الدُقّة الغزاويّة

الإثنين، 30 آذار، 2015
يتوارث الفلسطينيون أكلة "الدُقّة"
منذ القدم، ويحملونها من جيل إلى آخر، لأنّها تمثل للبعض تاريخ فلسطين، وتعتبر من التراث
الشعبي الفلسطيني القديم. وأوّل من صنع "الدقة" هم أهل غزة، اشتهروا بها
ونقلوها إلى باقي المناطق والقرى.
غالباً ما يتم إعداد الدُقة في المنزل، أو محال
العطارة، وتتكون من الحبوب والبهارات، والقمح والسماق والفلفل والملح والسمسم، لذيذة
الطعم وشهية الرائحة والمنظر. كان كثير من البلدات الفلسطينية قبل نكبة 1948 يصنعونها
بطرق ونكهات مختلفة، لكنها لم تستمر على هذا النحو، وبقيت غزة وحدها محافظة على هذا
التراث وطريقة الصنع أو "الخلطة".
كانت "الدُقّة" تستخدم لأجل التداوي
من بعض الأمراض باعتبارها وصفة طبية لأنّ جميع مكوناتها تقريباً هي من الأعشاب. وتسهم
بشكل فعّال في تخفيف السمنة وتطهير المعدة، وهي من أساسيات المنزل الفلسطيني، إذ لا
يخلو بيت في غزّة من مكوّناتها.
في وقت لاحق، أصبحت "الدُقّة" هدية
مميزة يقدّمها الفلسطينيون لأبنائهم المغتربين، فهم يعتبرونها الهدية الوحيدة التي
تذكرهم ببلدهم وبتراثه الأصيل. ويشير البعض إلى أنّها من أكثر المأكولات التي يتم شراؤها
في غزّة (الدُقّة)، لإرسالها إلى أقاربهم في الشتات.
يتم تحضير "الدُقّة" بتحميص القمح على
النار حتى يصبح لونه كالبن المحمص، ثم يحمّص الكمون والكزبرة والسماق والجرادة (بذر
الشبت) كل على حدة على نار خفيفة، كي لا يتغير لونها. بعد ذلك، يُطحن القمح بخلاط البهارات
حتى يصبح ناعماً جداً، كما تطحن بقية المكونات كل نوع على حدة حتى يصبح ناعماً أيضاً،
وتخلط مع القمح المطحون وحامض الليمون والملح والفلفل ثم يُضاف إليها السمسم.
عند تناولها، يضاف إليها زيت الزيتون، وهناك من
يفضلها سلطة، إذ تضاف إليها البندورة والبصل والفلفل الأخضر. تذكّر الدقة الفلسطينيين
بتراثهم، لأن آباءهم وأجدادهم هم من ابتكروها في القرى المحتلة "عكا ويافا والمجدل"،
متمنين أن تبقى من المعالم التي تدل على أصالتهم.
المصدر:
العربي الجديد