التصعيد ضد غزة: رسالة للمقاومة
والداخل الإسرائيلي
الإثنين، 29 نيسان، 2013
فتحت الغارات الإسرائيلية الأخيرة
التي استهدفت خان يونس ورفح في قطاع غزة فجر أمس، النقاش حول احتمال العودة إلى وضع
ما قبل عدوان غزة في تشرين الثاني العام 2012، أو شن إسرائيل لعدوان جديد. ولكن محللين
وخبراء استبعدوا فرضية الحرب، بالرغم من الصواريخ التي تسقط بشكل متقطع على الأراضي
المحتلة الموازية للقطاع رداً على الخروق الإسرائيلية المستمرة لاتفاقية التهدئة.
وشنّت طائرات الاحتلال غارات
عدة فجراً على قطاع غزة، استهدفت موقعين للتدريب لـ«سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة
الجهاد الإسلامي في غرب خان يونس، وموقعاً آخر تابعاً لـ«كتائب المقاومة الوطنية» الجناح
العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في غرب مدينة رفح، من دون أن تسفر عن أي
إصابات.
الجانب الإسرائيلي، أكد على
لسان المتحدث باسم الجيش أن سلاح الجو نفذ هذه الغارات في قطاع غزة «رداً على إطلاق
صاروخ» أمس الأول على جنوبي الأراضي المحتلة، مشيراً إلى أنها استهدفت مستودعات للأسلحة،
ومنشأة للتدريب تابعة لحركة حماس.
أما السبب وراء الغارات، فهو
بحسب محللين، رسالة إسرائيلية لفصائل المقاومة الفلسطينية بعدم التصعيد لأنها ستكون
جاهزة للرد على أي محاولات لخرق التهدئة، بالرغم من أن جيش الاحتلال ينتهكها مراراً
وتكراراً. والرسالة موجهة أيضاً إلى الداخل الإسرائيلي، بأن الحكومة قادرة على الرد
على أي تهديد.
وتشن إسرائيل بين الفينة والأخرى
غارات على القطاع، خصوصاً على المناطق المحاذية للحدود، حيث تستهدف بشكل أساسي مزارعين
يعملون في أرضهم. وقد أسفرت تلك الانتهاكات منذ اتفاق التهدئة بعد أسبوع من عدوان دامٍ
في تشرين الثاني العام 2012، عن اسستشهاد وجرح العشرات.
وقلل الكاتب والمحلل السياسي
أكرم عطا لله من إمكانية شن إسرائيل عدواناً جديداً أو البدء بتصعيد عسكري ضد قطاع
غزة، لافتاً إلى أن ما حصل يأتي في سياق مناورات تتزامن مع الزيارات المتكررة للمسؤولين
الأميركيين للمنطقة. وأوضح في حديث إلى «السفير» أن إسرائيل تركز في المرحلة الحالية
على الملفين السوري والإيراني، والتي يمكن من خلالهما أن تحرج الولايات المتحدة، وبالتالي
فإنها تريد التهدئة على جبهة غزة، والتصعيد الأخير «هو بمثابة رسالة شديدة اللهجة للفصائل
الفلسطينية بأن عليها الالتزام بالتهدئة».
من جهته، اعتبر الخبير في الشؤون
الإسرائيلية وليد المدلل أن التصعيد الإسرائيلي على غزة له علاقة بالتيار اليميني المتطرف
الذي شكل الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهو انعكاس لشكل الحكومة الجديدة من جهة، ورسائل
للداخل الإسرائيلي بأن الحكومة جاهزة للرد على أي محاولات فلسطينية لخرق التهدئة من
قطاع غزة من جهة أخرى.
وقال المدلل في حديثه إلى «السفير»
إن التهديدات الإسرائيلية غير جدية وفق المعطيات الموجودة على الأرض، مستبعداً أن يكون
أهل غزة على موعد مع حرب جديدة. وأشار إلى أنه إذا ما قررت إسرائيل أن تشنّ حرباً جديدة،
فإنها لن تشاور أحداً كما حدث في الحروب السابقة، وكانت كلها «مفاجأة».
وأضاف خبير الشؤون الإسرائيلية
إن «هذه المسألة طبيعية لكن معطيات الواقع تقول إنه لن نشهد حرباً، ولكن قد يحدث تسخين
هنا أو هناك على الجبهات المختلفة في قطاع غزة، ولكن لا اعتقد أننا بصدد الحديث عن
حرب مفتوحة، خصوصاً أن التغيّرات الإقليمية في المنطقة لا تسمح بذلك».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو هدّد بردّ شديد على استمرار سقوط الصواريخ على المناطق المحاذية لقطاع
غزة، وأكد أن حكومته ستتخذ الإجراءات كافة لحماية أمن الإسرائيليين في الشمال والجنوب،
بحسب قوله.
المصدر: السفير