القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

التحذير من تراكم المشكلات البيئية الناجمـة عـن العـدوان وســوء إدارة النفـايــات الصـلـبـة

التحذير من تراكم المشكلات البيئية الناجمـة عـن العـدوان وســوء إدارة النفـايــات الصـلـبـة


الجمعة، 29 أيار، 2015

حذر أكاديميون ومختصون في الشأن البيئي، من وقوع مزيد من المشكلات البيئية في قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع تزايد كميات النفايات الصلبة، وتأثيراتها على التربة والمياه الجوفية.

وطالبوا بالعمل على استكمال مشاريع محطات معالجة المياه العادمة المركزية وتحسين كفاءة عملها، والاعتماد على الذات في تطوير القدرات والإمكانيات وتضافر الجهود وتوحيدها، لإيجاد حلول عملية وسريعة، تخفف من تلك الآثار، وتمنع كوارث بيئية محتملة.

وأشاروا إلى المخاطر البيئية التي سببتها عمليات الاحتلال العسكرية خلال السنوات الأخيرة، من حيث تزايد الركام وانتشار الغبار ومنع تنفيذ مشاريع تقلل من الأثر البيئي الناجم عن الصرف الصحي وتحسين جودة المياه والقطاع الزراعي.

واعتبروا أن حل المشكلات البيئية في قطاع غزة عامة ومحافظة شمال غزة خاصة لا يأتي من خلال مجهود فردي، فالأمر بحاجة إلى تعاون المعنيين والمواطنين، في المجتمع المحلي.

جاء ذلك ضمن التوصيات التي خرجت عن اليوم الدراسي الذي نظمته جامعة القدس المفتوحة في محافظة شمال غزة بعنوان: «الواقع البيئي في محافظة شمال غزة ..التحديات والحلول» في قاعة «الشمال» في بلدة بيت لاهيا، أمس، بحضور المئات من الأكاديميين وممثلي المؤسسات المحلية والمختصين في الشأن البيئي وطلاب جامعات.

الجلسة الافتتاحية

وقال مدير الجلسة الافتتاحية الدكتور مدحت دردونة، في كلمته الافتتاحية: إن اليوم الدراسي يجيء في إطار إحياء اليوم العالمي للبيئة المنتظر في الخامس من الشهر القادم، فيما أشار رئيس الجامعة في محافظة شمال غزة الدكتور محمد أبو الجبين، إلى مخاطر الواقع البيئي في الوقت الراهن والتحديات التي تواجهه.

بدوره، أوضح رئيس اللجنة التحضيرية والعلمية لليوم الدراسي الدكتور قاسم زرندح فكرة اليوم الدراسي الرامية إلى دراسة ومناقشة التحديات البيئية في إطار جهود الجامعة لخدمة المجتمع المحلي.

الجلسة الأولى

وشملت الجلسة العلمية الأولى التي أدارها المحاضر بجامعة القدس المفتوحة د. سامي حمد، محورين: الأول يتعلق بالنفايات الصلبة والثاني يختص بالمياه والصرف الصحي.

وقدم المحاضران الجامعيان منار السويطي ومحمد المصري، ورقة عمل حول الواقع البيئي للنفايات الصلبة في قطاع غزة، أشارا فيها إلى سوء عمليات إدارة النفايات الصلبة وآثارها على البيئة بشكل عام، والمتمثلة في نقص الحاويات وتراكم النفايات وتردي حالة الآليات المستخدمة بنقلها، وانخفاض مستوى الوعي البيئي لدى العامة، وعدم ملاءمة المكبات.

وقدم المحاضر في الجامعة د. سعيد جرس، ورقة عمل حول تقنيات التعامل مع المباني المدمرة نتيجة العدوان الإسرائيلي قال فيها: إن أعمال القصف والتدمير أنتجت كميات هائلة من الركام، ما ترك أثراً سلبياً على البيئة، وأدى إلى تلوثها، مستعرضاً وسائل التخلص الآمن من الركام عبر ردم أجزاء من البحر وإعادة استخدام ركام الخرسانة في الخلطات الأسفلتية بمواصفات بيئية عالية ومهنية.

