القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الاستيطان والجدار يحرم الفلسطينيين مقاصد استجمامهم بالعيد

الاستيطان والجدار يحرم الفلسطينيين مقاصد استجمامهم بالعيد


الإثنين، 28 أيلول، 2015

يستذكر المواطن محمد فراج، من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، رحلته في كل عيد مع عائلته إلى محمية "أم الريحان" الطبيعية، غرب مدينة جنين، والتي حرم من دخولها منذ بناء جدار الفصل العنصري.

ويقول فراج: "كانت أم الريحان، المكان المفضل لأهالي جنين في الأعياد؛ حيث طوابير المركبات الممتدة على طول الطريق والباحثة عن حفلة شواء اللحم في مكان طبيعي خلاب".

وتمتد محمية أم الريحان على 3000 دونم تحوي غابات كثيفة وعيون ماء، وتعد المحمية الطبيعية الأجمل في الضفة الغربية وقبلة المستجمّين الباحثين عن جمال الطبيعة.

وما يستذكره بمرارة، المواطن فراج، تكرر هذا العيد مع عديد مستجمين قرروا قضاء يوم عيد بين أحضان الطبيعية في منطقة وادي قانا في سلفيت، مصطحبين أقاربهم لقضاء يوم في الوادي ليصطدموا بتحرش المستوطنين بهم، فيتم إلغاء الرحلة أو تغيير وجهتها.

تراها العين ولا يصلها الجسد

ويروي المواطن عبد الله نصار ما جرى معه ثاني أيام عيد الأضحى حين توجه وأبناؤه لوادي قانا، وما إن استقر به المقام بجوار إحدى عيون المياه في الوادي حتى قدمت مجموعة من المستوطنين وتحرشوا به، فاضطر للمغادرة إلى متنزه الواحة في طولكرم.

ويقول نصار: "هم يعرفون أننا سنستجم بالوادي خلال العيد، فكثفوا تواجدهم حتى يعكروا صفو الرحلات ويطردوا المواطنين"، وهو ما يؤكده محمد عقل من سكان بلدة دير استيا التي تقع محمية وادي قانا على أراضيها.

ويذكر أن وادي قانا محمية طبيعية تحوي غابات وعيون ماء خلابة المنظر، وتشكل محط أطماع المستوطنين في سلفيت ممن ينتشرون فيها بشكل مستمر.

وعلى ذات المنوال كان الحال في بعض مناطق وادي القلط، تلك اللوحة الفنية الطبيعية المنحوتة بين جبال القدس وأريحا والملأى بنقاط المستوطنين وقوات الاحتلال.

يشار إلى أن وادي القلط هو انحدار طبيعي بين الهضاب المجاورة، وهو مكون من جدران صخرية عالية تمتد لمسافة 45 كيلومترًا بين أريحا والقدس، والطريق الضيقة والوعرة التي تمتد بمحاذاة الوادي كانت في القدم الطريق الرئيس لمدينة أريحا.

سيطرة محكمة

ويقول المواطن محمد زبيدات: "كل المناطق الطبيعية الجذابة في الضفة يسيطر عليها المستوطنون، ولا يحلو لهم ذلك إلا في مواسم استجمامنا سيما خلال الأعياد مثل الفشخة وعين قينيا وغيرهما الكثير".

وأضاف: "حتى البحر الميت لا نستطيع دخوله إلا من خلال متنزهات وشواطئ يمتلكها مستوطنون مثل "غاليا" وغيرها، ما يجعل عطلة العيد إما مقيدة بمناطق محدودة داخل المحافظات أو محفوفة بالمخاطر في غيرها".

وفي الوقت الذي تشكل فيه مدينة أريحا قبلة المستجمين الأولى خلال العيد إلا أنه لوحظ صبيحة رابع أيام عيد الأضحى انتشارًا غير عادي لحواجز الاحتلال على طول الطريق إلى أريحا، تزدحم الطريق بآلاف المركبات من المواطنين الباحثين عن الفرحة في آخر آيام عطلة العيد في مشهد آخر للتنغيص.

ويؤكد الباحث في قضايا الاستيطان خالد معالي إن الاستيطان في الضفة الغربية؛ يعدّ أكبر معيق أمام تطور وتقدم السياحة الداخلية؛ حيث فاقم من تدهورها جراء مصادرة ينابيع ومناطق حرجية كمناطق محمية طبيعية لا يدخل إليها إلا المستوطنون.

وأشار معالي إلى أن الاستيطان أيضًا تسبب في إضعاف السياحة الداخلية للمواقع الأثرية؛ حيث يزاحم المستوطنون الفلسطينيين في مناطق عديدة منها برك سليمان الأثرية، ومنها أيضًا خربة دير سمعان المنحوتة في الصخر غرب سلفيت؛ حيث عزلها الاستيطان من أربع جهات وترك منفذًا وحيدًا ضعيفًا للفلسطينيين من الجهة الجنوبية.

المصدر:المركز الفلسطيني للإعلام