الأربعاء، 22 تموز، 2020
أقام التحالف الوطني
لدعم القضية الفلسطينية بالسنغال والائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، الملتقى الأول
الافتراضي في صباح السبت 18 يوليو /تموز 2020 عبر تطبيق "زوم" حول ظروف النكبة
التي تمر بها فلسطين والأقصى ، وتجديدا للموقف الثابت تجاه قضية الأمة و رفضاً لقرار
ضم الضفة الغربية، تحت شعار:
"القدس وفلسطين قضيتنا - ندعمها ولن نخونها"
وذلك بحضور كوكبة
من مختلف المشائخ والدعاة والأساتذة والمثقفين
ودكاترة الجامعات والإعلاميين، من 24 دولة.
افتتحت فعاليات الملتقى
بقراءة آيات من مطلع سورة الإسراء ، تلاها القارئ محمد الأمين.
ثم ألقى الدكتور
محمد سعيد باه أمين عام المنتدى الإسلامي كلمة افتتاحية ممثلة للتحالف رحّب بها جميع
المشاركين في الملتقى الافتراضي عبر منّصة "زوم"، كما استحسن موقف السنغال
في الدفاع عن القدس والقضية بشكل عام حكومة وشعبا.
وألقى الدكتور محمد أكرم العدلوني، الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس و فلسطين
الورقة الأولى بعنوان : فلسطين بين النكبة والنكسة والصفقة إضافة إلى مشروع ضم الضفة
الغربية.
وقال في كلمته
" الهم القطري لبلاد العالم وخاصة بلاد المسلمين تجاه القضية الفلسطينية بسبب
النكبات التي يعانيها الشعب المظلوم المغلوب ، وأنّ الحديث عن قضية فلسطين ينبغي لنا
أن نفرق بين الموقف الرسمي الحكومي والموقف الشعبي ، فإذا تراجع الأول بسبب مصالح سياسية
فإن الثاني مازال على خطه محافظا مبدئه بدعم القضية شعبا وحكومة ، ولن يتخلى عن الشعب
الفلسطيني".
كما بيّن القضايا
الجزئية والكليّة في التّعامل مع قضيّة فلسطين ، حيث أضاف أنه "يجب علينا أن لا
ننشغل كثيرا لإهمال بعض الأمور المتعلقة في القضية حتى وإن كان جزئيا ، فالقضية أوسع
من الأقصى وغزة ورام الله والولايات الأخرى فيها.
فعلى الهيئات الإعلامية
وأصحاب الكلمات أن لا يسكتوا عن انتصارات الفلسطينيين في القضية بدل إظهار انتكاستهم
أمام العدو اللّدود ".
وواصل الدكتور كلمته
في شرح خطط الصهاينة ومتى التنسيق الأمني والسياسي بينهم وبين الدول العظمى.
وفي ختام ورقته ،
عالج الدكتور محمد أكرم عدلوني الأدوار التي يجب أن يلعب بها المهتمون بالقضية وهي
كالتالي:
1-الدور المعرفي والثقافي
والإعلامي في مواجهة الصراع مع الصهاينة.
2-الدور السياسي من
خلال الضغط الشديد على أصحاب القرار والإرادة لدى الأنظمة العربية والغربية.
3-الدور الشعبي وهو
سلاح الدبلوماسية الشعبية من خلال التحشيد في القوى والحركات الدفاعية للتنديد والاحتجاج
على سياسة الأنظمة العالمية لمصلحة الصهاينة ، وهذا الملتقى جزء منه وهو مبادرة مشجعة
تماما.
4-الدور المادّي وهو
جمع تبرعات مالية من الائتلافات والتجمعات الإسلامية لدعم عملية التحرر و لتخفيض تكلفة
المقاومة وإغاثة الشعب الفلسطيني ، ومساعدة فقراءهم ومساكنهم.
5-الدّور الأخير هو
الايمان بتحقيق الوعد الإلاهي الثابت بالنصر القريب ، لا وعد ترمب ولا نتنياهو ولا
بلفور.
