القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 1 كانون الثاني 2025

الاعتقال السياسي بالضفة يعزل عائلات فلسطينية عن فرحة العيد

الاعتقال السياسي بالضفة يعزل عائلات فلسطينية عن فرحة العيد

الجمعة، 11 تشرين الثاني، 2011

فيما كانت العائلات الفلسطينية تحتفل بقدوم عيد الأضحى المبارك، وتتزاور فيما بينها، ويرافق الآباء أبنائهم إلى الحدائق ، جلست عائلات أخرى محزونة معزولة في بيوتها لبقاء أبنائها في سجون الأجهزة الأمنية، وعدم الإفراج عنهم سواء بكفالة مالية، أو حتى بـإفراج مؤقت ليشاركوا ذويهم فرحة العيد.

ليس هذا وحسب، بل إن أسراً لم يسمح لها برؤية أبنائها منذ لحظة اعتقالهم قبل أسابيع عدة، ولم يسمح لهم بزيارتهم في العيد، وحتى الاطمئنان على صحتهم بعد ورود معلوماتٍ مؤكدةٍ عن تردي حالتهم الصحية، ونقل بعضهم للمستشفيات من شدة التعذيب.

ومن هذه العائلات التي ذاقت الألم في أيام "فرحة العيد المفترضة": عائلات الكوني وهواش وأبو صالحة وجود الله من نابلس، فهي نماذج حية وصارخة لمعاناة لم يلتفت إليها أحد وذهبت أدراج الرياح في ظل تعتيم إعلامي مقصود وإهمال حقوقي بقضاياهم الإنسانية.

حامد الكوني

قبل نحو 40 يوماً تعرض الشقيقان حامد وشادي الكوني للاعتقال لدى جهاز المخابرات العامة في نابلس، ومن حينها لم تتمكن عائلتهما من رؤيتهما أو زيارتهما.

حامد الكوني، أسيرٌ محررٌ من سجون الاحتلال، يعاني من عدة أمراض، أشدها في ظهره وعموده الفقري بسبب اختطافه بعيد الحسم العسكري في قطاع غزة عام 2007م على يد جهاز المخابرات، حيث تعرض للتعذيب الوحشي العنيف على يد محققي الجهاز لمدة 20 يوماً، لينقل لمستشفى رفيديا الحكومي، حيث أصيب بشلل نصفي طولي، وبقي في المستشفى لمدة أسبوعين ومن ثم نقل إلى منزله لتعتقله قوات الاحتلال في نفس الليلة، ويحكم عليه بالسجن الإداري إلى أن أطلق سراحه قبل نحو عام.

وأشارت معلومات خاصة في "المركز الفلسطيني للإعلام" أن الوضع الصحي الحالي للمختطف حامد صعبٌ وخطيرٌ للغاية، ما ينذر بتعرضه لشلل في حال استمر اعتقاله، أو في حال أقدم المحققون على تعذيبه وشبحه.

ومن جهة ثانية، باءت محاولات العائلة الاطمئنان على نجلها بالفشل، ولم تفلح تدخلات الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الحقوقية، وأصر جهاز المخابرات على رفض إعطاء أية معلومة عنه، وسط مخاوف من أن يكون قد أصيب بمكروه.

هذه التخوفات لدى عائلة الكوني تعاظمت لدى توارد أنباء عن نقل ابنهم حامد إلى مستشفى رفيديا الحكومي للمرة الثالثة خلال فترة وجيزة. حيث أكدت مصادر مقربة منها لمراسلنا "أنه تم إبلاغ عائلته صباح الأربعاء الماضي بنقله إلى المستشفى تحت حراسةٍ أمنيةٍ مشددةٍ بسبب تردي وضعه الصحي، واشتداد الآلام في ظهره بحيث لا يقوى على الوقوف".

وأوضحت أنه لم يسمح لذويه برؤيته وتم تحويل القسم المتواجد فيه إلى ثكنة عسكرية يتم التدقيق في هويات الأشخاص الزائرين لمختلف المرضى، في حين لم يسمح لعائلته برؤيته، وسمحوا فقط بإدخال الطعام إليه عبر الحراس.

كما أن أحد أقربائهما وهو علاء هواش (26 عاماً) معتقل معهما منذ تلك الفترة. وتؤكد المعلومات أنه من أكثر المعتقلين تعرضاً للضرب والتعذيب، كما أنه ممنوعٌ من الزيارة مطلقاً.

سعد وسليمان أبو صالحة

عائلة أبو صالحة هي الأخرى على موعد مع فراق الأحبة في العيد، فقد اعتقل جهاز المخابرات العامة قبل عدة أسابيع الشقيقين سعد وسليمان أبو صالحة من بيتهما في شارع "التعاون العلوي"، وحتى اليوم يمنع أفراد العائلة من الزيارة والاطمئنان على صحتهما.

أحد أقاربهما أكد لمراسلنا أن المحكمة في نابلس رفضت -تحت ضغط مباشر من جهاز المخابرات- الإفراج عنهما بكفالة لحين تحديد موعدٍ جديدٍ للمحكمة، كما رفض الجهاز منحهما "إجازة" قصيرة لعدم أيام لقضاء العيد مع الأهل.

مخاوف العائلة أيضا تتعاظم في ظل منع الزيارة، مع تواتر المعلومات عن تعرضهما لشبحٍ وتعذيبٍ في أكثر من مناسبة.

والشقيقان سعد وسليمان أسيران محرران من سجون الاحتلال الصهيوني، حيث أفرج عن سليمان -وهو الابن الأصغر في العائلة- قبل فترة قصيرة بعد اعتقال دام سبع سنوات متواصلة.

محمد جود الله

عائلة جود الله لم تكن بأحسن حالا من سابقتها، فقد تعرض نجلها محمد للاعتقال قبل نحو أسبوعين على يد عناصر من جهاز الأمن الوقائي، حيث جرى تمديد اعتقاله 15 يوماً من محكمة نابلس ليقضي العيد في زنزانته وحيداً، وبعد مضي 12 يوماً على اعتقاله تقدمت العائلة بطلب الإفراج عنه بكفالة.

جدير بالذكر أن محمد جود الله، هو نجل الشهيدة سعاد صنوبر، وشقيق الشهيد القسامي أحمد جود الله.

وسبق أن تعرض شقيقيه عبد الله وأنس للاعتقال لدى قوات الاحتلال لأكثر من عامين، وبعد الإفراج عنهما اعتقلتهما أجهزة السلطة عدة مرات.

منسيون في السجون

إضافة لذلك، ما يزال عددٌ من المعتقلين السياسيين المحكومين أو غير المحكومين يقبعون في سجن الجنيد منذ عدة سنوات، مثل الشيخ عبد الحكيم القدح وعلاء حسونة، في حين أن الشابين محمد الكتوت وأمين القوقا معتقلان منذ نحو 4 سنوات متواصلة دون عرضهما على المحكمة.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام