القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 25 حزيران 2025

"الرسالة نت" ترصد مواقف قِوَى مصر تجاه فلسطين

"الرسالة نت" ترصد مواقف قِوَى مصر تجاه فلسطين
 

الخميس، 03 كانونالثاني، 2013

أكدت قوى سياسية وحزبية مصرية، أن القضية الفلسطينية لم تغب لحظة عن اهتمامات الشعب المصري، على الرغم من الأزمات والخلافات السياسية الداخلية.

وشددت قيادات سياسية مصرية لـ "الرسالة نت" على أن القضية الفلسطينية محل إجماع وطني وسياسي، وأن مصر الثورة تتعامل مع فلسطين (شعبا وقضية) وفق أبعاد جديدة "لم تكن موجودة فى عهد النظام السابق، الذى تهاون فى حق القضية من أجل البقاء فى الحكم".

"أمين اسكندر" القيادي بحزب الكرامة، قال: "إن فلسطين لم تغب عن المشهد السياسي المصري فى أحلك فتراته وأزماته".

وأشار إلى أن هناك محطات مهمة تكشف عن رمزية القضية الفلسطينية فى نفوس الشعب المصري، برزت فى رفع الأعلام الفلسطينية جنباً إلى جنب مع العلم المصري فى سماء القاهرة والميادين الأخرى فى المحافظات المصرية بعد ثورة 25 يناير.

وعدد "اسكندر" المليونيات التي نظمتها القوى السياسية والائتلافات الثورية والشبابية فى ميدان التحرير، والجامع الأزهر للتضامن مع الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة، والتنديد بالمحاولات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس، إلى جانب فعاليات، ما يكشف عن أن الهموم والمشكلات السياسية الداخلية لم تغب القضية.

وشدد "اسكندر" على أن القضية الفلسطينية تعيش فى وجدان كل مصري، وأن جميع المصريين يعتقدون أن تحرير فلسطين يمثل تحريرا للأمة من قيودها، ويطلق طاقاتها الحبيسة.

وأضاف: "الصراع العربي-الصهيوني هو صراع وجود وليس حدود، ولن تحسمه مسيرة التفاوض العبثي، بل بالقوة بمعناها الشامل حضارياً واقتصادياً وعسكرياً؛ لتقرير مصير الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وتابع القيادي بحزب الكرامة: "لا يحق لأي جيل أن يتنازل عن الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني، فقد طالب الأجيال الشابة فى فلسطين بأن تسعى لرسم مستقبلها مستفيدة من رياح التغير التي هبت نسائمها على البلاد العربية، وأن تؤدى دوراً مماثلاً لدور شباب مصر وتونس ومحاولات شباب اليمن فى تغير فقه الصراع الفلسطيني– الفلسطيني، والإسراع بإنهاء الانقسام، الذى بات خطوة حيوية".

شأن مصري

وبلهجة قطعية، أكد سكرتير عام حزب الوفد، فؤاد بدراوي، أن القضية الفلسطينية "قضية وشأن مصري خالص على مدى تاريخها"، وأوضح أن ثورة 25 يناير لم تنتصر فقط للشعب المصري الذى همشه النظام السابق، لكنها كانت أكبر داعم للقضية والشعب الفلسطيني.

وذكر "بدراوى" أن الشأن الفلسطيني كان حاضراً فى جميع المواقف الداخلية واللقاءات التي شارك فيها ممثلون عن حزب الوفد فى الخارج.

وطالب النظام الجديد فى مصر ببذل المساعي لإنهاء الحصار المفروض على الشعب فى قطاع غزة، وإعادة إعمارها، وتقريب وجهات النظر بين القوى والفصائل الفلسطينية، فى مواجهة "إسرائيل"، التي باتت تشكل خطرا كبيرا على الشعب والأراضي الفلسطينية، بفعل عمليات التهويد المتسارعة.

وثمن بدراوي نضال الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة وتقرير مصيره وإقامة دولته الوطنية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، مؤكداً على ضرورة عودة اللاجئين وتعويضهم.

تواصل مستمر

ونبه رئيس حزب التحالف المصري الاشتراكي، عبد الغفار شكر، إلى أن التواصل مع الأشقاء الفلسطينيين موصول دائماً، كون القضية الفلسطينية بكل همومها وتقاطعاتها وتاريخها الطويل منذ وعد بلفور وحتى الآن، محور اهتمام مصر، لـ"أسباب متعددة، يتصدرها بالطبع أنها قضية أمن قومي لمصر، فضلا عن الروابط الديموغرافية والإنسانية".

ووصف "شكر" حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة بـ"الانتهاك الصارخ للقانون الدولي- الإنساني"، مؤكداً أن معظم أعضاء الحزب وهيئته القيادية العليا كانوا منخرطين فى جماعات أنصار الثورة الفلسطينية الداعمة لفلسطين وحقوقها الثابتة.

وأوضح "شكر" أن رؤية الفصيل الذى يمثله تدفع باتجاه إنشاء دولة فلسطينية موحدة على جميع الأراضي الفلسطينية "وليس فقط على حدود عام 67، وضرورة تزامن النضال الدبلوماسي مع استمرار المقاومة الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني إلى أن يحرر أراضيه ويزول الاحتلال الإسرائيلى".

وطالب "شكر" السلطة الفلسطينية بأن تحسن استغلال عضويتها بالأمم المتحدة وتزيد من فاعليتها وتأثيرها داخل هيئات المؤسسات والمنظمات الدولية، وأن تستثمر هذه الخطوة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، لاسيما تنفيذ قرار الأمم المتحدة بحق العودة رقم 142، وإقامة دولته المستقلة.