ومن جانبه ، قرأ
المفتش شيخ تيجان فال الورقة الثانية نيابة عن الأمير عبد الله لام أمير جماعة عباد
الرحمان بعنوان : "موقف السنغال الثابت والداعم للقضية الفلسطينية " .
وأكّد في كلمته قائلا
: " لقد اتخذ الشعب السنغالي موقفا ثابتا من القضية الفلسطينية بعد الاستقلال
إدراكا منه بشرعيتها ومصداقيتها ووعيا منه بمركزيتها وأهميتها الدينية والسياسية وإندراجها
في رفع الظلم والحيف عن الشعوب المستضعفة التي رزخت وترزخ تحت الاحتلال، وسعيا منه
لتصفية الاستعمار بكافة أشكاله و وسائله؛ حفظا للسلم والأمن الدوليين".
كما وضح الحقبات
التاريخية التي مرت الحكومة السنغالية لدعم القضية الفلسطينية وإظهار موقفه الثابت
وهي مايلي:
- تمكين القيادات السياسية الفلسطينية من الحركة والتواصل
مع العالم الخارجي عبر منح جوازات سفر سنغالية وتسهيل السبل المتاحة للعمل النضالي
الفلسطيني من أجل التحرر والاستقلال منذ السبعينات
من القرن المنصرم.
- استقبال السفارة الفلسطينية فوق الأراضي السنغالية
في وقت مبكر من الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، والشروع في العمل الدبلوماسي الرسمي منذ 1975.
- قطع دكار العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني
عند حرب حزيران 1967 ولم تعد التطبيع معه إلا مع 1995 بعد اتفاق أوسلو.
كما أوضح المفتش
فال ،موقف البيوتات الدينية قديما وحديثا بالنقاط التالية :
ـ الارتباط الوجداني
والعاطفي بالأماكن المقدسة زيارة ومتابعة.
ـ الدعم المادي والمعنوي.
ـ دعوة الخليفة العام
للطريقة المريدية شيخ سيدي مختار امباكي لقراءة القرآن في المساجد يوم الجمعة؛ والتوسل
به بأن يرفع الله المحنة عن أهل فلسطين.
ـ إحياء اليوم الإفريقي
لنصرة القدس بمدينة كاولاخ بمباركة وطنية ودعم رسمي.
أما موقف الجمعيات
والشخصيات الإسلامية فقد ذكر مايلي :
بث الوعي في نفوس
الجماهير وربطها بأمهات القضايا الإسلامية.
- ففي عام 2000 : دعت جماعة عباد الرحمن ليوم تضامني
مع الشعب الفلسطيني حضره كل من السفير الفلسطيني والسلطات الحكومية، وجمع مبلغ مالي
وتبرعات أخرى، وقد حضره آلاف السنغاليين.
- قيام بعض الأفراد بتنظيم يوم تضامني لمناصرة القضية
الفلسطينية بمقاطعة امبور مثلا القريبة من
العاصمة..
- مطالبة التحالف الوطني لدعم القضية الفلسطينية الدولة
بقطع العلاقات مع "إسرائيل".
كما شهد الملتقى
كلمات مطلعة حول هذا الموضوع المختار من قبل المشاركين في الندوة، منهم الإمام الداعية
أحمد دام انجاي رئيس رابطة الأئمة و الدعاة في السنغال الذي أدان بشكل خاص في مطلع كلامه عن الأضحية التي قدّمتها السفارة
الإسرائيلية لدى دكار لبعض السنغاليين، مشيرا
بها أن جمعية الأئمة و العلماء بالسنغال منظمة علمائية عريقة فيها علماء أفاضل لكنها
– للأسف – مخترقة ببعض المرتزقة الذين يجرون وراء مصلحتهم الشخصية.
كما ركز إلى ضرورة
التكاتف لدعم القضية ، وأن السنغال حكومة وشعبا تقف وراء الفلسطينيين ، وأن أي محاولة
من جانب الكيان الصهيوني للتسييس ولتفريق الشعب من خلال الأضحيات لاتنجح أبدا ، بل
يزيد لنا شعبية كبيرة لنصرة القدس.
