الاحتلال
أغلق المسجد الأقصى ست مرات أمام المسلمين الشهر الماضي
القدس
المحتلة - خدمة قدس برس
كشفت
معطبات شهرية نشرها مركز حقوقي فلسطيني في القدس المحتلة، عن "تصعيد إسرائيلي
غير مسبوق ضد المسجد الأقصى خلال شهر نيسان (أبريل) الماضي، حيث تعددت وتنوعت
أساليب الانتهاكات في المسجد، على الصعيد الحكومي وقوات الاحتلال واعتداءات
المستوطنين.
وقال
مركز معلومات وادي حلوة في بلدة سلوان في القدس المحتلة، في تقرير تلقت "قدس
برس" نسخة عنه، اليوم الخميس (8|5): إن أسبوع ما يسمى "عيد الفصح
اليهودي" كان الأكثر عنفا تجاه المسجد الأقصى، فقبل حلوله بأيام وزعت جماعات
يهودية متطرفة دعوات لتنفيذ اقتحامات طوال أيام العيد، وتقديم القرابين في ساحات
الأقصى، الأمر الذي دفع العشرات من الشبان للرباط والاعتكاف للدفاع عنه وحمايته من
دعوات الاقتحام والتقسيم، في الوقت الذي أغلق فيه المسجد الأقصى في وجه المسلمين.
انتهاكات وأكد المركز في تقريره أن مسؤولين
وأعضاء "كنيست" وحاخامات، عقدوا عدة جلسات ومؤتمرات خلال الشهر الماضي،
لبحث طرق تأمين الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال عيد الفصح، ولبحث دور شرطة الاحتلال
في التعامل مع ما أسماها "إدارة الأمور في جبل الهيكل"، طالبوا خلالها
بالسماح لليهود المتدينين وغير المتدينين أن "يدخلوا" المسجد الأقصى
ويمارسوا فيه "حرية العبادة"، كما طالبوا.
وأوضح
أنه خلال نيسان الماضي اقتحمت قوات الاحتلال المدججة بالسلاح المسجد الأقصى
المبارك ثلاث مرات (13-16-20 نيسان) واشتركت في الاقتحامات "قوات الشرطة
والقوات الخاصة وحرس الحدود والمخابرات ووحدة المستعربين والقناصة"، حيث دارت
مواجهات عنيفة استخدمت خلالها قوات الاحتلال الرصاص والقنابل وغاز الفلفل إضافة
إلى الاعتداء المباشر بالضرب على المتواجدين في ساحات المسجد، وخلال هذه الأيام
سجلت أكثر من 70 إصابة بين متوسطة وطفيفة.
ومن بين
أنواع السلاح المستخدم (رصاص مطاطي كبريتي جديد) يحدث بقعاً وحروقاً في الجسم وقد
تعمدت القوات إصابة الشبان فيه.
كما
تعمدت قوات الاحتلال خلال هذه الاقتحامات تخريب مرافق المسجد الأقصى، بتكسير
النوافذ الزجاجية في المصلى القبلي والأخشاب بأعقاب البنادق وحرق السجاد والأعمدة
الرخامية بالقنابل والرصاص، وأكد المسؤولون في دائرة الأوقاف الإسلامية أن
المواجهات التي دارت في المسجد الأقصى خلال نيسان هي الأعنف منذ التسعينيات.
وعلى
صعيد التضييق ومنع المواطنين من الدخول إلى الأقصى، منعت إقامة الصلاة في المسجد
الأقصى لستة أيام.
وأشار
إلى أنه في أيام المنع كانت قوات الاحتلال تمنع فئة الشبان والنساء من دخول المسجد
الأقصى، في حين كان يسمح لأعداد قليلة من الرجال من هم فوق ال55 عاما من الدخول
إليه بشرط احتجاز هوياتهم.
واتخذت
الشرطة المتمركزة على أبواب الأقصى في الأسبوع الأخير من شهر نيسان إجراءات جديدة
تمثلت باحتجاز هويات كافة المرابطين الذين يتوافدون إلى الأقصى، وتحويلها إلى مخفر
"شرطة القشلة" بالقدس القديمة، وإجبار المصلين على استلامها من القشلة،
حيث يتم احتجاز لساعات طويلة، ومنهم من لا يستلم هويته بحجة عدم
"إيجادها"، وفي اليوم التالي يمنع من الدخول إلى الأقصى دون إحضار
هويته.
كما
عرقلت سلطات الاحتلال - في سبيل تأمين الاقتحامات اليهودية الأقصى- سير العملية
التعليمة في مدارس الأقصى الشرعية المتواجدة في ساحات المسجد- حيث منعوا طلبتها
البالغ عددهم 500 طالب (رياض أطفال وابتدائي وثانوي) من الدخول إلى الأقصى والوصول
إلى مقاعدهم الدراسية، كما تم اعتقال العديد من الطلبة والاعتداء على آخرين
بالضرب.
