القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

التركية "رقية".. من ديار بكر إلى غزة لدراسة الماجستير

التركية "رقية".. من ديار بكر إلى غزة لدراسة الماجستير


الجمعة، 06 كانون الثاني، 2017

"أنا أحب غزة كثيرًا، وأتمنى لو أعيش حياتي كلها فيها"، بهذه العبارة التي قالتها بلغة عربية فصحى متكسرة، اختصرت الطالبة التركية رقية حسين ديمير (26 عاماً) حكاية اختيارها غزة دون دول العالم المتقدمة، لإكمال دراستها العليا.

الطالبة رقية كسرت قاعدة "تعليم الخارج أفضل" في أعين عشرات الطالبات الفلسطينيات من زميلاتها في الدراسة اللاتي يتمنين إكمال دراستهن في الخارج وخاصة في تركيا لما يسمعنه عن أساليب متقدمة في الدراسة.

حلم الطفولة

تنتمي الطالبة التركية "رقية" لأسرة متدينة كما تقول لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"؛ حيث تعيش أسرتها في ولاية "ديار بكر"، وتؤكّد أنّ حلمها من الطفولة أن تزور فلسطين وخاصة غزة على وجه الخصوص لما كانت تشاهده عبر الأخبار والتلفاز من حروب عليها.

تمكنت "رقية" من دخول غزة بعد نجاحها بالحصول على إذن استثنائي من السفارة التركية في مصر، حيث تعد المرة الأولى التي يتقدم فيها طالب تركيّ للدراسة بغزة.

فرح شديد غمر "رقية" بعد حصولها على الإذن وتمكنها من دخول غزة، وازداد الفرح أكثر بعد تمكنها من إجراءات التسجيل بنجاح في الجامعة الإسلامية لاستكمال درجة الماجستير في الصحة النفسية المجتمعية.

وتشيد الطالبة التركية، بما لاقته من حفاوة استقبال وترحيب من إدارة الجامعة الإسلامية، لما قدمته له من تسهيلات لاستكمال إجراءات التسجيل والقبول.

خشية الأهل

"رقية" كانت قد تمكنت من بداية دراستها الجامعية في الجامعة الإسلامية العالمية بدولة ماليزيا، ولكنها اختارت أن تكمل الماجستير في غزة بعد تمسكها بالفكرة من خلال بعض الأصدقاء، لتؤكد أنّ هذا الأمر لم يكن بالشيء السهل على أهلها.

وتضيف والابتسامة لم تغادر مُحياها: "كان أهلي مترددين ويخافون عليّ من آتي إلى غزة، ويعتقدون أن غزة فقط حروب، ولكن بعد إلحاحي عليهم والدعاء إلى الله تمكنت من إقناعهم بذلك، وكانت فرحتي شديدة جداً بموافقتهم".

ومن المواقف التي تصفها رقية بالطريفة، أنّ والدتها دائمة الاتصال بها للاطمئنان عليها، وتضيف: "كنت أقول لأمي، إذا كان مكتوبًا لي أن أموت بغزة أو في اسطنبول، فإن الموت حتميٌّ علينا جميعًا، ونحن مسلمون، وإذا أنا متُّ في غزة في هذا شرف لي أن أموت في سبيل الله".

اللغة العربية

تتكلم "رقية" لغتها التركية بالإضافة إلى إجادتها الغة الإنجليزية بطلاقة، ولغات أخرى لم تحددها تتجاوز الخمس لغات، إلا أنها تجد قليلاً من الصعوبة في التحدث باللغة العربية العامية الدارجة في غزة، ولكنها تحاول تصويب كل شيء بالتحدث باللغة العربية الفصحى.

وتقول: "في أول محاضرة لي بالجامعة الإسلامية كان المحاضر يجيد الانجليزية، لذلك ومن أجلي فقد كان يشرح الدرس بالعربي والإنجليزي، وهذا ساعدني في تحسين لغتي العربية، وكذلك فهم الدروس بشكل جيد".

الحياة في غزة

لا تكاد الفتاة "رقية" تذكر فرقًا بين العيش في غزة والعيش في ديار بكر -كما تقول-، لتزيد أنّ "طبيعة العيش في غزة أفضل منها في تركيا وبلادٍ أخرى؛ فهنا الناس تعرف بعض أكثر، وتحب بعض أكثر".

وتعبر الطالبة التركية، عن استيائها من أن العالم يعتقد أن غزة فقط فيها حروب ودمار، لتقول بكل عفوية: "غزة أرض حب وسلام، والناس فيها يحبون الأجانب، ويحبون أن يعيشوا بينهم".

وتتمتع "رقية" منذ مجيئها إلى غزة بعلاقات طيبة ووطيدة مع العديد من عوائل صديقاتها وزميلاتها في الدراسة، "هم يحبون أن نأكل ونشرب معهم، وقد شعرت أن الطعام في غزة شهي جداً، وأشياء كثيرة متوفرة غزة موجودة في تركيا".

وتتمنى التركية الفلسطينية -كما تحب أن تطلق على نفسها- أن تعيش في غزة، لتقول: "لو أن الحياة هنا تشبه اسطنبول فإني وجدتها أسهل وأرخص"، ولا تشعر "رقية" بأي قلق أو خوف نتيجة عيشها في غزة لتختم قولها "غزة جميلة، وبلد أمين".

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام