القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

البردويل: حماس توافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عباس لتنفّذ المصالحة

البردويل: حماس توافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عباس لتنفّذ المصالحة

رام الله ـ وليد عوض: أكد الدكتور صلاح البردويل الناطق الرسمي باسم حركة حماس لـ"القدس العربي" أمس الثلاثاء بأن حركته موافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو أية شخصية أخرى يجري التوافق عليها ما بين الفصائل، مشددا على أن ذلك الموقف ليس جديدا بالنسبة لحركته.

وأوضح البردويل لـ"القدس العربي" بأن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ورئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية أبديا في اتصالاتهم الأخيرة مع عباس موافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية تناط بها تنفيذ ملفات المصالحة مثل المصالحة المجتمعية وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، مبديا استعداد حماس لتنفيذ جميع بنود المصالحة الوطنية وفق اتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية وإعلان الدوحة لتشكيل حكومة من المستقلين برئاسة عباس.

وتابع قائلا "حماس لم تكن ترفض تشكيل الحكومة بل بالعكس أبو العبد – إسماعيل هنية – في أكثر من مناسبة دعا إلى سرعة تشكيل هذه الحكومة، ودعا السيد عباس لتشكيل هذه الحكومة، وفي أكثر من مناسبة دعونا لتنفيذ ملف المصالحة كاملا، كل ملفات المصالحة، ولكن كان هناك تلكؤ من خلال فرض شروط تعجيزية مثل تحديد موعد الإنتخابات- الرئاسية والتشريعية- أولا وقبل تشكيل الحكومة. ولذلك فالذي أعاق تشكيل الحكومة هي حركة فتح".

وتابع البردويل قائلا "وبغض النظر عن ذلك، فيبدو أن الكارثة الطبيعية -العاصفة الثلجية آليكسا التي ضربت المنطقة وزادت من معاناة أهالي غزة وشردت المئات من العائلات جراء غرق منازلها بمياه الأمطار ـ حركت النفوس قليلا"، متابعا "حدثت اتصالات بادر فيها الأخ أبو الوليد ـ مشعل ـ مع وفد حركة فتح الذي زار قطر مؤخرا، وأيضا الأخ أبو العبد والجميع تحدثوا عن ضرورة تشكيل حكومة، وحماس بالفعل دعت وما زالت تدعو لتشكيل هذه الحكومة، لكن للأسف الشديد ملف المصالحة كان وما زال مجمدا بفعل الضغط التفاوضي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية على السلطة لأن المفاوضات مع اسرائيل لا يمكن أن تنسجم مع المصالحة الفلسطينية كما ترى الولايات المتحدة".

وأضاف "نحن نريد أن تنفك منظمة التحرير وتنفك السلطة وحركة فتح عن هذا العبث التفاوضي وأن تعود للشعب الفلسطيني. فإذا كانت الكارثة الطبيعية توحدنا فنحن نعيش كذلك في كارثة سياسية، فالشعب الفلسطيني يعيش في كارثة احتلال وكارثة تهويد وكارثة بشكل عام، وليست كارثة جوية. الكارثة الجوية هي إحدى المؤشرات التي تشير الى أن هناك كارثة ولكن الكارثة الحقيقية هي الإحتلال ولا بد أن توحدنا هذه الكارثة ونبتعد عن المغامرات التفاوضية".

وأشار البردويل الى أن الاتصال الأخير من قبل مشعل مع عباس حذر فيه السلطة من التنازل عن الثوابت الوطنية، وقال "ابو وليد ـ مشعل ـ حذر عباس من مغبة الانزلاق الى التنازل عن الثوابت. صحيح أن ابو مازن أكد له بأنه لن يتنازل، لكن الذي يحضر السوق يتسوق" في إشارة الى إمكانية أن يجد عباس نفسه مضطرا لتقديم تنازل إذا ما واصل المفاوضات مع اسرائيل.

وعند إعادة السؤال عليه بشأن الحكومة التي وافقت حماس على تشكيلها تمهيدا لتنفيذ اتفاق المصالحة قال البردويل "تشكيل الحكومة مطلبنا وهذا ليس جديدا"، منوها الى أن حركة فتح تحاول أن تلمع ذلك الأمر وكأنه جديد، متابعا "موقف حماس ينادي باستمرار ويطالب بتشكيل هذه الحكومة للبدء بخطوات المصالحة".

وعن طبيعة الحكومة التي وافقت حماس على تشكيلها، قال البردويل "أنا لا أريد أن أدخل بتفاصيل، أنا أريد أن أقول نحن نوافق على تشكيل الحكومة التي تم التوافق عليها في مصر والدوحة كاملة، ونحن لن نتخلى عن حرف واحد من الاتفاقيات، الأمر ليس جديدا، وحماس قالت وما زالت تقول أنها مستعدة لتنفيذ كافة الملفات متزامنة من حكومة وانتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات مجلس وطني ومصالحة مجتمعية ووقف كل حالات القمع، نحن مستعدون لكل هذه الملفات ولا يوجد لدينا جديد ولا شروط جديدة".

وأشار الى إمكانية أن يؤدي تشكيل الحكومة لإحراز تقدم على بعض ملفات المصالحة، وقال "تشكيل الحكومة هو الذي سينفذ المصالحة المجتمعية وإصلاح الأجهزة الأمنية وإنشاء حالة من الإستقرار المجتمعي وإعادة إعمار قطاع غزة وكل ملفات المصالحة مرهونة بالحكومة والإنتخابات مرهونة بالحكومة، وتشكيل الحكومة له أولوية، ونحن الذين دعونا لذلك، فاذا كانت حركة فتح توافق على ذلك لا بأس".

وبشأن اذا ما كانت الحكومة التي توافق حماس على تشكيلها ستكون برئاسة عباس أم شخصية مستقلة اخرى قال البردويل "نحن اتفقنا على أن يكون عباس رئيسا للحكومة، لكن اذا حدث اتفاق آخر لاختيار شخصية أخرى بالتوافق مع الفصائل فلا مانع لدينا"، مشددا على أنه لا يوجد لدى حماس مشكلة شخصية حول من يتولى رئاسة الحكومة المنتظرة سواء كان عباس او تكليف الدكتور رامي الحمدالله بالاستمرار في حكومته الحالية كحكومة وحدة وطنية، وقال "نحن مع تشكيل حكومة الوحدة سواء برئاسة عباس او أية شخصية أخرى يجري التوافق عليها".

القدس العربي، لندن، 18/12/2013