القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الجعبري يستقبل القادمين لحضور انطلاقة حماس!

الجعبري يستقبل القادمين لحضور انطلاقة حماس!


غزة- ياسمين ساق الله

"ما ستشاهده الآن ليس من نسيج الخيال أو صورا التقطت من أفلام الرعب إنما هي حقائق وقعت في ثمانية أيام من القصف والدمار وارتكاب الجرائم والمجاز بحق الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة لتكشف بشاعة ودموية الاحتلال".

بعبق تلك الكلمات المعلقة على جدار صالة الوصول في معبر رفح تتجسد أولى لوحات المعرض الفلسطيني الأول الذي يقام داخل صالة الاستقبال بمعبر رفح , ورغم قلة تلك الكلمات إلا أنها تحمل معاني جمة من المعاناة والآلام التي حلت بالشعب الفلسطيني طيلة فترة العدوان (الإسرائيلي) خلال الأيام الماضية.

وفي ركن آخر يستوقفك مشهد عظيم تمثله لوحة كبيرة عريضة مزركشة بألوان العزة والكرامة والتحدي لتجسد صورة الجعبري وهو يرتدي القبعة ونضارته السوداء ليكون الشموخ لسان حاله في هذه اللوحة الرائعة التي لها النصيب الأكبر في زوايا هذا المعرض.

وبتلك اللوحات المفعمة بكلمات الأسى الممزوجة بالتحدي والصمود يجري استقبال الوفود التضامنية بمختلف الجنسيات العربية والأجنبية التي تأتي إلى غزة وذلك عبر المنفذ الوحيد معبر رفح البري, أما الجانب الآخر من المعبر وقبل الدخول إلى الصالة الفلسطينية تقف للحظات لترى مشهد العزة والصمود المتمثل بوجود ما تبقى من السيارة التي استهدف نائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري داخلها حيث وضعت بالخارج كي يشاهد العالم جرائم (إسرائيل) بالإضافة إلى لوحة جدارية تعلوها مكتوب عليها "منذ بداية العدوان".

وفي المقابل تزينت شوارع القطاع بالرايات الخضراء لاسيما أن أياما قليلة تفصلنا عن موعد مهرجان انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والتي أعلنت عن حضور عدد من قياداتها بالخارج وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وعزت الرشق وآخرون.

واستهدفت الطائرات (الإسرائيلية) طيلة فترة عدوانها الأخير على قطاع غزة والذي استمر لثمانية أيام الأهداف المدنية وغيرها من الأراضي والمباني والمؤسسات بأكثر من 3000 قذيفة بمختلف أنواعها برا وبحرا وجوا.

ملامح الصمود

"الرسالة" وبصحبة تلك الأجواء الحماسية جابت أرجاء هذا المعرض, حيث عند لحظة الدخول إلى صالة المعبر تتجسد أمامك ملامح الصمود والتحدي المزركشة بخيوط المعاناة والمأساة والآهات , فكل زاوية من زوايا المعرض تتحدث عن نفسها فالصمت أبلغ بكثير من الكلام عندما تقف وتشاهد كل ما تحتويه هذه الجدر المغلفة بالسواد .

وفي ركن مضيء من المعرض توجد لوحات جدارية تجسد كل واحدة منها قصة معاناة وحكاية ألم عايشها الشعب الفلسطيني طيلة الأيام الثمانية التي شن بها الاحتلال هجومه البحري والجوي على القطاع , فتجد صورا لنساء يبكون وأطفال يصرخون وشيوخ مصابون والدماء تسيل من وجوههم ليكون لسان حال تلك اللوحات الوجع والجراح , حيث يجد الزائر أيضا قصة عائلة الدلو بأطفالها ونسائها الذين استشهدوا قد احتلوا جزءا من هذه الجدارية بالإضافة إلى علم فلسطين الذي به تكتمل الحكاية .

وفي ركن آخر من معرض الأيام الثمانية الذي أقامته وزارة الداخلية بالحكومة الفلسطينية داخل معبر رفح منذ أيام قليلة تجد زاوية لمقتنيات العدوان تم وضعها على الأرض تشمل قرطاسية الأطفال المدمرة بالإضافة إلى حقائب مدرسية مميزة وبعض الأحذية والملابس الممزقة إلى جانبها صواريخ الطيران (الإسرائيلي) التي كانت تقصف بها بيوت الفلسطينيين , كما أن هذا الركن لم يخلو من لعب الأطفال الأبرياء المدمرة كليا نتيجة للاستهداف المباشر لهم في بيتوهم , لنجد الحرمان و البراءة المسلوبة عنوان هذه الزاوية من المعرض.

كما شمل المعرض لوحات للدمار والخراب الذي لحق بالبيوت المدنية والتي كان لها النصيب الأكبر في هذا العدوان (الإسرائيلي) الغاشم على قطاع غزة , بالإضافة إلى مشاهد الدخان والنيران التي كانت تملأ هذه الصور المنتشرة في كافة جدار المعرض.

ولم يخلو المعرض من زاوية عرض الصواريخ (الإسرائيلية) التي استهدفت الحجر والبشر طيلة أيام العدوان على غزة , حيث كانت بحلقة دائرة تتوسط خريطة رملية لقطاع غزة يتوسطها كلمة غزة , بالإضافة إلى عدد من صواريخ طائرة الزنانة التي كانت تقصف بصواريخها التحذيرية البيوت قبل دقائق من الاستهداف المباشر.

المحطة الأولى..

واستشهد ما يقارب 176 مواطنا ثلثهم من النساء والأطفال, حيث بلغ عدد الأطفال الشهداء 45 طفلا كما أصيب 1399 مواطن من بينهم 719 أطفال ونساء.

وفي السياق ذاته, تحدثت الرسالة مع اياد البزم مدير الاعلام في وزارة الداخلية لتسليط الضوء أكثر على بعض جوانب هذا المعرض , ليقول: "فكرة المعرض جاءت أثناء العدوان (الإسرائيلي) على غزة وخلال ما شاهدنه من جرائم تم وضع الفكرة, وفور الانتهاء من التصعيد باشرنا العمل بها بشكل مباشر ".

ويشير البزم إلى أنه تم الاتفاق على مكان المعرض داخل معبر رفح ليكون المحطة الأولى لأي زائر لقطاع غزة لأخذ الصورة عما جري في غزة , قائلا:" فالحديث عن المعاناة بغزة ستظل ناقصة طالما لم تشاهد بالصور , بالتالي المعرض يستهدف الوفود الزائرة حيث تم وضع اللوحات في صالة الضيافة كي يتم الضيوف من زيارة ورؤية المعرض ومشاهدة جرائم الاحتلال بغزة".

ويوضح في سياق حديثه أنه تم تجسيد بعض المشاهد في لوحات المعرض كاستهداف الأطفال والنساء كي يشاهد العالم همجية الاحتلال بحق الفلسطينيين بغزة , منوها أن المعرض سيتمر حتي بداية العام القادم.

كما كشف عن نية وزارة الداخلية اقامة معرض دائم داخل معبر رفح على مساحة أرض تبلغ عشر دونمات من أجل تجسيد الإرهاب (الإسرائيلي) الذي تعرض له قطاع غزة خلال السنوات الماضية.