الشبكة تنظم ندوة بعنوان "الهوية الفلسطينية بين الصعود والتراجع"
الإثنين، 24 أيلول، 2012
نظمت شبكة شباب فلسطين الثقافية ندوة ثقافية بعنوان "الهوية الفلسطينية بين الصعود والتراجع" بقاعة مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق وسط مدينة غزة. وافتتح اللقاء الكاتب والباحث ناهض زقوت منسق عام الشبكة، مرحباً بضيف الندوة الدكتور أشرف أبو ندا أستاذ علم الاجتماع في جامعة القدس المفتوحة بغزة، وبالعديد من المثقفين والكتاب والصحفيين وكوادر وأعضاء الشبكة. وأعرب زقوت عن أهمية إبراز الهوية الفلسطينية وتعزيزها ثقافياً, وعدم طمس هذه الهوية وزرع التوعية التاريخية عن فلسطين لتبقى في الوجدان . وقال "عانى الشعب الفلسطيني منذ تهجيره وتشتته من إشكالية الاندماج الاجتماعي في مناطق اللجوء والتشتت، وهذا اللجوء كان له تأثير على تشكيل هويته الوطنية الفلسطينية وبناء وحدته الوطنية " . وأضاف بان الهوية الفلسطينية تأثرت سواء في مرحلة تبلورها أو تطورها أو تراجعها بسياسات الاندماج أو الإقصاء والتهميش والتضييق التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في مناطق ودول اللجوء والتشتت. وأكد زقوت بان الهوية الوطنية الفلسطينية أخذت تتبلور بشكل فعلي من رحم المعاناة الفلسطينية التي عاشوها في مناطق اللجوء والتشتت، وأضاف ومع انطلاقة الثورة الفلسطينية عملت القيادة الفلسطينية على التشديد على الهوية الفلسطينية واعتبارها شرطا ضروريا لتحرير فلسطين. بينما قال د. أشرف أبو ندا خلال ورقة العمل التي قدمها، الهوية الشخصية هي التي تميز الشخص عن الآخرين، مشيراً إلى أن الهوية الجماعية ذات الخصائص المشتركة بين مجموعة من الأفراد تميزهم عن غيرهم لحماية ذاتهم. وأكد أن الهوية الوطنية تواجه تحديات كبيرة من غياب الاندماج والانسجام بين مكونات الشعب وقواه السياسية والاجتماعية في الداخل (مناطق السلطة الضفة الغربية وقطاع غزة) والخارج وبينهما، مما أدى إلى حدوث الصراع والانقسام. وأضاف بان رفض الفلسطينيين لحالة اللجوء والتشتت وتصديهم لمحاولات التصفية كان له دور في تكوين وعي الذات والتمييز الذاتي عن الآخر، وشكل لديهم عدم استجابة لسياسات الاندماج والتجنيس وعدم قبولهم بسياسات التمييز والإقصاء والتهميش، وتمسكهم بحق العودة إلى الوطن، كان هذا عامل أساسي في ولادة وتبلور الهوية الوطنية الفلسطينية، وأشار أبو ندا إلى الهوية الإسلامية للفلسطينيين التي تشكلت في عهد الدولة العثمانية, أما بعد انهيارها برزت الهوية الفلسطينية, مشيراً لمرحلة الانتداب البريطاني حيث برزت الهوية القومية العربية. وأكد على تمسك الفلسطينيين بالهوية القومية العربية فضلاً عن الفلسطينية, بسبب النزاع على من يمثل الهوية الفلسطينية. وتحدث أبو ندا عن لحظة بروز الهوية الفلسطينية ما بعد نكبة الـ 48 وتهجير الفلسطينيين في مخيمات الشتات في بعض البلدان العربية والدول الأجنبية. وأوضح أن للمخيمات دور هام في إبراز الهوية الفلسطينية, حيث تمسك أهالي مخيمات اللجوء بالذاكرة والأرض لعودتهم إليها. وأكد د. أبو ندا على تعرض الهوية الوطنية الفلسطينية إلى هزة قوية خلخلت مقوماتها الأساسية، عندما اتخذت الثورة الفلسطينية متمثلةً بمنظمة التحرير الفلسطينية قرارا بتغير المسار الوطني من العودة إلى الوطن (شعباً وأرضاً ) إلى العودة إلى الدولة على جزء من الأرض ولجزء من الشعب، ومن استخدام الكفاح المسلح لتحرير الوطن إلى تهدئة الكفاح المسلح واعتبار الحل السلمي والمفاوضات آلية واستراتيجية لحل الصراع مع الإسرائيليين. وأضاف بان غياب الديمقراطية والتعددية السياسية وعدم الاهتمام ببناء الإنسان والمجتمع كان له تأثير على بروز أزمة الهوية، والاندفاع نحو الانقسام السياسي والجغرافي والإداري والمؤسساتي بين الضفة الغربية وغزة، وما أفرزه من تفسخ في النسيج الاجتماعي الفلسطيني وضرر للقيم الثقافية والصورة الوطنية، وبروز هويات أخرى موازية للهوية الفلسطينية، وتضخم بعضها على حساب الهوية الفلسطينية مثل الهوية الدينية والفئوية والجهوية والعائلية. وجرى في ختام الندوة افتتاح باب النقاش أمام الحاضرين والمشاركين، حيث دار نقاشاً حاداً وحامياً ومطولاً في محور وصلب هذا الموضوع، شارك به العديد من الشعراء والكتاب والأدباء والنشطاء الشباب والشخصيات الثقافية.
الجدير بالذكر، احتفت شبكة شباب فلسطين الثقافية خلال اللقاء بعضوة الشبكة الصحفية الشابة منال ياسين بمناسبة تسلمها درع التكريم والتفوق من جامعة فلسطين لتفوقها وحصولها على امتياز مع مرتبة الشرف خلال دراستها .
المصدر: وكالة معا الإخبارية