اقتحامات المستوطنين وخلال شهر نيسان الماضي
اقتحم المسجد الأقصى ما يزيد عن 1300 متطرفًا وأفراد من المخابرات، ومن المقتحمين
نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيجلن، الذي اقتحم المسجد مرتين في 7 -20
نيسان الماضي.
وأكد
المركز، تصعيد سلطات الاحتلال خلال شهر نيسان الماضي من سياسة "الابعادات عن
المسجد الأقصى والقدس القديمة"، حيث رصد إبعاد حوالي 70 فلسطينياً عن المسجد
الأقصى المبارك، لمدة تتراوح بين أسبوع حتى 6 أشهر، بينهم سيدتان وأكثر من 20 طفلا
أصغرهم الطفل مالك عسيلة 13 عاما الذي ابعد لمدة أسبوعين، وكما أبعدت العشرات عن
الأقصى لمدة 90 يوما، خاصة من شبان البلدة القديمة بعد خضوعهم لتحقيقات قاسية في
"زنازين المسكوبية” ، بالإضافة إلى إبعاد العديد من شبان الداخل الفلسطيني.
اعتقال
135 فلسطينيا ورصد مركز المعلومات اعتقال 135 فلسطينيا (من القدس والداخل
الفلسطيني) بينهم سيدتين (أم طارق الهشلمون وسميحة شاهين)، والطالبة من الجامعة
العبرية فرح بيادسة، و25 طفلا أصغرهم مجد أحمد الينو (تسع سنوات) الذي اعتقل من
ساحات المسجد الأقصى واحتجز لمدة ساعتين.
وتركزت
الاعتقالات بشكل خاص في القدس القديمة والعيسوية، بعد مداهمة المنازل، إلا أن معظم
الاعتقالات جرت عن أبواب المسجد الأقصى المبارك.
اعتداءات
المستوطنين وقال المركز إن اعتداءات عصابات "تدفيع الثمن" المتطرفة
والمستوطنين تواصلت في مدينة القدس، بشقيها الشرقي والغربي، مما أدى إلى إصابة عدد
من المواطنين المقدسيين.
ففي مطلع
الشهر الماضي اعتدى متطرفون على "دير رأفات – سيدة فلسطين"، غربي القدس،
برش شعارات عنصرية على جدرانه وتخريب إطارات ثلاث سيارات وشاحنة.
وخلال
الشهر الماضي اعتدى العشرات من المستوطنين على أهالي حي الشيخ جراح، بإلقاء
الحجارة على المنازل والسيارات.
هدم واستيطان
وفي
نيسان الماضي هدمت جرافات بلدية الاحتلال بركسا سكنيا يعود للمواطن أبو عمر
المسلماني في "حي الحردوب" ببلدة الطور تبلغ مساحته 60 مترا مربعا، قائم
منذ شهر نيسان 2013، مكون من الألمنيوم والجبص والصاج ، حيث داهمت قوات كبيرة من
الشرطة والقوات الخاصة حي الحرودب، وحاصرت بركس عائلة المسلماني بالكامل لتنفيذ
عملية الهدم، وقد منعت عائلة المسلماني من إخراج محتويات بركسها السكني، فيما
اعتدت القوات بالضرب على أفراد العائلة ولم تستثني كبار السن والنساء، واعتقلت
نجلها وأحد أصدقائه.
وفي
بداية شهر نيسان الماضي صادقت "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" على
المخطط الاستيطاني المسمى "مجمع كيدم– عير دافيد- حوض البلدة القديمة"،
الذي يقع في ساحة باب المغاربة بمدخل بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك.
كما كُشف
نهاية شهر نيسان عن مصادقة سلطات الاحتلال على تمويل مشروع إقامة جسر معلق يربط ما
بين الثوري ومنطقة وادي الربابة جنوب غرب البلدة القديمة بالقدس، ويشمل المشروع
إقامة وترميم وزراعة عشرات القبور اليهودية الوهمية في منطقة الربابة وإطلاق اسم
"مقبرة سمبوسقي"، والادعاء بأنها مقبرة يهودية قديمة، وفتح مسارات سير تصل ما
بين البلدة القديمة بالقدس والموقع المذكور، ووصله بمسارات أخرى ستقام مستقبلاً،
في منطقة حي البستان- سلوان، بالإضافة إلى إقامة متنزه سياحي ومسارات توراتية،
وكذلك إقامة جسر معلق في المنطقة المذكورة بطول أكثر من 120 مترًا.