الحرم الإبراهيمي بالخليل.. أذان لا يرفع وآذان
لا تسمع

الجمعة، 29
أيار، 2015
يسجل التاريخ على أمة الإسلام أن مسجدها لا يرفع
فيه الأذان، والمانع هو قوات الاحتلال الصهيوني، وآذان العرب والمسلمين لا تسمع صرخة
مسجد وألم أهله، هذه هي قصة الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، ذاك المسجد الذي يسرق
فيه الأذان لصالح المستوطنين.
ويكرر الاحتلال همجيته بحق المساجد في فلسطين،
حيث يحرق ويهدم ويحول بعضها إلى خمارات وأخرى إلى أماكن تراث وغيرها بمنع أهلها من
دخولها.
ممارسات وانتهاكات عديدة بحق المقدسات
التي يتغنى العالم بأن قوانينه تحميها إلا في فلسطين فـ"الطرش والخرس" سيدا
الموقف حيث لا آذان تستجيب لصرخة مظلوم.
الاستيلاء على الحرم
يقول منذر أبو الفيلات مدير الحرم الإبراهيمي
الشريف لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "قوات الاحتلال تتعمد منع رفع
الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة خلال الشهر الواحد وخاصة في أعياد المستوطنين،
حيث يمنع المؤذن من دخول غرفة الأذان، لأنها واقعة في الجزء الذي يستولي عليه الاحتلال
بعد تقسيم الحرم عام 1994".
ويوضح أبو الفيلات بأن منع الأذان هو أمر خطير
للغاية أصبح يتكرر بشكل أسبوعي عدة مرات بحجج واهية؛ فإذا كان المستوطنون يحتفلون؛
يُمنع رفع الأذان، وإن كانت هناك جنازة لأحدهم يمنع رفع الأذان، وهذا الأمر هو مقدمة
وتمهيد للاستيلاء الكلي على الحرم.
ويشير مدير الحرم إلى أن انتهاكات أخرى تسجل بحق
المسجد منها التضييق على المصلين فيه ونصب الحواجز العسكرية في محيطه لعرقلة الوصول
إليه؛ لافتا إلى أن هذه الخطوات من شأنها أن تقلل من التواجد في الحرم الإبراهيمي،
ولكن الحل الأساسي هو شد الرحال إليه، والتواجد فيه بصورة دائمة رغم المعيقات، وأداء
صلاة الجمعة فيه والأعياد والمناسبات المختلفة.
اعتداءات ممنهجة
ويعمل الاحتلال على توسيع دائرة الاعتداء على
المواطنين وجوار الحرم وتكثيف أعمال الترهيب للحد من دخول المواطنين إليه أو الصلاة
فيه، فالجنود والمستوطنون يصنعون دولة بوليسية هناك وإرهابا يهدف إلى عزل الحرم عن
محيطه.
يقول الناشط هشام شرباتي لـ "المركز الفلسطيني
للإعلام"، إن الاحتلال يصعد من الاعتداءات على المواطنين ويقوم بجملة من الممارسات
تشكل حالة رعب تهدف إلى طرد الأهالي ومنع المواطنين من الوصول إلى البلدة القديمة والحد
من حركة الفلسطينيين هناك، الأمر الذي يخدم المستوطنين ومخططاتهم في البلدة القديمة
والحرم الإبراهيمي الشريف.
ويشير شرباتي إلى ضرورة أن يكون هناك إسناد حقيقي
للأهالي في الخليل القديمة لتحصين والدفاع عن الحقوق والمقدسات؛ كما أن ما يجري من
تهويد متسارع يطال المنطقة والحرم وغيرها يعد من أخطر الخطوات التي تقوم بها قوات الاحتلال.
وفي كل يوم تغلق أبواب الحرم مع انتهاء صلاة العشاء،
ويخرج المصلون منه وقلوبهم تبكي على حاله التي أصبحت رهينة محتل غاشم، ومستوطنين استجلبوا
من دول العالم المختلفة، أما العالم العربي والإسلامي فما زال صمته يطعن الفلسطينيين
في ظهورهم.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام