الحكومة في غزة: قوتنا نواة صلبة
لبناء أمني يمتد لكل الأرض الفلسطينية ولن تتخلى عن مسئوليتها في حماية ظهر
المقاومة
غزة - رائد أبو جراد: قال
رئيس الوزراء الفلسطيني د. إسماعيل هنية إن "قوة وزارة الداخلية وأجهزتها هي
النواة الصلبة لبناء أمني يمتد إلى كل الأرض الفلسطينية".
وأكد هنية خلال كلمته في الفعاليات العسكرية
التي نظمتها وزارة الداخلية ظهر الاثنين في منطقة الكورنيش على ساحل بحر غزة أن
قوة الحكومة سيستفاد منها لإعادة بناء المؤسسة الأمنية على مستوى الضفة الغربية
وقطاع غزة.
عناصر الصمود
وأشار رئيس الوزراء إلى أن ثلاثة عناصر أسهمت في
دعم صمود شعبنا طيلة السنوات السبعة الماضية من الحرب والحصار. وأضاف "العناصر الثلاث التي أسهمت في صمودنا هي الإدارة الحكيمة
من الحكومة والصمود الأسطوري من الشعب والإبداع الخلاق من هذه المقاومة الباسلة".
ونفى هنية وجود أي خلاف أو أي صراع في الساحة
الفلسطينية، قائلاً "هذه القوة موجهة لعدو واحد إنه المحتل المغتصب لأرضنا
الفلسطينية لأنه لا يوجد لنا أعداء في ساحتنا الفلسطينية".
وتابع "ليس لنا معركة مع أحد من أبناء
شعبنا نختلف ربما نتصارع أحيانا نتباين ونطرح المشروع الذي يحمي ثوابت القضية
ويتعاكس مع مشروع التنازل أو التفريط ولكن ذلك لا يعني العداء والعداوة والصراع
داخل ساحتنا".
وبيَّن هنية أن شعبنا يشهد اليوم ميلاداً جديداً
للقوى الأمنية وميلاد جديد لهذه الإرادة وهذه العزائم وميلاد جديد لهذا الإصرار. وتعهد رئيس الوزراء بأن تمضي الحكومة في طريق الحرية والعودة
والاستقلال وطريق القدس والأقصى لنحرره من براثن المحتلين. ولفت هنية إلى أن الحكومة وشعبنا واجهت سبع سنوات متتاليات من الحصار
والحروب والعدوان والمؤامرات والمكائد. واستطرد يقول: "لكننا نقف اليوم على هذا الطريق الممتد الذي يحكي
قصة التحدي والإعمار والانتصار من بيت حانون لرفح ليمتد لساحل فلسطين من رفح حتى
رأس الناقورة".
ميلاد جديد
وأوضح أن العرض المهيب للأجهزة الأمنية يأتي
بتنظيم الداخلية وبرسم الحكومة وبحضانة الشعب، مضيفاً "جاء العرض في يوم ذكرى
ميلاد رسول الله.. المولد أعظم حدث عرفته البشرية جمعاء لأنه كان ميلاد القيادة
والمنهج والدولة والأمة الشاهدة الحاضرة العابدة التي أخرجها الله للناس جميعاً".
ونوه إلى أن الحكومة تقف في العروض العسكرية
لأجهزتها الأمنية لتعترف أن شعبنا الفلسطيني كان بعد الله السند والمدد الصمود
والثبات في حرب الفرقان وحجارة السجيل وصفقة وفاء الأحرار.
وأردف هنية يقول: "نستعرض اليوم الكتيبة
تلو الكتيبة والجهاز وراء الجهاز القوة تتلوها القوة لنقول لشعبنا إن كلمة السر في
هذه القوة وهذا الصمود "هي المقاومة".
وشدد رئيس الوزراء على أن كلمة سر الحكومة
والأجهزة الأمنية هي التمسك بالثوابت، مستدركاً "إن كلمة السر هي الالتزام
بأدبيات المقاومة وبثوابت القضية وثوابت شعبنا الفلسطيني".
سند للمحرومين
ومضى يقول "هذه القوة هي لشعبنا الفلسطيني
سند للمحرومين سند لذوي الشهداء هذه القوة سند للأبطال للأسرى خلف قضبان
الاحتلال.. هذه القوة ذخر للقدس والأقصى وأنها ذخر للاجئين".
واعتبر أن القوة الأمنية للحكومة هي السيف سيف
الحق الذي يحصد رأس الباطل ورأس الباطل هو المحتل الغاصب الذي شرد شعبنا وقتل
قياداتنا واغتال رموزنا.
وزاد هنية في حديثه "هذه القوة بنيت على
تراكم السنين وبنيت بعرق المقاتلين ودم القادة العظماء من وزارة الداخلية والحكومة
ومن الفصائل ومن أبناء شعبنا .. هذه القوة هذه الشجرة الراسخة إنما سقيت بدم آل
السموني وأبو عيشة وغيرهم من أبناء شعبنا".
وأشاد بتضحيات العائلات التي استهدفها الاحتلال
بشكل كامل في حرب الفرقان والتي وقعت ضحية الارهاب الصهيوني. واستدرك يقول: "هذه القوة اليوم هي انتصار لهذه الدماء الطاهرة
والعائلات المضحية انتصار لرمز هذا اليوم ورمز الحكومة الشهيد سعيد صيام وإخوانه
من شهداء الحكومة".
وتعهد وزير الداخلية والأمن الوطني أ. فتحي حماد
بأن الأجهزة الأمنية في الوزارة لن تتخلى عن مسئوليتها في حماية ظهر المقاومة
وتحصين الجبهة الداخلية.
وقال الوزير حماد خلال كلمته في الاستعراض
العسكري والعرس الوطني "الفرقان صمود وانتصار" الذي نظمته الداخلية ظهر
الاثنين في منطقة الكورنيش "سيظل حماية ظهر المقاومة هدفاً وطنياً سامياً
يميز الداخلية وأجهزتها الأمنية".
جهوزية واستعداد
وأكد أن الداخلية ستبقى الذراع الحامي للأمة
العربية والإسلامية ولن نقيل ولن نستقيل، مضيفاً "الاستعراض العسكري نقدمه
خدمة لأبناء شعبنا.. نستعرض اليوم لله ساجدين لله راكعين ولله عابدين ولله خادمين
شعبنا".
وطالب حماد منتسبي الأجهزة الأمنية وأبناء
الداخلية بالجهوزية والاستعداد الدائم لمواصلة خدمة أبناء شعبنا وحماية ظهر
المقاومة. وأشار إلى أن الداخلية تستعرض اليوم رجالها في عام 2014 ولن يبقى
للاحتلال حتى يرحل عن أرضنا في معركة فاصلة إلا ثمان سنوات.
في سياق آخر، شدد حماد على أن الانجازات الأمنية
باتت في ظل تقديم الوزارة أكثر من ألف شهيد خلال وعقب الفرقان تدلل على أن البناء
القوي المتماسك لهذه الأجهزة.
وأردف يقول "سعت الداخلية من خلال أجهزتها
الأمنية والشرطية إلى بناء الانسان الفلسطيني المقاوم العزيز صاحب الكرامة". ونوَّه
إلى أن الداخلية حققت الوصول لعقول الناس جميعاً في قطاع غزة من خلال ترسيخ كل
القدرات اللازمة لتحصين المجتمع والعمل الميداني من خلال ملاحقة العملاء
والمتخابرين مع الاحتلال عبر الحملات المتنوعة.
ومضى يقول: "لقد أثبتت الداخلية مدى
تلاحمها الشعبي مع المقاومة في كل الصعد حيث كانت الجبهة الداخلية في أعلى مستويات
الضبط الأمني والميداني".
منحنى صاعد
إلى ذلك، أوضح حماد أن مرحلة إساءة الوجه انتهت
بعدما ظهر قادة العدو في حربي الفرقان والسجيل خزايا والآن نحن على أعتاب المرحلة
الثانية الزحف المقاوم حتى ندخل المسجد الأقصى محررين ثم تأتي معركة حطين لنقضي
على العدو بإذن الله وليتبروا ما علوا تتبيراً".
ولفت إلى أن الاحتلال هدف خلال حرب الفرقان
للقضاء على الحكومة والمقاومة الوطنية والمجموعات التي أسرت الجندي جلعاد شاليط
فانتصرت الحكومة وسقط الكيان.
واستطرد حماد يقول: "كلما هدم الاحتلال من
مدارس مقرات أمنية ومساجد ومستشفيات ومقرات أمنية تم بناءها أما شاليط فكانت صفقة
الأحرار ثم انتصرنا ورفعنا الراية ونحن في منحنى صاعد من الانتصارات نسينا كل
الارتكاسات من قبلنا".
ولفت إلى أن الداخلية في ذكرى حرب الفرقان
وإفشال هذه الحرب تُسجل الانتصار، مستدركاً "مضت خمس سنوات على الفرقان قدمت
غزة وقيادتها المقاومة وجميع أبناء شعبنا نموذجاً مميزاً من الثبات على المبادئ
والحفاظ على الثوابت وسقطت على أسوارها مؤامرات الاستئصال وانتصرت على أرضها آيات الفرقان".
وقال حماد: "بعد خمس سنوات على حرب الفرقان
ظن الاحتلال خلالها أنه بضربه للمنظومة الأمنية سيكسر قوة وإرادة شعبنا في غزة
وسيقتل النموذج الأمني الوطني الجديد في مهده قبل أن يكبر ويكون قادراً على مواجهة
استخباراته".
موقع وزارة الداخلية الفلسطينية، 13/1/2014