"الجهاد" و"الشعبية" تحذران من انهيار التهدئة
بعد استشهاد ثلاثة عناصر من سرايا القدس
ذكرت السفير، بيروت، 12/3/2014، عن محمد فروانة من غزة، أن ثلاثة من عناصر "سرايا
القدس"، هم عبدالشافي معمر (33 عاماً)، وشاهر أبو شنب (24 عاماً)، وإسماعيل
أبو جودة (22 عاماً)، جميعهم من سكان مدينة رفح، استشهدوا أمس، بعدما استهدفتهم
طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ مباشر، على طريق معبر "صوفا"، في شرق
مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
وجاء هذا الاستهداف، بعدما أطلق المقاومون عدداً من
قذائف الهاون، باتجاه قوة عسكرية إسرائيلية توغلت قرب معبر كرم أبو سالم، ورد جيش
الاحتلال باستهدافهم على الفور.
ووصف المتحدث الرسمي باسم "سرايا القدس" في
فلسطين أبو أحمد، الوضع القائم في قطاع غزة، بـ"المتوتر والحساس"،
مؤكداً أن "التهدئة في أمتارها الأخيرة، إذا استمر التصعيد الإسرائيلي".
وقال أبو أحمد في حديث إلى "السفير"،
"نحن لسنا حريصين على التنصل من التهدئة، تقديراً لوضع شعبنا الفلسطيني
الداخلي، من حصار وانقسام، لكن إذا فرض العدو علينا ذلك فإننا جاهزون لخوض
المعركة، بالرغم من أنه يستغل وضع شعبنا، ويمكن أن نقلب الطاولة على رأس الجميع،
لكن قبلها، علينا أن نصبر ونضبط أنفسنا إلى أقصى درجة".
وأوضح المتحدث أنّ "السرايا تراقب الوضع عن كثب،
وترصد كل الحماقات الإسرائيلية، التي يمكن أن نرد عليها في أي لحظة، وأن نقلب
الأمور رأساً على عقب تجاه العدو الإسرائيلي".
وعن تفاصيل استهداف عناصر "سرايا القدس"، أوضح
أبو أحمد أن "مجاهدينا تصدوا للتوغل وأطلقوا ثلاث قذائف هاون على تجمع لقوات
الاحتلال، بعدها رد الاحتلال باستهدافهم، وعلى أثرها استشهدوا".
وشدّد على أن قذائف المجاهدين أصابت جنود الاحتلال، إذ
شوهدت طائرة مروحية تهبط في المكان، وأن الحادثة موثقة لدى السرايا، مؤكداً أنه
"من حق المقاومة الرد على كل الحماقات الإسرائيلية، وفق اتفاق التهدئة الأخير
في العام 2012".
وأضافت الحياة، لندن، 12/3/2014، عن فتحي صبّاح من
غزة، أن الناطق باسم "سرايا القدس" "أبو أحمد" قال إنه في حال
استمر العدوان الاسرائيلي "فستكون التهدئة في أيامها الاخيرة". واعتبر
أن "التهدئة دخلت مرحلة الشيخوخة وهرمت، وربما تنهار في ظل هذا
العدوان".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي خرقت اتفاق
التهدئة منذ التوصل إليها في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 برعاية مصرية في أعقاب
الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع ودامت ثمانية أيام 1600 مرة، محملاً الاحتلال
الإسرائيلي المسؤولية في حال انهيارها.
وشدد "أبو أحمد" في تصريح صحافي على أن
"المقاومة لن تبقى ملتزمة التهدئة، وستكون ملزمة الدفاع عن نفسها"،
مطالباً فصائل المقاومة بـ "التفكير في كيفية الرد على جريمة اغتيال ثلاثة من
قادة سرايا القدس". بدورها، دعت "الشعبية" الى الرد على التصعيد
الاسرائيلي "بمواجهة سياسية وعسكرية شاملة تستند إلى إستراتيجية وطنية، ويأتي
في مقدمة ذلك الآن وقف التنسيق الأمني والانسحاب من المفاوضات وعدم تمديد فترتها
الزمنية، ومقاومة الضغوط والتهديدات المتوقعة من قبل الإدارة الأميركية والعدو
الصهيوني، والتوجه إلى الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها في حماية الشعب الفلسطيني،
والعمل على إنهاء الاحتلال، وتنفيذ قراراتها ذات الصلة بحقوقه بخاصة في العودة
وتقرير المصير والدولة المستقلة على أرضه بعاصمتها القدس".