القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الاحتلال: "كتائب القسام" جرّتنا لحرب استنزاف وجعلتنا رهينة

الاحتلال: "كتائب القسام" جرّتنا لحرب استنزاف وجعلتنا رهينة

المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها أكبر قوة فيها "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، جعلت الكيان دولة غير آمنة للصهاينة، أفراداً ومجموعات، كما وعدهم قادتهم عبر التاريخ واستقدموهم من كل بقاع الأرض ليستوطنوا في فلسطين المكان الأكثر أمناً لليهود في العالم حسب زعمهم.

فخلال حرب "العصف المأكول" الأخيرة عام 2014، استهدفت صواريخ "القسام" مدناً لم يعتقد الإسرائيليون يوماً أن أحداً يجرؤ على المساس بها مثل تل أبيب، وحوّلت حياة الصهاينة فيها إلى جحيم، وجعلتهم يعيشون حالة من الهستيريا والذعر والرعب، وأرغمتهم على ترك منازلهم والمبيت في الملاجئ المحصنة أياماً، ما أحدث صدمة وإرباكاً لكل المجتمع الصهيوني، ساسة وأفراداً، ناهيك عن أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" والذي أجهز المجاهدون القساميون على عناصر أقوى ألوية فيه من مسافة صفر، واقتحموا قواعده العسكرية الحصينة، وقتلوا جنوده وضباطه، ودمرّوا دباباته وآلياته، وسبّبوا معاناة وأمراضاً نفسية للمستوى العسكري، ما دفع الأوساط الإسرائيلية كلها للاعتقاد بأن "القسام" ألحقت هزيمة استراتيجية بـ"إسرائيل"، وهو ما ظهر في تصريحات الكثير من الإسرائيليين.

فقد قال وزيرجيش الاحتلال ورئيس أركانه الأسبق شاؤول موفاز ‏"لقد وصلنا بالواقع إلى المكان الذي تريد حماس ومنمعها أن نصل إليه، حماس حققت هدفها المتمثل ‏بجرّنا إلى حرب استنزاف..".‏

أما اللواء احتياط المتقاعد غيورا آيلاند فصرّح بأن ‏"حركة حماس هي الممثل الحقيقي والوحيد في قطاع غزة (..) صعدت إلى الحكم بسهولة، وهي ‏تمثل السكان، وقد نجحت في بناء جيش نوعي وقوي ومثير للانطباع،وذلك بسبب الدعم الجارف الذي ‏تتمتع به في الشارع الفلسطيني".‏

وكتب الصحافي آري شبيط يقول"رسمت حماس صورة مخزية عن دولة "اسرائيل" عند مليارات من الناس في أنحاء العالم".

وفي السياق نفسه، قال أفيخاي رونتساكي؛ "الحاخام الأكبر" السابق لجيش العدو "الحركة وبقية الفصائل الفلسطينية تستمد قوتها من روحها القتالية، فليس لديهم دبابات أو طائرات، ومع ‏ذلك فقد قاموا بتركيع دولة كاملة على ركبتيها، دولةكاملةهربت للملاجئ (..) إسرائيل رهينة بيد حماس..".

وقال الخبير العسكري الجنرال احتياط أفيغدور كهلاني"أحترم العقيدة القتالية لمقاتلي حماس الذين خاضوا تدريبات طوال الفترة الماضية، وأعدّوا أنفسهم جيداً لهذه ‏المواجهة، وهم يطبّقون الشعارالذي ترفعه الحركة وهوالاستعداد للتضحية والفداء من أجل تحقيقا لغاية".‏

ورأى شلوموغازيت؛ الرئيسالأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"‏ أن "هذه الدولة (حماس) نجحت في إقامة جيش كبير ومنظم جيداً،جيش له هيئة أركان عامة وسيطرة مركزية فعالة وقيادة عسكرية، ويعرف لأي حرب يتعين عليه أن يستعدو عرف كيف يستعد لهاطوال سنين، وقد ‏فعل ذلك بمجهود تنظيمي هائل، وبأفضل قدرة، وكله ذات مطبعاً ضمن القيود الموضوعية للظروف ‏الصعبة في قطاع غزة".‏

أما من الناحية الاستراتيجية فقد رأى الكثير من الإسرائيليين أن "كتائب القسام" ضربت أمنهم الاستراتيجي، وخلقت حالة عدم ثقة من استمرارية العيش مستقبلاً في الكيان، وظهر هذا في تصريحات الكثير منهم، فقال الكاتب في صحيفة "هآرتس" العبرية آري شفيت ‏"المعنى الاستراتيجي لما يحدث هو أن السيادة الإسرائيلية قد انتُهكت. فالدولة التي سماؤها مثقوبة، ومجالها ‏الجوي مخترق، ومواطنوها ينزلون إلى الملاجئ على الدوام هي دولة عندها مشكلة".‏

وصرّح وزير السياحة الصهيوني عوزي لانداو أننا‏"خسرنا معركة استراتيجية أمام قطاع غزة"‏.

وقال رئيس مستوطنية "شاعر هانيغيف"، ألون شوستر، "لقد نجح الإرهاب في مهمته بتهديد وإخافة السكان، فتهديد الأنفاق أصبح واقعاً لا يمكن المجادلة فيه، وتركت الأنفاق شعوراً بانعدام الأمن، ودورنا من الآن فصاعداً هو السعي لإعطاء هؤلاء ما يستحقونه من العيش بشكل طبيعي".

أما الكاتب مناحيم بن فقال ‏"إسرائيل ستواصل دفع ثمن هذه الهزيمة لوقت طويل (..) إن هذه الهزيمة تهدد مجرد وجود إسرائيل، ويجب ‏علينا العمل على إسقاط حكم حماس واستقدام قوات دولية للمرابطة على الحدود بالتفاهم معا لولايات ‏المتحدة وأوروبا".‏

وأقرّ رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي تامير باردو بأن "النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يشكل أكبر تهديد للأمن الوطني الإسرائيلي في المرحلة الراهنة".

هكذا هي "كتائب القسام"، كانت وما زالت، حركة مقاومة تخوض صراعاً مع الاحتلال الإسرائيلي فقط، من أجل التحرير والعودة، ولا تنحرف في صراعها بأي اتجاه آخر.