وكما تخللها كلمات
الملتقى ، بداية من كلمة الأستاذ عبد الحميد
بن سالم الأمين العام للائتلاف المغاربي لنصرة القدس وفلسطين ، والأستاذ أحمد الوديعة
رئيس ائتلاف غرب أفريقيا اللذان استحسنا المبادرة القيمة التي قام بها الاتحاد الوطني
لنصرة القدس، والأستاذ حمود كبور رئيس قسم فلسطين في حركة البناء الوطني الجزائري والذي
أكد على ضرورة مزيد من الضغط وتنويع مزيد من التحرك الميداني ومنددا بدعاة التطبيع.
وتحدث الأستاذ مصطفى
سنيان رئيس النقابة الوطنية لمعلمي اللغة العربية في السنغال عن الجهود التي يبذلها
الشعب السنغالي في القضية وخاصة المستعربين من الأساتذة والطلبة.
ومن جانبه ، عبّر
الدكتور نواف التكروري رئيس هيئة علماء فلسطين
بالخارج شكره العميق للقائمين بتنفيذ هذا الملتقى ، كما ندّد بالتغلغل الصهيوني في
إفريقيا ، ومدى سياستها الخبيثة لترويج أكاذيب في القضية.
ثم تكلّم الأستاذ
سام بوصو مطوّلا نيابة عن المنسق العام لدائرة روض الرياحين للطريقة الموريدية الشيخ
أحمد البدوي امباكي معتبرا أن القضية الفلسطينية
هي إنسانيّة وإسلاميّة و أهم قضية في تاريخ الحديث نظرا لكون القدس أولى القبلتين وثالث
الحرمين ومسرى النبي صلعم ، فدعمها دعم للعدالة والحقوق والسلام.
وأضاف قائلا : إذا
كان المحتل يسعى دائما بشكل ممهل لتكريس هذا الاحتلال فعلى داعمي القضية أن يسعو أيضا
لزعزعة هذا الاحتلال بشكل مدروس وممنهج ، والعالم يشهد بأن المحتل وضع خططا محكمة لتلميع
القضية ولتهوين القدس ، وتتمثل هذه الخطة في تغيير معالم هذه الأرض المقدسة وفي تهوين
المرافق والخدمات وفي طمس الهُويّة الثقافيّة وفي مصادرة الأراضي وغير ذلك من الإجراءات
والمخططات التي ٱخرها مايسمى "بصفقة القرن".
وواصل كلمته مشيرا
إلى أن أهمية العلماء والدعاة والمشايخ لنصرة القدس تكمن في وضع استراتيجية فعالة لإفشال
هذه الخطط وفي تعبئة الرأي العام وتوعية الشعوب.
واختتم الشيخ صام
بوصو كلمته مقترحا فكرة إطلاق حملة لجمع التبرعات في هذه السنة التي لا توجد أنشطات
مشاعر الحج بسبب الظروف الصحية.
هذا وتوالت الكلمات
المطلعة في الملتقى ، وكلها مركزة على أهمية
وضع استراتيجيات للدفاع عن القدس ، قيادة وشعبا.
يذكر أنه طرح عدة
تساؤلات في ختام الملتقى ، منها مسألة أخذ الهديةمن الكيان الصهيوني وخاصة في هذا الظرف بالذات وهي حديث الساعة في الشبكة العنكبوتية
إثر تقديم السفارة الصهاينة في دكار الأضاحي لبعض السنغاليين، وأجاب بها المفتش شيخ
تيجان فال معتبرا بها أنه بغض النظر عن الرؤية الشريعة فيها ، فإنّ أخذها ممّا يهيّن
موقف المسلم تجاه العدو الذي يقتل إخوانه ليلا ونهارا ، ولاسيما إساءة السمعة الطيبة
لدولة السنغال الداعمة و المؤيدة للقضية الفلسطينية ، كما اعتبر زميله محمد الأمين
جوب أن موقف الدكتور انجوغو صمب بتحريمها ليس إلا أنّه أبدى رأيه عبر مقالة لكنها لا
نعتبرها فتوى دينية و لم تصل إلى درجة التحريم.