البردويل: خطاب هنية صيغ بعناية فائقة ومتفق عليه..
ونطالب فتح بعدم التسرّع بالردّ
غزة
- أحمد المصري: أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. صلاح
البردويل، أن خطاب رئيس الوزراء إسماعيل هنية الأخير، والذي تناول فيه عدة قضايا،
صيغ بعناية فائقة جداً، بعيدًا عن الكلام الإنشائي المرسل عديم الفائدة، مشدداً
على أن عدم البناء عليه يعد "تضييعاً لفرصة كبيرة جدا".
وقال
البردويل في حديث خاص مع "فلسطين": "إن الخطاب متفق عليه من كل
أقطاب حركة "حماس"، عوضا عن كونه مرر عليهم، وُروجعَ وعدل عدة مرات،
ليوضع في الصيغة الإيجابية البناءة التي يجب أن يلتقطها الآخرون".
وأوضح
البردويل أن الخطاب، حمل في ثناياه "رسائل موجهة بعناية" لكل من دولة
الاحتلال، ومصر، وإيران، والسلطة في رام الله، وأطراف أخرى، مشيراً إلى أن حركة
"فتح" و"من باب الاستهتار"، في خطاب "هنية" لم
تلتقط هذه الرسائل.
وأضاف:
"بعض الناس يصاب بالعمى، نظرا للأفكار السياسية المسبقة التي لديه، وتأتي ردة
فعله عمياء فلا يقرأ ويرد بشكل ذكي"، مبينا أن حركته نصحت منذ اللحظة الأولى
فتح بقراءة الخطاب قراءة دقيقة بعيدة عن الأفكار المسبقة والضغوط الأمريكية.
وأشار
البردويل إلى أن "حماس" حذرت أيضا من التسرع في ردة الفعل على خطاب
هنية، وطالبت "فتح" بالتحديد ألا تتسرع، وأن تقرأ الخطاب قراءة جيدة،
لأن ذلك سيجعلها تلتقط أشياء هامة جدا يبنى عليها على المستوى الوطني الفلسطيني.
وأردف:
"لكن من الواضح أن فتح أو ناطقيها كانت جهزت أجوبتها على خطاب هنية مسبقاً،
وما إن انتهى الأخير، إلا وسمعنا نفس العبارات التي كنا نتوقعها، بالقول إن الخطاب
كان مخيبا للآمال، ومنقوصا، وغير كاف، ولا يلبي الطموحات، وهي من الجمل
المحفوظة".
التفاف
الفصائل
ولفت
البردويل إلى أن الذين قرؤوا الخطاب بشكل جيد وبطريقة مختلفة، "كثر"،
كالجبهتين الشعبية، والديمقراطية، وحركة الجهاد الإسلامي، وفصائل مختلفة، عوضا عن
شخصيات مستقلة، وأخرى منتمية لحركة "فتح" نفسها.
ورأى
أن عدم استجابة "فتح" لدعوات الخطاب، يؤكد ما جاء فيه، بأن الولايات
المتحدة اشترطت عليها إغلاق وتجميد ملف المصالحة، طيلة فترة المفاوضات مع
الاحتلال، ويشير من جهة ثانية إلى عدم اعتنائها بملف إنهاء الانقسام.
من
جهة أخرى، اعتبر البردويل ادعاء بعض المحللين والكتاب والقادة السياسيين محليا
وعربيا بأن خطاب "هنية" جاء من واقع أزمة تعيشها "حماس"، أنه
" مجاف للحقيقة والواقع".
وقال:
"إن النقطة الأولى في عدم صحة ادعائهم هو أن هنية كان هادئا، وواثقا، ولا
تبدو عليه ملامح الأزمة، من حيث الشكل أو المضمون التي جاء بها الخطاب"،
مضيفاً: "لا أعرف من أين التقطوا الأزمة التي يقولون عنها"، مضيفاً:
"لو افترضنا أن الخطاب جاء بحالة من الاستجداء والضعف لصح حديثهم".
وأضاف
متسائلاً: "إذا ما أردنا أن نتحدث عن أزمة، تعيشها حماس، فمن لا يعيش أزمة في
كل المنطقة؟"، متابعاً: "إن (إسرائيل) تعيش بداية في أزمة، وإيران تعيش
كذلك، ومصر، والسلطة في رام الله، وغيرها من الدول والأطراف.
ضائقة
عامة
وذكر
البردويل أن القول بأن حركته تمر بضائقة مالية، "هو قول صحيح"، وقد صرحت
مرارا في ذلك، بعيدا عن السرية، مشيرا إلى أن الحصار على قطاع غزة سبب رئيس في
ذلك، والذي يتفاقم مع إعادة إنتاجه في ظل الإغلاق المصري للأنفاق.
وشدد
البردويل على أنه كان ولابد أن يكون الخطاب في وقت تمر ذكرى صفقة "وفاء
الأحرار"، والتي تعد صفقة مؤثرة في تاريخ الشعب الفلسطيني، ومرتبطة بقضية
الإرادة القوية بغض النظر عن الإمكانيات، وأنه لابد من تجديد الفكرة، سواء كان
بمصر وغيرها من البلدان أحداث أم لا.
ولفت
إلى أن الاحتلال يحاول استثمار ما يجري في المنطقة، وأن الخطاب أوصل إليه رسالة
قوية، مفادها أن "الذي استطاع أن يحقق صفقة مشرفة قادر على أن يعيد تكرار
العملية، وأن يمنع ما يجري في القدس، وليس الأمر مرتبطا بقضية توازن القوى بقدر ما
هي قضية إرادات".
فلسطين أون لاين، 22/10/2013