وفيما ندد "شكر" بالسياسات الأمريكية المنحازة للعدو الصهيوني، فقد أشاد بدور المقاومة فى التصدي للعدوان الإسرائيلى (حرب الأيام الثمانية) على قطاع غزة، الأمر الذى كشف للعرب وللعالم أن القوة هي السبيل الوحيد لردع الغطرسة الإسرائيلية، وتحطيم نظريتها الأمنية وهو ما نجحت تكتيكات المقاومة فى تحقيقه.

مشروعية المقاومة

ويقول المتحدث الرسمي لحزب الوسط، طارق الملط، عضو الهيئة العليا للحزب: "إن القضية الفلسطينية هي قضية محورية فى برنامج حزب الوسط، وهى تنبع من إيماننا بحق الشعب الفلسطيني فى تقرير مصيره، كما ندعم حقه فى مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة، بما فيها القوة المسلحة، تطبيقا لما نصت عليه المواثيق والمقررات والأعراف الدولية كحق ثابت لأى شعب فى مواجهة الاحتلال".

وأضاف الملط: "لا يمكن أن تغيب القضية الفلسطينية أبدا مهما تراكمت المشكلات والأزمات فى مصر، فالشعب المصري وقيادته المنتخبة انتفض لدعم الأشقاء فى غزة ضد العدوان الإسرائيلى الأخير، رغم ما كل ما تمر به مصر من أزمات داخلية، ورغم حالة التشرذم السياسية بسبب اختلاف الرؤى للأوضاع الداخلية، إلا أن القضية الفلسطينية تجمعنا".

وناشد "الملط" القيادة المصرية بأن تجعل عام 2013 هو عام الحسم بالنسبة لملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وأن تساعد فى لم شمل القوى والمنظمات والفصائل الفلسطينية، وأن تدرج على قائمة أولويات إنهاء الخلاف السياسي، حتى تكون فلسطين ظهيراً لدعم المواقف العربية فى مواجهة المخططات الصهيو-أمريكية، التي تحاك ضد المنطقة.

قضية مركزية

وجدد أمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة، الدكتور محمد البلتاجي، موقف جماعة الإخوان المسلمين من القضية الفلسطينية، مؤكدا أنها قضية محورية للجماعة منذ نشأتها وحتى الآن، كما أنها القضية المركزية للمسلمين فى أنحاء العالم كافة، وهى محل إجماع وطني بين الأطراف السياسية.

وأكد أن مصر لا تستطيع التخلي عن دورها تجاه فلسطين، فقد حاربت وقدمت آلاف الشهداء، وهناك جوانب كثيرة وقواسم مشتركة تجمع الطرفين.

وأشاد بالموقف السياسي الرسمي لمصر بعد الثورة فى دعم القضية الفلسطينية، كونه "يختلف كثيرا عنه قبل الثورة"، وأن مصر تستطيع الآن بثقلها السياسي وعلاقاتها الإقليمية والدولية تشكيل موقف ضاغط على الكيان الصهيوني وداعم للشعب الفلسطيني.

وأوضح البلتاجي أن موقف الرئيس محمد مرسى خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة يعطى دلالة واضحة على أن مصر ستكون دعما وسندا للأشقاء الفلسطينيين، وأن مصر الثورة لا يمكنها السكوت على أي اعتداء يتعرض له الشعب الفلسطيني، كون الاعتداء على غزة قضية أمن قومي عربي ومصري على وجه الخصوص.

ووصف الدور الذى تلعبه مصر فى ملف المصالحة الفلسطينية بأنه تعبير عن أن مصر كانت ولا تزال حاضنة للمشروع الوطني الفلسطيني، مشيرا إلى أن حزب الحرية والعدالة يدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأشار فى برنامجه إلى ضرورة كسر الحصار عن الفلسطينيين، وتوفير احتياجاتهم الإنسانية من وقود ومن غاز ومن طعام ومن دواء وحقهم فى التنقل، فضلا عن دعم الحزب لصمود المقاومة بكل الوسائل.

أبعادا جديدة

من جهته؛ أكد المتحدث الرسمي لحزب النور السلفي، نادر بكار، أن القضية الفلسطينية من أولويات مصر للروابط بين الشعبين والعلاقات الوطيدة تاريخيا وإنسانيا، ولما تمثله فلسطين للأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية- الفلسطينية أخذت أبعاداً جديدة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وأن استقرار الأحوال السياسية بمصر سيؤدى إلى انفراجة قوية للعلاقات بين مصر والشعب الفلسطيني.

ودعا "بكار" جامعة الدول العربية إلى دعم القضية الفلسطينية بتنفيذ قرارها بوجود شبكة أمان فى وجه العقوبات والحصار الذى يتعرض له الشعب الفلسطيني عبر سياسيات الاحتلال، لافتا إلى أنه منذ حصول فلسطين على دولة مراقب في الأمم المتحدة، والشعب الفلسطيني يتعرض لتضييق واضح وتعنت صهيوني.

وشدد بكار على أهمية أن تتحمل الجامعة العربية مسئولياتها والوفاء بتعهداتها تجاه الفلسطينيين للحفاظ على كرامة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده، "لاسيما وأن ثورات الربيع العربي أزاحت الأنظمة التي جثمت على صدور الشعوب سنوات وتهاونت فى القضية الفلسطينية للحفاظ على استمرارها فى الحكم.