة، و9 مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة، وثلاثة مواقع تابعة لاتحاد الموظفين
المحليين.
المصدر: «القدس العربي»