كما قدم الباحث سفيان مطر ورقة عمل حول النفايات الصلبة وتأثيرها على البيئة، أوضح فيها، أن المخلفات الصلبة باتت قضية عالمية تؤرق الباحثين في مجال البيئة والاقتصاد؛ نظراً للمخاطر الناجمة عن عدم إدارتها بالشكل الصحيح، مشيراً إلى أن النفايات في شمال غزة تشكل أحد الأسباب الرئيسة الملوثة للبيئة نتيجة لتدني وسائل التعامل معها وإدارتها.

وفيما يتعلق بمحور المياه والصرف الصحي قدم المحاضر الجامعي تامر الصليبي ورقة عمل حول تقييم أداء محطات التحلية الخاصة في محافظتي غزة وشمال غزة قال فيها: إنه أعد دراسة شملت نحو 13 محطة تحلية، هدفت إلى تقييم أداء هذه المحطات من خلال تقييم جودة مياه الآبار المغذية للمحطات وجودة المياه المحلاة من حيث الخصائص الفيزيائية والكيميائية، مشيراً إلى أن الفحص بين وجود انخفاض في تركيز هذه العناصر التي تعتبر ضرورة لصحة الإنسان، ما يعطي مؤشراً على أن عمل محطات التحلية الراهن يشكل خطراً على المدى البعيد.

كما قدم الباحث عبد الفتاح عبد ربه ورقة عمل حول واقع أحواض الصرف الصحي في محافظة شمال غزة المقامة منذ نحو 40 عاماً، أشار فيها إلى المخاطر التي تسببها المياه الجوفية نتيجة الزيادة الهائلة في تجمع المياه العادمة، لافتاً إلى الإجراءات التي تم اتباعها مؤخراً، لتقليل تراكم هذه المياه ومشاريع معالجتها ونقلها إلى أماكن شرق بلدة جباليا.

وعرض الباحث أحمد اليعقوبي ورقة عمل، حول تقييم مصادر المياه في محافظة شمال غزة، أكد فيها وجود تدهور واضح في نوعية المياه الجوفية؛ نتيجة زيادة نسبة الضخ منها، الأمر الذي أدى إلى انخفاض منسوبها والزيادة الهائلة في نسبة النترات والملوثات فيها.

الجلسة الثانية

وركزت الجلسة العلمية الثانية، التي أدارها المحاضر في جامعة القدس جميل النجار، على واقع الزراعة وعلاقتها في الشأن البيئي في محافظة شمال غزة، حيث قدم الدكتور جلال روميه ورقة عمل حول تداعيات التلوث على الوضع الصحي والاجتماعي في محافظة شمال غزة، وعلاقته بإعادة الإعمار، أوضح فيها أن واقع التلوث يتركز في ثلاث محاور، هي: برك تجمع مياه الصرف الصحي وأثرها على البيئة بشكل عام، ركام المنازل المدمرة وأثرها على حياة المواطنين، وطبيعة الجهود المبذولة في عملية التصدي لهذه الآثار وحالة الوعي العام من مخاطر التلوث.

وقدم الباحث الدكتور عبد العزيز ريحان، ورقة عمل حول تأثير العدوان على الزراعة في محافظة شمال غزة، قال فيها: إن العمليات العسكرية المتتالية على المحافظة الشمالية تركت آثاراً سلبية على واقع الزراعة بشقيها النباتي والحيواني، وخلفت أزمة في تطور الزراعة بشكل عام والتي تعتبر أحد أهم مجالات الإنتاج فيها.

كما قدم الباحثان الدكتور حازم عيسى والدكتور محمد أبو جاسر ورقة عمل حول المخاطر البيئية الناجمة عن استخدامات التكنولوجيا، وما تلحقه من أثر سلبي على صحة الإنسان.

المصدر: الأيام