السرور: قضية اللاجئين الفلسطينيين قضية أمن وطني أردني بالدرجة الأولى
الأربعاء، 22 حزيران، 2011
البحر الميت–بترا–صالح العدوان - قال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس سعد هايل السرور ان الخطاب السياسي الاردني الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد ضرورة ان تتضمن مخرجات عملية التفاوض الفلسطينية الاسرائيلية ايجاد حل عادل ودائم وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وشدد على ان حل قضية اللاجئين الذين هجروا من ارضهم ووطنهم قبل 63 عاما يجب ان تحل وفق القواعد الانسانية والقانونية والدولية التي تؤكد حقوق الشعوب والافراد في تقرير مصيرها على ارضها ووطنها وعدم شرعية التهجير القسري والنقل الجماعي للمجموعات البشرية خارج اوطانها وديارها وضرورة تمكين الافراد والشعوب من الوصول الى موطنهم الذي نشاوا عليه عبر التاريخ.
جاء ذلك خلال افتتاحه امس في فندق موفنبك البحر الميت ، مندوبا عن رئيس الوزراء ، اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) التي تضم عددا من الدول العربية المانحة من اجل التباحث في اوضاعها والتي تعاني عجزا ماليا متصاعدا منذ توقيع اتفاقيات أوسلو ويتخوف اللاجئون من تصفيتها تنفيذا لرغبة الصهيونية العالمية واطراف دولية أخرى.
واكد السرور ان الاردن يضع قضية اللاجئين الفلسطينيين في صلب اولوياته السياسية العليا بل ويعتبرها قضية وطنية اردنية حيث انها بالنسبة الى الاردن ليست ولا يجوز ان تكون مجرد قضية قومية عادلة وحسب وانما هي بالدرجة الاولى قضية امن وطني اردني يرتبط بحلها عدد من الملفات والتي تشكل اولوية وطنية وسياسة اردنية وفي مقدمتها القدس واللاجئون ولن يقبل الاردن اي حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين دون الاخذ بعين الاعتبار الحقوق التاريخية لمواطنيه من اللاجئين ولن يسمح باي تنازلات قد يقدمها ايا كان على حساب هذه الحقوق لانهم في غالبيتهم جزء من الدولة الاردنية وواجب الدولة هو الدفاع عن حقوقهم واقرارها.
واضاف ان الاردن سيواجه اي مخططات او محاولات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية او التعدي على المصالح الاردنية ونؤكد دعمنا للاشقاء الفلسطينيين في مسعاهم من اجل استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها اقامة دولتهم واقرارحق العودة.
وقال ان ندائي لكل واحد من المجتمعين باعتبارهم اعضاء في المجتمع الدولي واعضاء ومراقبين في اللجنة الاستشارية هو القيام باعادة التاكيد على وحدة غايتنا وتعزيزها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين من خلال القيام بتقوية عزمنا وتصميمنا سويا لمعالجة القضايا التي تهم الوكالة في الوقت الحاضر حتى يتم التغلب عليها في نهاية المطاف من خلال الانخراط الصحيح والمشاورات الحقيقية التي اصبحت مسار هذه اللجنة في ابداء نصائحكم وارشاداتكم التي ستوفر للاونروا دعما كبيرا في استجاباتها للازمات والتحديات التي تواجهها والتي تجعل من اللجنة الاستشارية مثالا للشراكة الناجحة لمصلحة اللاجئين الفلسطينيين.
واضاف السرور انه في ظل هذا الوضع السياسي الخطر الذي تشهده منطقتنا تقع مسؤولية دعم السلام والاستقرار على عاتق المجتمع الدولي وبهذا الصدد فاننا نؤكد الاهمية البالغة لاستمرار دعم المجتمع الدولي لوكالة الغوث الدولية وتوفير الامكانات اللازمة لها لتواصل رعايتها لاكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني لاتزال قضيتهم تشكل احد ابرز مكونات الصراع العربي الاسرائيلي باعتبارها المنظمة الدولية الحاضنة لقضية اللاجئين الفلسطينيين في اروقة الامم المتحدة بشكل خاص وفي المجتمع الدولي بشكل عام بحيث يشير استمرار تجاهل احقاق حقوقهم المشروعة في العودة والتعويض الى صعوبة الوصول الى السلام المنشود في الشرق الاوسط.
