القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 23 كانون الثاني 2025

الاقتراح الانتخابي لعباس: كيف تراه فتح وحماس؟

الاقتراح الانتخابي لعباس: كيف تراه فتح وحماس؟

الثلاثاء، 18 أيلول، 2012

يدير الرئيس الفلسطيني محمود عباس نقاشات مع مقربين منه حول توجه لديه بإعلان إجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، في الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس إذا سمحت إسرائيل بذلك، بحسب ما ذكرت مصادر موثوقة لـ«السفير».

وبالرغم من عدم وضوح رؤية عباس ونياته وأهدافه من هذا التوجه لدى المقربين منه، تعزو المصادر تفكيره هذا الى خيارين، الأول رحيله نهائياً عن المشهد السياسي والحزبي الفلسطيني وفقاً لما كان أعلنه أكثر من مرة. أما الخيار الثاني فهو إحراج حركة حماس التي تمانع إجراء انتخابات عامة قبل أن تبدأ مرحلة إنهاء الانقسام، أو على الأقل تحريك المياه الراكدة في ملف المصالحة المتعثر.

وعن الاحتمال الأول، فإن كل المعلومات تؤكد تصميم عباس على ترك العمل السياسي والحزبي في أقرب وقت ممكن، حتى أنه حدد في لقاء جمعه بقيادة اللجنة المركزية في حركة فتح قبل عدة أيام موعداً لرحيله عن المشهد السياسي والحزبي في بداية العام المقبل.

من جهته، قال المتحدث باسم فتح فايز أبو عيطة لـ«السفير» إن حركته تعتبر الانتخابات جوهر عملية المصالحة الوطنية مع حماس، مشيراً إلى أنها البديل الطبيعي إذا اختلفت الأحزاب داخل أي دولة. وأوضح أن فتح تنظر إلى الانتخابات على أنها مخلص للوضع الفلسطيني من الجمود الحالي في ملف المصالحة، مشدداً على أنها أضحت استحقاقاً وطنياً ودستورياً ضرورياً للمرحلة الحالية، ما سيشكل مدخلاً لإنهاء الانقسام.

وبيّن أبو عيطة أن عباس مصمم على إجراء الانتخابات في غزة والضفة والقدس، معتقداً أن التحاكم لصندوق الاقتراع هو عودة للخيار الديموقراطي الذي يجب أن يتمسك به الفلسطينيون.

في المقابل، قال القيادي البارز في حماس صلاح البردويل إن الانتخابات هي جزء من عملية شاملة تضم المصالحة ولا يمكن فصلها عن القضايا الأخرى، مشيراً إلى أن الأولوية الآن يجب أن تكون لإعادة صياغة وترتيب «البيت الفلسطيني» و«منظمة التحرير الفلسطينية».

وأظهر البردويل في حديث إلى «السفير» أن إجراء الانتخابات في حاجة إلى تهيئة أجواء وإلى وضع مستقر، موضحاً أن حماس وافقت على تشكيل حكومة انتقالية من مهامها التمهيد للانتخابات، ولكن فتح أعاقت هذا التوجه وسعت لتخريبه وإيقافه بممارساتها السلبية. وشدد على أن الانتخابات يجب أن تشكل طريقاً لمرحلة جديدة وليس أن تكون وصفة لتعميق الانقسام الداخلي، مطالباً القوى الفلسطينية بالتوجه الفوري لترتيب «البيت الفلسطيني الداخلي»، ووقف انزلاق الوضع الداخلي إلى مراحل أكثر صعوبة.

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن تفكير عباس «خارج عن الدائرة ويهدف إلى تحريك المياه الراكدة»، وإن حدث فإنه لن يخرج عن الإطار الإعلامي، مستبعداً أن تجرى الانتخابات فعلياً على الأرض. وأشار في حديث إلى «السفير» إلى أن الخطوة دليل على فشل رهان عباس حول التسوية، ويأسه من المصالحة وإنهاء الانقسام، متوقعاً أن يسعى إلى الخروج الآمن من المعترك السياسي جراء الإحباط الذي يعانيه.

وعن موقف حماس، يرى المدهون أن الحركة الإسلامية ستقلل من اهتمامها بسياسات السلطة في رام الله وخطواتها الأحادية وستعتبرها خطوة تزيد من الانقسام ولا تخدم القضية الفلسطينية، وبالتالي ستقاطع هذه الانتخابات ولن تعترف بنتائجها.

ونبه إلى أنه في المقابل ستعمل حماس على تعزيز ترتيب قطاع غزة عبر تفعيل المؤسسات الموجودة من حكومة ومقاومة ومجلس تشريعي ومؤسسات قضائية، متوقعاً أن تعزز أي انتخابات غير توافقية في فلسطين الانقسام والشرخ الفلسطيني وتضاعفه إلى حد أكبر من الراهن.

وفي هذ الأثناء (أ ف ب، أ ش ا)، بدأ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ورئيس حكومة غزة المقالة إسماعيل هنية أمس، زيارة مشتركة إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين خلال الأيام المقبلة لبحث ملف المصالحة، وسبل تسهيل الأمور على أهل قطاع غزة.

المصدر: ضياء الكحلوت - السفير