فتح وحماس تقتربان من الاتفاق على رئاسة الوزراء
الزهار لـ«السفير»: أستبعد الانتخابات في أيار
الإثنين، 21 تشرين الثاني، 2011
كل المؤشرات حتى الآن تؤكد أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الخميس المقبل سيخرج باتفاق على ملفات كثيرة عطلها الاختلاف الأول على شخصية رئيس وزراء الحكومة الانتقالية، بعدما زالت العقبة التي كانت تتمثل في إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على سلام فياض لرئاسة الحكومة.
ولعل من أبرز ما ينتظر من اللقاء الذي رتب له على مدار أسبوعين كاملين هو التوافق على شخصية رئيس الوزراء الجديد، الذي ستتولى حكومته توفير الأموال لإعمار قطاع غزة وتمهد لانتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني.
واتفقت فتح وحماس على جدول أعمال اللقاء، وذلك في لقاءات جرت خلال اليومين الماضيين في القاهرة بين نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق ورئيس وفد فتح للحوار عزام الأحمد.
وعلمت «السفير» أن عباس سيعرض على مشعل رؤيته للوضع الفلسطيني بشكل عام، وسيناقشان مستقبل السلطة الوطنية في ظل الضغوط والتهديدات التي تتعرض لها، وأن الرجلين لن يبحثا في كثير من الملفات التي أنجزها أبو مرزوق والأحمد.
وأكدت مصادر مقربة من عباس لـ«السفير» وجود تهديدات ضمنية وغير مباشرة بقطع المساعدات ووقف أي مخططات تنموية في الضفة الغربية في حال إتمام المصالحة. وأشارت إلى أن مصدرها تل أبيب وواشنطن، لكن الرهان الفلسطيني الآن على «الربيع العربي» كبير.
وقال القيادي البارز في حماس محمود الزهار لـ«السفير» إن اللقاء سيبحث تطبيق ما اتفق عليه في اتفاقية المصالحة في 4 أيار الماضي، مؤكداً أهمية إنجاز كل الملفات العالقة لأن المصالحة ضرورية، ومن دونها لا يمكن الاستفادة من التغيرات السياسية في المنطقة.
وأضاف الزهار أن حماس تريد حكومة تقلع بالوضع الفلسطيني في هذه المرحلة بأقل الخسائر، متحدثاً عن صعوبة إجراء الانتخابات في أيار المقبل نتيجة لضيق الوقت الذي أخذه عباس وفتح عندما أصروا على بقاء فياض في رئاسة الحكومة الانتقالية، وهو ما عارضته حماس.
ولم يستبعد الزهار تعرض الحكومة الانتقالية إلى حصار جديد. وقال «نستطيع كفلسطينيين أن نوفر لمجتمعنا الحدود الدنيا من العيش كما فعلنا في غزة»، مؤكداً ضرورة تخلي فتح عن برنامج التفاوض مع إسرائيل ووقف التنسيق الأمني وملاحقة حماس والمقاومة في الضفة الغربية.
وهزأ الزهار بالتهديدات الأميركية لعباس إذا أتم المصالحة، معتبرا إنها فارغة، مؤكداً «أن النفوذ الأميركي في المنطقة يتقلص»، مشيرا إلى ضرورة الاستفادة فلسطينيا من كل التغيرات السياسية الراهنة لصالح الشعب والقضية الفلسطينية.
من جهته، أعلن القيادي في فتح دياب اللوح رفض حركته التدخل والتهديد الأميركي للمصالحة وعباس، مؤكدا أن المصالحة شأن فلسطيني داخلي لا يمكن لواشنطن وتل أبيب أن تفرض فيه الرأي على القيادة الفلسطينية والفصائل.
وقال اللوح لـ«السفير» أن فتح متمسكة بالمصالحة «رغم كل محاولات الضغط والتهديدات التي تطلقها الأطراف غير المستفيدة من المصالحة»، مشدداً على أن الانتخابات يجب أن تجري في أيار المقبل لأنه اتفاق سابق بين حماس وفتح.
ورفض اللوح الحديث عن الترتيبات الفتحاوية الداخلية قبل الذهاب للانتخابات. وقال «هذا شأن فتحاوي نناقشه داخليا في أطار الحركة ولا نناقشه عبر وسائل الإعلام».
وكان النائب عن فتح ماجد أبو شمالة خاطب اللجنة المركزية والمجلس الثوري لفتح وعباس قائلا «نحن مع الانتخابات يا لجنتنا المركزية ومجلسنا الثوري ورئيس حركتنا، ولكننا أيضا مع الاستعداد لهذه الانتخابات، والشروع فورا في لملمة صفوف الحركة وتصويب مسارها، وتجميع أوراقها وبناء جسور الثقة بين أبناء الحركة وجماهير شعبنا ومن يحاول إيهام نفسه والآخرين بان الوقت لازال مبكرا فهو بالتأكيد يسخر من الحركة ويخدع نفسه».
وأضاف أبو شمالة أن «من يعتقد بان القيادة قادرة على أن تحدد مرشحي الحركة وقوائمها عليه أن يتذكر ما حدث في اختيار قوائم الحركة للبلديات في المحافظات الشمالية، وما ترتب على ذلك من فشل من إجراء هذه الانتخابات، رغم أننا كنا وحدنا من دون خصم تنظيمي وسياسي حقيقي، وعليه يجب المباشرة في تحديد البرنامج الذي ستخوض الحركة على أساسه الانتخابات، وكذلك تحديد الآليات التي سيتم من خلالها اختيار مرشحي الحركة للرئاسة والتشريعي والوطني على أن تتضمن هذه الآليات إشراك أبناء الحركة جميعا في اختيار مرشحيهم وعدم إسقاط حقهم في ذلك، حفاظا على الحركة من نتائج قد تكون مدمرة للحركة وأبنائها وبرنامجها الداخلي، ونؤكد أن من يحسن الزرع يجني ثمرا طيبا».
المصدر: جريدة السفير