وقال الوزير من هنا علينا التاكيد جميعا على ان انشاء وكالة الغوث وعملها قد ارتبط زمنيا وسياسيا بقضية اللاجئيين الفلسطينيين وهذا يؤكد اهمية الحفاظ على ديمومة واستمرار عمل الوكالة كاحد عوامل الاستقرار في المنطقة وحافظة مهمة لحقوق اللاجئين ليدفعنا ذلك الى استمرار تعميق التزام المجتمع الدولي والدول المانحة تجاه الاونروا وقضية اللاجئين الفلسطينيين لحين انهاء معاناتهم وحل قضيتهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وخاصة قرار الامم المتحدة رقم ( 194 ) لعام 1949.
كما اكد ضرورة عدم تخلي اي من الدول المانحة عن التزاماتها تجاه دعم وتمويل الوكالة والمطالبة بالعودة لتستمر بتادية برامجها وخدماتها الاساسية لكل اللاجئين الفلسطينيين من خلال ميزانيتها العادية والتاكيد على ان توسيع قاعدة الاعضاء واستمرار مشاركتهم في اللجنة يجب اخضاعها للمعايير والضوابط المتفق عليها كما ويجب على ادارة الوكالة النظر بجدية لمطالب العاملين المحليين لديها والعمل على تحسين اوضاعهم المعيشية وفق الامكانات المتاحة.
واشار السرور الى ان الدول المضيفة تقدم كل ما تستطيعه وفق امكاناتها للاجئين وللوكالة نفسها ولن يكون بمقدورها تحمل المزيد من الاعباء في حال تخلت الوكالة عن جانب من مسؤولياتها اوبرامجها اذا ما اضطرتها لذلك مواقف بعض الدول المانحة تجاه مساعدة الوكالة ،مشيرا الى حرص الحكومة الاردنية على استمرار وتطوير التعاون القائم مع الوكالة وتقديم كل دعم ممكن لها.
وقال رئيس اللجنة الاستشارية للاونروا – السفير السعودي في عمان فهد الزيد ان المملكة العربية السعودية لن تدخر جهدا لدعم اللاجئيين الفلسطينيين ولحين انهاء معاناتهم وحل قضيتهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية وانشاء دولتهم الفلسطينية.
ودعا الدول المانحة لمواصلة التزاماتها بدعم وكالة الغوث الدولية وزيادة الدعم المالي في ضوء النمو السكاني للاجئين الفلسطينيين والتطور الخدماتي وظروف الاحتلال والحصار الجائر الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين, مما فاقم من الأعباء المالية على الأونروا وعدم تسييس هذه المساعدات واستخدامها للضغط على اللاجئين تمهيدا للمخطط الصهيوني لتصفية الأونروا.
كما رحب الزيد بانضمام دولة الكويت الى اللجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وشكره لنائب رئيس الوزراء على افتتاحه لاجتماعات اللجنة مندوبا عن رئيس الوزراء.
من جانبه قال المفوض العام لوكالة الغوث الدولية فينليبو جراندي ان هناك الكثير من الاحداث التي عصفت بالمنطقة مما ادت الى تراجع شديد في خدمات وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين مما زاد الامر سوءا بالنسبة لهم حيث انخفضت برامج التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية.
واشار الى دور الوكالة في تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين وخاصة في المناطق الفلسطينية و قطاع غزة حيث تم التفاوض مع اسرائيل لتوفير مستلزمات الحياة هناك كالانشاءات وزيادت كميتها.
كما تسعى الوكالة الى التوسع في زيادة خدماتها وتطويرها ومنح سكان غزة حرية اكثر في الحركة والانتقال.
وتضمن جدول اجتماعات اللجنة امس استعراض الاعضاء للمستجدات من الاقاليم ومداخلات من البلدان المضيفة ومناقشة الوضع المالي وتعبئة الموارد للعام الحالي 2011 في حين سيناقشون اليوم الاربعاء احتياجات وميزانيات الاونروا للعامين المقبلين 2012- 2013 وتعبئة الموارد واستدامة التغيير في الوكالة ومناقشة تقرير مقدم من رئيس اللجنة الفرعية وتبني التوصيات اضافة الى تعليقات من الاعضاء في الجلسة الختامية.
المصدر: جريدة الرأي الأردنية